قراءة في انتخابات نقابة المحامين .. "العرموطي يرقص ورشيدات ينسحب"

الهاشمية نيوز - في مشهد مهيب وكأنه الفتح دخل أنصار نقيب المحامين الاسلامي يحيى ابو عبود مجمع النقابات، وسط زفة انطلقت فجر السبت من محيط النقابة إلى قاعتها الرئيسية، فيما رقص النائب المحامي صالح العرموطي فرحا..

الإخوان أضاعوا الفرصة في الجولة الاولى، بعد أن تقدم المحامي رامي الشواورة في المركز الأول بحصده أكثر من 2900 صوتا، فيما حل ابو عبود ثانيا بنحو 2600 صوتا، إلا أن النقيب السابق مازن رشيدات والذي حصل على 2300 صوت قلب الطاولة لصالح الإسلاميين بعد إعلان انسحابه من الجولة الثانية وتأييده ابوعبود..

الانتقام يقلب الطاولة لصالح الإسلاميين

رشيدات لم يكن يريد الانسحاب لولا أنه عرف أن الصناديق لن تكون له، هذا من جهة، ومن جهة أخرى جرى العُرف في نقابة المحامين أن ينسحب المترشحون كافة في الجولة الثانية لصالح أحد الأولين.. لكن لماذا اختار المرشح القومي رشيدات تأييد الاسلامي ابو عبود وتفضيله على الشواورة؟..

في كلمة خطابية له بعد انتهاء الجولة الاولى، اعتبر رشيدات أن منافسه الشواورة كان خصما سابقا وليس حليفا، مُلمحا إلى أن الشواورة كسب الأصوات على حسابه، فبنى حملته الانتخابية على رفض انجازات المجلس السابق.. فأراد الانتقام، هذا من جهة.

ومن الجهة الاخرى فإن النائب العرموطي زار رشيدات في مقره بعد الجولة الاولى، طالبا منه التأييد والدعم.. العرموطي بدا وكأنه صاحب النصر.

ووجه رشيدات كلمته لمناصريه قائلا: "احتاج إلى 2900 صوت للفوز، من منكم لديه سبيل إلى ذلك؟ فليقله كي لا أنسحب"، ووسط صمت الجميع أعلن مغادرته الصناديق..

الصناديق حُسمت باكرا

الذين لبوا النداء من مؤيدي رشيدات، إضافة إلى عدد من مؤيدي المرشح المنسحب اسماعيل ابو رمان وآخرين من مؤيدي بقية المترشحين الذين لم يتأهلوا للجولة الثانية، ذهبوا إلى انتخاب ابو عبود، فزادت أوراقه في الصناديق وقلت أوراق الشواورة الذي أيده مترشحون منسحبون أيضا.. إلا أن عدد المقترعين كان قد انخفض الى النصف، فذلك حدث في الثالثة فجرا.

الصناديق قالت كلمتها، فجاءت الـ 20 صندوقا بلا استثناء لصالح ابو عبود، ولم يتقدم الشواورة في واحد منها، فارتفع الفارق إلى 737 صوتا..

يقول أحد رؤساء لجان الاقتراع في قاعات الصناديق إن أبو عبود لم يحصل في الجولة الثانية على صوت واحد إضافي في صندوقه عن الجولة الاولى، إلا أن الشواورة خسر الكثير فيه فحصل الأول على 126 صوتا فيما حاز الثاني على 116.

زفة الفجر

عند الخامسة فجرا، وبعد أن أدى الاسلاميون والمؤيدون صلاتهم، كانت النتيجة قد حُسمت، فدخلت الجموع إلى مجمع النقابات من كافة ابوابه، منطلقين من مقر ابو عبود الذي كان على بعد عشرات المترات في الجهة المقابلة، فأُغلقت الشوارع، ورُفع النقيب على الاكتاف، وتقدم العرموطي الجموع، وحضر ليث شبيلات رافعا "اشارة النصر" .. وهتف المحتفلون "مستقلة ..مستقلة"..

وسط الزفة التي استمرت قرابة الساعة، حاول أحد الشبان الهتاف لمدينة السلط مسقط رأس النقيب، فأسكته البقية، فيما هتف آخر "الله أكبر" نصرة للإخوان المسلمين، وسرعان ما هُتف "مستقلة .. مستقلة"، هذا ما حاول الجميع اظهاره أن النقابة ليست للإخوان، ولكن من تصدر المشهد عكس غير ذلك..

النقيب دعا للهتاف إلى صالح العرموطي، معتبره صانع النصر، وله فضلٌ في ذلك، فتحول فعلا إلى النقيب الأسبق العرموطي، إلا أن شبان من الخلف تدخلوا وغيروا الهتاف إلى سلطي تقليدي بقولهم "يا الله ما النا غيرك يا الله"، فعاد النقيب يهتف "نقابتنا مستقلة".

الخلاف على توجهات النقابة بدا واضحا وسط الفرحة، رغم تأكيد كل من قاد المشهد على استقلاليتها، أي أنها ليست "اخونجية"، فالنقيب لم يترشح باسم حزب جبهة العمل الإسلامي، ولم يشكل قائمة حزبية، إلا أن الدعم أيضا بدا واضحا..

العرموطي رقص شابكا يده بيد النقيب على انغام الهاتفين "يا نقيبنا الأول يحيى ابو عبود يا نقيبنا الأول، على المضافة حول.. وهيو النقيب هيو".

النقابة تقليدية

انتظر الجموع أن يتحدث ابو عبود لهم في كلمة النصر، فحمل النقيب الميكروفون واستعد للخطاب، لولا تدخل العرموطي من بعيد، بأن لا يفعل ذلك، وانتظار الإعلان الرسمي، وسرعان ما استجاب له..

العرموطي وجه الكلمة.. أكد فيها أيضا أن ابو عبود نقيبا لكافة الهيئة العامة، فمن انتخبه قوميون ووطنيون ومستقلون واسلاميون، لكنه هو من تحدث عن شكل النقابة القادم، وليس النقيب..

قال إن النقابة لن تكون إلا مع الوطن وأمنه واستقراره وسيادته، وستواجه المشروع الصهيوني، والتوطين، والتهجير، والوطن البديل، كما ستقف في مواجهة أوامر الدفاع، وستدعم الحريات، وستكون نقابة للمواطن تمثل كافة الأطياف.

ووجه رسالة إلى كل من حاول التدخل في الانتخابات وفشل، بأن عليه ترك موقعه، فهذه رسالة المحامين اليوم بأن النقابة حرة والإرادة حرة.
رصد إخباري