-

اسرار وخفايا

تاريخ النشر - 12-08-2022 08:38 PM     عدد المشاهدات 268    | عدد التعليقات 0

العُزوف الاجتماعي عن الأحزاب الجديدة يُقلق السّلطات العُليا

الهاشمية نيوز - أكد خبراء في العمل الشبابي والسياسي، أن الأردن أمام مرحلة هامة على صعيد التحديث السياسي للشباب، وهو ما جاء بمضامين خطاب جلالة الملك عبد لله الثاني بعيد الاستقلال السادس والسبعين، الذي أكد فيه أن الشباب يرسمون معالم الحاضر والمستقبل خاصة بعد إنجاز القوانين والتشريعات الناظمة للحياة السياسية والتي تفتح لهم فرصا للمشاركة في الحياة الحزبية والسياسية.
وقالت الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي الأردني "حشد" عبلة محمود أبو علبة، لا شك أن الدعوات المتواصلة من قبل المؤسسة الرسمية ورأس الدولة لانخراط الشباب في الحياة السياسية، سيكون له الدور المؤثر إيجاباً، ولكن علينا أن لا نتوقع أن تحدث هذه التطورات نقلة نوعية على هذا الصعيد، إذ من المؤكد أن مثل هذه الأمور تأخذ وقتاً طويلا كما يجب أن تتوافر شروط أخرى مشجعه لانخراط الشباب في العمل السياسي.
وقالت أبو علبة، إن الأزمة الاقتصادية تعكس نفسها على فئة الشباب بصورة خاصة بسبب ارتفاع نسب البطالة والفقر، وإذا ما استمر تدهور الأوضاع المعيشية على هذا النحو، فلن يجد الشباب ضالتهم في العمل السياسي وحده.
لكن على جبهة سيادية وفي عمق مؤسسات وغرف القرار انطباعات سلبية حتى الآن بحجم اهتمام الشارع الأردني بهذه التجربة الجديدة حيث حالة عُزوف اجتماعية وإقبال ضعيف جدا على تشكيلات الأحزاب الجديدة.
والأهم طرح أسئلة داخل أروقة القرار من طراز أين الخطأ والخلل وما الذي حصل وما الذي ينبغي أن يحصل؟
مثل تلك الأسئلة أصبحت اساسية في المشهد الأردني الان و الاعتقاد جازم بأن الجواب عليها ضروري جدا تحت خلفية الحرص على إنجاح تجربة التحوّل نحو تحديث المنظومة السياسية التي يهتم بها بصفة خاصّة رئيس الوزراء الأردني الأسبق سمير الرفاعي.
ويبدو هنا حصريا أن تقارير عميقة قرأت وأوصت بأن الرأي العام الاردني ليس متحمسا لتجربة التشكيلات الحزبية والتحديث في المنظومة السياسية بالقدر الذي يشكل رافعة اجتماعية لهذا المشروع المهم والذي حظي بتوافق وإجماع غالبية مؤسسات الدولة.
ولا يوجد ما يوحي بأن الفرصة متاحة امام الحكومة لتوفير دعم وإسناد لتلك الرافعة المطلوبة وسط إدراك مسبق اليوم للخطأ التكتيكي الذي برز عندما تجاهلت لجان تحديث المنظومة السياسية في وقت مبكر توفير حاضنة اجتماعية داعمة قبل الانطلاق نحو آفاق المستقبل.
وصف وزراء سابقون من بينهم محمد أبو رمان تجربة تحديث المنظومة السياسية بانها محكومة بعدم الفشل بعد الآن وأنها أقرب إلى صيغة تذكرة باتجاه واحد بلا عودة وتشكل استراتيجية الدولة.
وقال وزير التنمية السياسية الأسبق موسى المعايطة واحد ابرز اللاعبين في تحضيرات تحديث المنظومة عدّة مرّات بأن الجميع ينبغي أن يمضي قدما وبأن العودة للماضي لم تعد مطروحة وصدرت تصريحات من أعضاء ناشطون في مجلس الاعيان عدة مرات لدعم تشجيع المنظومة واتخذت خطوات عملية من الدولة العميقة والحكومة معها لإظهار جدية التحول نحو تأهيل الأحزاب للحكم ولتقاسم حصص من الإدارة مستقبلا.
منسّق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة / ذبحتونا، الدكتور فاخر دعاس وجه نقدا لاذعا لمشروع نظام تنظيم العمل الحزبي في الجامعات، الذي تتجه الحكومة لإقراره.
وقال دعاس في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن مشروع النظام يفرّغ فكرة السماح بالعمل الحزبي في الجامعات من هدفها المعلن وهو انخراط الشباب في العمل الحزبي ويقزمها، لمجرد طلب اقامة نشاط، وهو الامر الذي كنا في حملة ذبحتونا قد حذرنا منه.
وأضاف دعاس أن مشروع النظام يحوّل عميد شؤون الطلبة إلى حاكم اداري له الصلاحيات المطلقة بالسماح والمنع لاي نشاط حزبي بل والتدخل في تفاصيل النشاط والتعديل عليه من حيث المكان والزمان والأسماء المشاركة ومحتوى النشاط نفسه (المادة ٦/ج).
من جهته، قال أمين عام وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية الدكتور علي الخوالدة، ستساهم التشريعات التي أقرت مؤخراً ضمن مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في زيادة مشاركة الشباب في الحياة السياسية والحزبية وإقبالهم على الانضمام إلى الأحزاب السياسية أو تأسيس أحزاب جديدة.
وبين الخوالدة، أن قانون الأحزاب الجديد أحتوى نصوصاً تشريعية غير مسبوقة تتعلق بضمان حق المواطن الأردني بالانضمام إلى الأحزاب السياسية وحماية هذا الحق بالإضافة إلى فتح الباب لممارسة العمل الحزبي داخل الجامعات وتوفير الحماية القانونية للعمل الحزبي داخل الجامعات.
ومن بين تلك الخطوات وضع برنامج لحصص ثقافة حزبية في الجامعات والمدارس ومنع أي متابعة أمنية للعمل الحزبي وسحب المندوبين والمراقبين الأمنيين من الاجتماعات الحزبية.
واللافت جدا في كل هذه الخطوات أنها لم تقنع غالبية ساحقة من المواطنين الأردنيين حيث يوجد مشكلات يشعر بها المعنيون بترتيب أوضاع الأحزاب الجديدة ومن الحجم الذي لا يمكن إنكاره.
ومن المرجح أن تلك المسألة صدرت من أجلها وبموجبها تقارير معمقة جدا اطلع عليها في مؤسسات القرار خلال الأيام القليلة الماضية وأوصت بأن التجربة قد تخفق.
وبالتالي تحصل عملية مراجعة قويّة الآن لبعض الخطوات تحت عنوان تفعيل وتنشيط اهتمام الرأي العام والشارع الأردني بالأحزاب والعمل الحزبي وخطوات تنظيم خصوصا وأن عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني يدعم بقوّة هذا السيناريو والاتجاه وطلب علنًا من رواد الصالونات السياسية توقيف نشاطاتهم في تلك الصالونات والانضمام للعمل الحزبي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :