-

منوعات وغرائب

تاريخ النشر - 25-07-2022 09:56 AM     عدد المشاهدات 191    | عدد التعليقات 0

مصري يتحدى فقد بصره ويعمل في إصلاح الأجهزة الكهربائية

الهاشمية نيوز - - مركز الكفيف لصيانة الأجهزة الكهربائية"، لافتة تزين أحد المحال التجارية بمدينة الشروق، شرقي القاهرة.

للوهلة الأولى قد تعتريك حالة من الدهشة حين تتأمل اللافتة وترى شابا ثلاثينيا هادئ الطباع يجلس داخل المحل محدود المساحة، فليس من المعتاد أن يعرض شخص كفيف نفسه لخطر الصعق بالكهرباء بالعمل في مجال صيانة أجهزة كهربائية.

إلا أن الشاب المصري محمد عبد الرحمن، قرر أن يضرب بهذه المعتقدات المتعارف عليها عرض الحائط ويعمل في صيانة السخانات والغسالات المختلفة.

محمد (34 عاما) استطاع أن يصنع هالة من الاحترام والتقدير ممن حوله، ليس بسبب فقدانه بصره، ولكن لقصة كفاحه التي بدأها منذ نعومة أظافره وإصراره على العمل في مهنة يتحدى بعمله بها ظلام عينه بنور العلم والخبرة، ورأس ماله المتمثل في شعوره بالأشياء وحاسة اللمس وليس عينيه، على نقيض المألوف.



قصة كفاح

"أنا اشتغلت من عمر 17 سنة، خلال فترة الدراسة، في محل صيانة أجهزة منزلية وقطع غيار، ومن هنا كانت البداية، حيث قررت العمل بالمهنة التي أحبها، بعد أن تقطعت بي السبل نحو عدم إكمال الدراسة والحصول على دبلوم تجارة بسبب الإعاقة البصرية وتطورها"، يقول محمد إن فقده بصره حدث بالتدريج، وفي عمر 21 سنة كان لا يرى تماما، بسبب ضمور جزئي تطور في ما بعد بعصبه البصري، بحسب الجزيرة نت.



صعوبات وتحديات

ولم يسلم محمد من العراقيل التي وقفت أمامه خلال بداية عمله بمهنة صيانة الأجهزة الكهربائية منذ كان صغيرا، فواجه إما الاستهانة بقدراته أو محاولة تخويفه من المهنة بدعوى الخطورة واحتمال الصعق الكهربائي.

يقول محمد "لم أهتم بمحاولات إضعاف عزيمتي أو النيل منها فخلال السبع سنوات التالية لفقدان البصر كليا، بدأت بالتعلم والممارسة في إصلاح السخانات والبوتاغازات لدى الأقارب والمعارف كبداية، وبالطبع لم يكن الطريق ورديّا، حيث كانت هناك أخطاء أقع بها وأتعلم منها وتعرضت مرات عديدة للصعق الكهربائي أو إتلاف مكونات بعض الأجهزة التي كنت أتدرب على تصليحها، ولكن كنت أعد تلك الخسائر استثمارا في التعلم".



تطور ونجاح

وبمرور الوقت وظهور مواقع التواصل وسهولة الوصول إلى مصادر التعلم المختلفة استطاع محمد أن يستخدم شبكة الإنترنت في البحث والتعلم، مؤكدا -للجزيرة نت- أن أبرز ما أفاده في هذا الصدد هو البرنامج الناطق المخصص للمكفوفين، بجانب موقع "يوتيوب" (YouTube) الذي يجد فيه رحابة وسعة في المعلومات الخاصة بالأجهزة الكهربائية المختلفة وأنواعها ومكوناتها، ولا يزال يساعده ذلك بشكل أكبر على تعزيز خبرته.

وأضاف أنه رغبة منه في نفع غيره، فتح قناة على اليوتيوب تحمل اسم "تعلم الصيانة" (learn maintenance) إذ يقوم عبرها بنشر مقاطع تعليمية عن طرق صيانة البوتاغازات والسخانات المختلفة.

وأشار إلى أنه منذ نحو 5 أعوام اتخذ قراراه بفتح محل تجاري خاص لصيانة الأجهزة، وبالفعل نجح في ذلك، ليصبح ذائع الصيت ولديه زبائنه ويحمل محله اسم "مركز الكفيف لصيانة الأجهزة المنزلية".



الروتين اليومي

وعن نشاط يومه المعتاد، يقول محمد "يومي يبدأ الساعة 11 صباحا، أستيقظ وألبس وأنزل المحل وحدي، حيث يبعد عن منزلي نحو 200 متر، أصل إلى المحل وأخرج الموتوسيكل الخاص بي الذي يقوده مساعدي الخاص عند الذهاب إلى المهام الخارجية، وأخرج المعدات وأجهز قطع الغيار التي أحتاجها طول النهار لأن يومي يبدأ من 12 ظهرا إلى 10 مساء".

ويتابع أنه بعد الانتهاء من العمل في الساعة 10 مساء، يرجع إلى المنزل ويتابع العمل على قناته في اليوتيوب والرد على العملاء على القناة.



مواقف لا تنسى

وبالطبع لم يكن اكتساب محمد للزبائن والقدرة على الوقوف على قدمه في هذه المهنة وحده أمرا بسيطا أو سهلا، إذ واجه العديد من الصعوبات والمواقف التي لا ينساها، ويسرد "طبعا المواقف التي تواجهني مع الناس التي لا يوجد لديها وعي بالتعامل مع الكفيف كثيرة جدا، وخصوصا خلال فترة ما قبل الاستعانة بمساعدين معي في العمل".

ويضيف "في إحدى المرات كنت متجها لأحد العملاء واتصلت به ليطل علي من نافذة المنزل للتأكد من أن العمارة التي أقف أمامها صحيحة لأنني كفيف، فرفض صعودي إليه وأرسل لي مصاريف المواصلات والعودة للمنزل، بحجة أنني لن أستطيع صيانة السخان لديه وأنه من الخطر أن يصلحه شخص كفيف. ولكني أصررت على الصعود، ودار بيننا حوار طويل، انتهى بصعودي العمارة التي يقطنها، وعرفت الشقة من صوته على الهاتف، ودخلت بيته، وتعاملت مع السخان وأصلحته، وكان منبهرا جدا، وحاليا يتعامل معي ويقول لي: محدش (لا أحد) هيدخل البيت غيرك".



رسالة إلى الشباب

ويوجه محمد رسالة إلى الشباب العاطل عن العمل، قائلا "رسالتي لكل الشباب المتسكعين في الشارع من غير عمل أو الجالسين في المقاهي والبيوت بدون عمل، لتحقيق النجاح يجب أن تجتهد ولا تضع لنفسك أي وقت للعمل ولا تقدير للمجهود الذي تفعله، وعلى قدر ما ستتعب، على قدر ما ستحقق النجاح الذي تصبو إليه".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :