-

كتابنا

تاريخ النشر - 05-10-2022 10:01 AM     عدد المشاهدات 304    | عدد التعليقات 0

سنـديـانــة السعـــادة

الهاشمية نيوز - هناء عبدالله الطيبة
ها هي الأيام تمضي مسرعة دون استئذان وها نحن نستقبل عاما ونودع عاما، وينبلج صباح ويولج مساء، وها هي مشاعرنا التي تأججت بنيران الهموم والآلام، وها هي أفكارنا تشتعل بلظى الفراق وتتلّبد السماء بالغيوم وتمتلئ الأرض بحبيبات المطر لتروي عطش أيامنا الحزينة من ظمأ الآلام.
وكلّما يمر يوم يحسب من أعمارنا ويُسرق منا لينقش على لوحة الزمان حروف سنواتنا الكئيبة.
وكم هي قاسيةٌ هذه الحياة، لم ترحمنا في يومٍ من الأيام من عذابات وجراحات السنين.
وها هي سنديانة السعادة قابعة في غابة الأحلام، وكلّما نقترب منها لنستظل تحت أوراقها تعصف بنا رياح اليأس وتذرونا إلى صحراء الشقاء وكل حينٍ تتقاذفنا كثبان الهجر إلى ناصية الماضي البعيد.
وكلّما حاولنا أن نقطف أزهار الحب من حدائق العشق توخز أيادينا
أشواك الخيانة، ومع مرور الساعات واللحظات نحاول أن ننسى ماضينا بكل ما يحمل من مآسٍ وأحزان ونصطدم بجدار الواقع الأليم الذي يدمي قلوبنا بمرارة الذكريات التي سافرت مع سحابات السراب وهاجرت إلى شواطئ النسيان.
وهيهات هيهات! لوجود بريق أملٍ جديد يولد من رحم فجرٍ سعيد يشقشق على شرفات أرواحنا ويولج إلى قلوبنا مع شروق كلّ شمسٍ تُنذر ببدء الفرح القادم إلينا من سماء الحياة لننتعش قليلاً ونلتقط أنفاسنا المكتومة بين طيّات الخوف والذُعر الساكن فيها.
ولنتذوق طعم الراحة التي لطالما حلمنا بها من بعد طول انتظار خلف أسوار المجهول.
وكلّ يومٍ نشعل القناديل ونضيء الشموع على قارعة طريقنا الحائر ودربنا المظلم، ونتوه دوماً في دوامات الغربة ونجتّث رذاذ المطر من كبد السماء.
ويبقى بعيداً عن أنظارنا ضوء القمر الذي يختفي تارةً تلو الأخرى في ذاك الفضاء البعيد. وتتجلى في نفوسنا الابتسامات المزيفة لتطلق عنانها في حرقة الصمت والكتمان، وتترنح على ثغرنا تمتمات الأنين لتخرج من بين سراديب البكاء.
ويتراقص على شرفات القلوب شعاع الأمل لنبقى على عهد الوفاء ولكي تستمر ديمومة الحياة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :