-

كتابنا

تاريخ النشر - 06-09-2022 12:09 PM     عدد المشاهدات 268    | عدد التعليقات 0

وصفة (روق واهدا)!!

الهاشمية نيوز -
بشار جرار

واشنطن
أيام الدراسة الجامعية الأولى، هناك في أم الجامعات الأردنية التي صادفت ذكرى تأسيسها الستين في الثاني من شهر أيلول الأبيض، كان لي ولع خاص بالترجمة زاد مع الدراسة الجامعية العليا في بريطانيا.
من هول ما رأيت من حالات سوء فهم ناتجة عن رداءة الترجمة، احترت في أمر المسؤول عن تلك «البلبلة» أهم المستشرقون أم المستغربون؟ أم هي اللعنة التي فرضت على من أرادوا بناء برج بابل لتحدي «الآلهة» فاستدعوا الغضب الإلهي الذي انتهى بدمار البرج ودخول مصطلح «البلبلة» عالم الترجمة للدلالة على كل ما هو لغط وعبث و»هرذبة»!
في حالات البلبلة، الاضطراب بأنواعه، ثمة قاعدة إنجليزية تقول: انتظر وانظر «ويت آند سي». تلك من مقتضيات الحكمة، والترجمة فيها صحيحة ودقيقة. لكني في جلسة مع متخصصين بالترجمة السياسية، ما زحتهم بتحدٍّ أخوي. عندنا في الأردن – وكانوا من جنسيات مختلفة – نعتمد وصفة «روق واهدا» في أي طبخة سياسية! ممكن ترجمتها أمريكيا بكلمة واحدة «كول» وتعني بالعامية الموافقة بارتياح أو عن طيب خاطر. فثمة مواقف لا تصلح إلا بالروقان (المزاج) والهدوء (السلام الداخلي أو ضبط النفس والتحكم بالانفعال).
في الحياة السياسية الأمريكية، هناك تقدير واحترام لأصحاب «الرؤوس الباردة»، مقابل استياء من «ذوي الرؤوس الحامية» أو «الأنوف الحمراء» وفيها تقريع إضافي لأصحابها.
المسألة هنا تتجاوز الترجمة والثقافة إلى لغة عالمية واحدة هي المهنية والاحترافية. علا الصوت أو خفت، لن تتغير المعادلات الحسابية ولا الكيميائية. تشريع قانون أو مناقشة موازنة أو طرح ثقة لا ينبغي أن يكون ميدانا لاستعراض القدرات اللغوية أو قدرات المايكروفونات على استيعاب قوة الصوت ورخامته. تصويت الناخبين وإن تأثر بخطابة البعض أو مهارات البعض الآخر التسويقية لخطاب المرشح وأجندته سيبقى أسير «انتظر وانظر» ما لم يتم تبني وصفة «روق واهدا». وحده الجو الهادئ، الإيجابي، الودي، هو القادر على توفير أسباب نقاش سوي وصحي كفيل بتحقيق تواصل مثمر بنّاء بين الناخب والمنتخب على قاعدة ما هو ممكن، لأن السياسة ستبقى إلى ما شاء الله «فن الممكن».
فبالله عليكم، علينا جميعا: نروق ونهدا حتى تمر هذه الأيام على خير: التعافي من كورونا وانتهاء حرب أوكرانيا على خير وعدم تغير الوضع الراهن في تايوان. لن يجدي في حال تغير النظام العالمي، أن ننتظر وننظر..




وسوم: #وصفة#«روق


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :