المرة الأولى

الهاشمية نيوز - محمود العرابي

للمرّةِ الأولى أتجاهلُك
أرسمُ للنسيانِ درباً تائهاً مجنونا
أغمرُ الأحلامَ بظلالٍ من وهْم
كما تجاهلتِني
كما صنعتِ جداراً هلاميّاً بيننا
فيما مضى..
للمرّة الأولى.. لم يعُدْ صوتُكِ شدْواً
لم يغمرْني بنشوةِ اللقاء ليعنِيَ لي شيئاً..
لم يعدْ سِحرُ نظراتِكِ يؤثِّرُ بي..
لم يعدْ يهزُّني ذلك الصوتُ الشجِيّ، عندما تنطقين باسمي
للمرّة الأولى.. أراكِ بمسحةِ حزنٍ تطفو على لمساتِ الجمالِ التي تخطُّ بهاءَ وجهِك.. وليس كما كنتُ أعتقد:
أنَّكِ إذا حزنتِ ستنهمرُ السماءُ مطراً على إلهامي..
ويتجهَّمُ الأفقُ أمامي بلونٍ رماديٍ شاحب..
كنت أعتقدُ أنّ ابتسامَتَكِ مع إشراقةِ الصباحِ تفلقُ لي بهجةَ ذلك اليوم..
فلم أكن أعترفُ بالشمسِ نجماً مضيئاً لي خطاي..
ولم أكن اعترفُ أنَّ صوتَكِ يسري في آفاقِ وجداني نسيماً عليلا، أو سيمفونيّةً عذبةً تدغدغُ عواطفي تجاهَك .
كنتُ أعتقد.. وكنتُ أعتقد.
للمرة الأولى أكتشفُ أنّني مخطئٌ في الإجابةِ على كلِّ أسئلتي التي ألقيتُها على بوصلتي.
وعليه..
للمرة الأولى تأكدْتُ أنني أحبُّكِ أكثر.