-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 24-07-2022 09:53 AM     عدد المشاهدات 156    | عدد التعليقات 0

جائحة القلق .. هل ستبقى تداعيات كورونا حاضرة؟

الهاشمية نيوز - من جديد، يعود هاجس الخوف والقلق مع تزايد حالات الإصابة بالمتحور الجديد لكورونا، ونسبة الانتشار العالية، فهو أمر يقلق الكثيرين حول العالم الذين يخشون العودة لدوامة كانت شبه انتهت.
القلق يزداد عند متابعة التقرير اليومي لحالات الإصابة بالفيروس والخوف من التقاط العدوى، خصوصا وأن المتحور الجديد سريع العدوى والانتشار رغم أن أعراضه ليست “شرسة” مقارنة بالمتحورات السابقة. منظمة الصحة العالمية كانت قد حذرت من انتشار المتحور الجديد المتفرع عن أوميكرون على نطاق واسع، مؤكدة أن الوباء لم يقترب من نهايته.
العودة لارتداء الكمامة من جديد والتعقيم ومسافة الأمان والإجراءات الاحترازية، كلها أمور زادت من نسبة التوتر لدى عائلة خالد سامي بعد إصابته للمرة الثالثة بفيروس كورونا بعد مخالطته لأحد أفراد العائلة القادم من السفر. ويقول سامي “اعتقدنا أن كورونا انتهت ولكنها عادت من جديد والأمر لا يستهان به”، مشددا على ضرورة العودة للالتزام الحقيقي والشعور بالمسؤولية عند الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض.
القلق والتوتر أيضا يرافقان زينة خليل التي ما إن تنفست الصعداء بعد انتهاء جائحة كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها حتى عادت كورونا تدق الأبواب بمتحور جديد سريع الانتشار.
لم تنس زينة بعد نوبات القلق والخوف الكبيرة التي كانت تسيطر عليها خلال العامين الماضيين بسبب الجائحة، والخوف على صحتها وعلى عائلتها من خطر الإصابة، فضلا عن الأزمات الاقتصادية المتتالية التي عصفت بالكثير من الأسر التي فقدت وظائفها بسبب أزمة كورونا.
خوف مركب على الصحة والمال، يعصف بكثير من الأسر التي تخشى العودة للضائقة المالية الكبيرة، كتلك التي عاشتها عائلة أبو رامي الذي انقطع عن العمل عامين كاملين إثر جائحة كورونا، ولا تحتمل أي ظروف أخرى مشابهة.
مشاكل نفسية مركبة خلفتها جائحة كورونا تركت ندوبا في النفوس ممن فقدوا أحد أفراد عائلاتهم ومن عايشوا لحظات عصيبة مع الإصابة، لتتحول إلى هواجس وقلق والآن يعود الفيروس بمتحوره الجديد سريع الانتشار ينشر الخوف والقلق من جديد داخل البيوت.
وبحسب خبير الصحة النفسية والأمراض العقلية بالمنظمة الأممية الدكتور مارك فان أومرين، فإن الفرد عندما يعاني من الاكتئاب، يظهر الأثر في أماكن العمل، فإن السبب الرئيسي لحصول العاملين على إجازة مرضية يرجع إلى ظروف الصحة النفسية، على الرغم من عدم قول ذلك في كثير من الأحيان، وبالمثل، فإن هذه الحالات شائعة جدًا.
وأضاف الدكتور أومرين، أن الكثير من الحالات تبدأ، في الواقع، خلال سنوات المراهقة، ولا يتم علاجها إلى حد كبير، إذ لا يتلقى سوى واحد من كل ثلاثة أشخاص حول العالم الرعاية والرعاية الصحية لحالتهم الصحية النفسية. وقال الدكتور أومرين إن تأثير الجائحة على البشر كان قاسيًا.
وارتفعت معدلات جائحة القلق والاكتئاب في العام الأول بنحو 25 %، ما يعني أن نحو 25 % أكثر من ذي قبل يعانون من الاكتئاب أو القلق، وهو أمر هائل، إلا أن الخبر السار هو أنه لم تحدث زيادة في أعداد حالات الانتحار.
وكشف الدكتور أومرين عن أن الأشخاص الذين يعانون من مرض نفسي حاد موجود مسبقًا، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالفيروس وأكثر عرضة للإصابة بحالات “كوفيد 19” شديدة، بل كانوا أكثر عرضة للوفاة متأثرين بعدوى فيروس “سارس كوف 2”.
وأردف قائلًا إنها حقائق مهمة للغاية ولم يتم تسليط الضوء عليها بشكل كافٍ، ناصحًا بأن من يجد نفسه يعاني من قلق مستمر أو من حزن مستمر أو اكتئاب أو مزاج سيئ لم يكن لديه من قبل أو فقد الشغف والاهتمام بالأشياء التي كان يحبها، فإنه يحتاج إلى اتخاذ إجراء إما لطلب المساعدة أو لمعرفة كيفية التعامل مع تلك المشكلات.
جائحة كورونا ما تزال قائمة إلى الآن وتأثيراتها النفسية مستمرة منذ بداياتها بسبب الإصابات والموت وسببت حالة من الخوف والفقدان والألم، وبالتالي للجائحة آثار سلبية كبيرة وستبقى موجودة لفترات طويلة، وفق اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة.
ويشير مطارنة إلى أن ما أسهم ولو قليلا بتراجع مستوى التأثير السلبي، هو الانقطاع عن الإعلان عن عدد الإصابات والحديث بشكل يومي عن الجائحة، ما أشعر البعض بأن الجائحة قد انتهت وأن كورونا لم تعد موجودة والإصابات متواضعة، لكن الآن ومع الاخبار المتتالية عاد الخوف ليسكن النفوس.
يقول مطارنة “جائحة كورونا زادت بالتأكيد من معدلات القلق والتوتر ورفعت من حالات الاكتئاب”، إذ إن الصور المتراكمة غير المفرحة بدايات الجائحة والذكريات الحزينة، تركت مشاكل نفسية وجسدية في نفوس الكثيرين، ولابد من الخضوع لجلسات نفسية وتغيير الأفكار والمفاهيم في محاولة لنسيان ما مروا به من لحظات وتجارب قاسية رافقت جائحة كورونا.
وكما يؤكد مطارنة، فإن الأخبار المرعبة سابقا وفقدان عزيز أو إصابة أحد من الأسرة، كلها أمور لا تستطيع الذاكرة تجاوزها بسهولة، لهذا من المهم أن يكون هنالك خطط للاحتواء وتفريغ المخزون السلبي، والتعامل بطريقة سليمة مع حالة القلق والتخلص من الآثار السلبية التي تتراكم باللاشعور، بسبب ما شاهدوه أو ما عايشوه مع الأهل من معاناه بالإصابة أو حزن على فقدان عزيز.
ويتميز BA.5 بقدرته على التهرب المناعي وبمعدل انتشار سريع أكثر من أوميكرون بـ4 مرات، ويشير الخبراء إلى أنه ينتشر على وجه الخصوص بين أشخاص لم يصابوا بالفيروس من قبل. وتتمثل أعراضه في السعال المستمر والتهاب الحلق والصداع وسيلان الأنف، بجانب التعب والتعرق الليلي “في بعض الحالات”، بحسب ما نقلته “سكاي نيوز عربية”.
وأوضح الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض، أن الشيء المقلق فى BA.5 هو قدرته على الإفلات من المناعة التي تم الحصول عليها من التطعيم أو من إصابة سابقة، إضافة إلى سرعة انتشاره، وهذا هو السبب زيادة في عدد الحالات.
والنبأ السار هو أن الاشخاص الذين تم تطعيمهم وتعزيز مناعتهم بالكامل، يتمتعون بشكل عام بحماية جيدة من التداعيات الشديدة.
خبراء لفتوا إلى أن مدى انتشار المتحور الجديد يعتمد على مقدار المناعة الموجودة مسبقًا واستراتيجيات التخفيف التي تم اتباعها من قبل كل دولة، ومدى استعدادها لموجة أخرى.
وأوصى الدكتور أومرين بأنه من أجل الحفاظ على صحة نفسية جيدة، يمكن للمرء أن يقوم بعدد من الخطوات من بينها أن يظل نشيطًا بدنيًا، لأنه أمر مهم للصحتين الجسدية والنفسية. كما يمكن أن ينغمس في القيام بأشياء ممتعة أو ذات مغزى للحفاظ على جودة صحته النفسية.
وفي النهاية، يوصي خبير الصحة النفسية والأمراض العقلية بالمنظمة الأممية بالتحدث إلى صديق أو الذهاب في نزهة سيرًا على الأقدام، يمكن أن تكون من الأنشطة الممتعة والمفيدة.
وأشار الدكتور أوميرين إلى أن المرء يمكن أن يمارس تقنيات إدارة الإجهاد مثل التأمل اليقظ، التي تزداد شعبية وتستند إلى الأدلة. وإذا كان الشخص يعاني من إحدى مشاكل الصحة النفسية ولم تكن هذه النصائح كافية، فسيكون من المهم، بل والضروري بشكل عاجل، أن يطلب المساعدة الطبية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :