-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 22-07-2022 09:25 AM     عدد المشاهدات 170    | عدد التعليقات 0

أنس شاب يتحدى الشلل الدماغي ويثبت جدارته في عالم التكنولوجيا

الهاشمية نيوز - “الحياة لا تقف مهما ثقلت الهموم وازدادت الصعوبات” هذه القاعدة التي يؤمن بها الشاب أنس العنانزة (34 عاما). يقينه بأن في آخر النفق دائما هناك ضوء يدفعه لأن ينظر إلى كل التحديات التي تواجهه على أنها إشارات تحفيزية تزيد من عزيمته وإصراره وتمنحه أيضا شعورا استثنائيا بأنه قادر على صنع مستقبل أكثر تميزا.
أنس لم يفكر بأن يستسلم يوما أو أن يكون الشلل ذريعة تعفيه من أن يحلم ويكون مسؤولا عن نفسه وعن من يحب، هو عرف أن الحياة لا يمكن أن تكون كاملة مع أحد فكان خياره الوحيد أن يتقوى بالإرادة ويجتهد أكثر لينال ما يريد.
عمله في شركة أمازون بمجال البرمجة هي فرصة جاءت بعد رحلة من المعاناة والتعب وربما أيضا اليأس في بعض الأحيان.
إصابته بالشلل الدماغي أثرت بشكل كبير على الحركة والنطق لديه، لكنه بالرغم من ذلك ظل متسلحا بعزيمته. تيقن من خلال التجربة وكل الاختبارات اليومية أن عليه أن يظل حاضرا لأي تحد قد يواجهه فلا مجال للتخلي أو حتى الوقوف متفرجا فالحياة لا تنتظر أحدا والصعوبات لن تنتهي.
الفترة الأولى من حياته يبين أنس كانت صعبة بعض الشيء بحكم أنه عاش خلالها متنقلا بين المستشفى والبيت، وهنا لا يمكنه أبدا أن ينسى فضل والديه بعد الله في دعمه وإيصاله إلى ما هو عليه اليوم.
يقول بسبب المرض الذي لازمه منذ الولادة تأخر عن الالتحاق بالمدرسة مدة 4 سنوات تقريبا وهذه الفترة تحديدا كانت مهمة بالنسبة له، لكي يقوى ويكون باستطاعته الاعتماد على نفسه فهو لم يتمكن من المشي إلا بعد بلوغه السادسة من عمره وذلك بإصرار من والده.
أنس اختار أن يكون راضيا وفي الوقت نفسه يعرف تماما كيف يجتاز كل العوائق لا ينحني أمام الصعوبات. التحاقه بمدرسة داخلية في المفرق خاصة بذوي الإعاقة هو اختبار آخر خاضه وكان فيه على قدر التحدي، فبالرغم من ابتعاده عن أهله وغيابه لفترات طويلة عنهم إلا أنه استطاع أن ينجح ويتفوق ويكون الأول.
5 سنوات قضاها أنس في المدرسة الداخلية تعلم خلالها الكثير من الأمور وأيضا تمكن من صقل شخصيته بحيث يكون أكثر صبرا وقدرة على حل المشكلات.
قبل ذلك، كانت تخيفه البدايات ولا يجرؤ على خوضها لأن البدايات من وجهة نظره هي طريق بين خيارين إما الإخفاق أو النجاح وما يخيف أكثر هو أن النجاح يتأخر أحيانا.
أما المرحلة المفصلية وفق رأيه فهي عندما صدر قرار دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المدارس الحكومية. لم يكن القرار سهلا عليه، كما يقول، أبدا فقد كان بين خيارين فقط إما السقوط والاستسلام والبقاء في البيت وإما أن يتحدى ويكون قويا.
أنس ولأنه طموح يحب أن يتعلم، قرر أن يصمد ويخوض التجربة بكل ما فيها. هو في تلك الفترة من حياته تعلم أن يكون شخصا صبورا لا ينهزم أمام نظرات الاستغراب سواء من بعض المعلمين أو الطلبة.
تفوقه أكاديميا وحصوله باستمرار على شهادات تقدير حتى المرحلة الثانوية كل ذلك جعله يكسب احترام كل من حوله ويتميز أكثر. وفي التوجيهي تقدم للفرع العلمي لكن النجاح لم يكن حليفه فاضطر لتغيير الفرع والانتقال لفرع الإدارة المعلوماتية وفعلا تمكن هناك من أن ينجح ويحصل على معدل 72.
دخل أنس جامعة اليرموك تخصص اقتصاد ومصارف إسلامية بعد مشوار طويل من السهر والتعب والمثابرة.
ويبين ان الفترة الجامعية أيضا كانت حافلة بالعوائق والتحديات، إلا أن ذلك لم يزده إلا تصميما على مواصلة الرحلة والاستفادة من كل لحظة بعيدا عن اليأس والتردد.
اعتقد أنس أن بتخرجه ستنتهي كل الصعوبات ويحظى بوظيفة تنقذه هو وأهله من الوضع المادي الصعب الذي أتعبهم جميعا، لكنه صدم بالواقع فالأمر ليس سهلا كما كان يعتقد فرص العمل محدودة جدا أمام الأشخاص من ذوي الإعاقة والاعتماد الأكبر في تشغيلهم يقع على عاتق ديوان الخدمة المدنية.
وبعد فترة من الانتظار تم ترشيح اسمه للتعيين في إحدى المؤسسات الحكومية اجتاز أنس امتحان التنافس بنجاح ولم يبق أي سبب يمنع من توظيفه ومع ذلك جاء الرد بالرفض أكثر من مرة الأمر الذي أثر عليه نفسيا وأدخله في حالة من الإحباط، فهو لم يدرس ويجتهد ليجلس في البيت أو يكون على الهامش صعوبة النطق لديه كانت هي الحجة لاستبعاده.
ظل أنس يحلم ويطور من نفسه على أمل أن يتغير الحال فاتجه لمجال التكنولوجيا وتحديدا البرمجة اشتغل على إمكاناته وحبه الكبير لهذا العالم الواسع وقبل عام تقريبا انضم للعمل في شركة أمازون مثبتا بذلك أن الإعاقة لا يمكن أن تكون سببا في قتل الإبداع وتقييد الحلم.
وعن طموحه المستقبلي يقول أنس “أتمنى أن تكون لي شركة خاصة أستطيع من خلالها توفير فرص عمل للأشخاص من ذوي الإعاقة كل حسب كفاءته”.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :