التشكيلي نصر الزعبي يمزج الطابع التراثي بالحداثة

الهاشمية نيوز - يمزج الفنان التشكيلي نصر الزعبي، الطابع التراثي والحداثة في رسوماته، لإضفاء بصمة خاصة في أعماله الفنية.
ويركز الزعبي الذي بدأ بممارسة تنفيذ أعماله العام 2018 في مرسمه الخاص بمدينة الرمثا، في أعماله، على الأسلوب الواقعي، وذلك لاستعادة اللياقة اللونية والتآلف مع القيم اللونية.
ويقول إنه اتبع هذا الأسلوب لمدة عام كامل كجزء من مشروع يقوم على تقسيمه لثلاث مراحل: الأولى، وهي المرحلة الواقية، الثانية وهي الحالية، وهي مرحلة الواقعية التجريدية. أما المرحلة الثالثة فهي التي سيخط بها أسلوبه الخاص في العمل الفني.
وعن المرحلة الحالية، يقول الزعبي، إن أغلب أعماله ذات طابع تراثي أردني لسببين؛ تأثره بالتراث الثقافي الأردني من خلال عمله بدائرة الآثار العامة، والثاني إيمانه بأن التراث هو مصدر غني يستطيع أن يتكئ عليه الفنان لإنتاج أعمال أصيلة نابعة من بيئته المحلية.
ويضيف، من ناحية الأسلوب الواقعي التجريدي، بأنه يجعل خلفية العمل بأسلوب تجريدي له علاقة بجو العمل ومفرداته، أما العنصر الرئيسي في العمل، فيكون بأسلوب واقعي وأحيانا تعبيري.
يقول الزعبي إنه ما يزال يبحث ويجرب في هذا الأسلوب، لحين اكتمال التجربة ونضوجها.
وعن مشاريعه المستقبلية، يقول الزعبي، إنه بصدد القيام بتجارب حداثية جديدة قائمة على الأسلوب التجريدي، ليتمكن بعدها من اتخاذ مدرسته وأسلوبه الخاص به.
وعن الواقع التشكيلي في الأردن، يقول الزعبي، إن الثقافة البصرية ما تزال في خطواتها الأولى على الرغم من وجود بعض التجارب التي ترتقي لمستوى العالمية، وذلك لأننا أمة أدب وشعر، حيث قلما نتفاعل ونستمتع مع الجماليات البصرية التي تحيط بنا.
ويتابع، أن الظروف الاقتصادية والسياسية تحد من اهتمام المتلقي بالأعمال الفنية التشكيلية وتعد من الكماليات الترفية، إضافة إلى أن قلة من الفنانين المتفرغين لممارسة العمل التشكيلي، وخاصة الأكاديميين منهم؛ حيث يقضون أغلب أوقاتهم في التعليم المدرسي أو الجامعي ويمارسون الرسم كهواية ذاتية. وآخر التحديات التي تواجه الفنان الأردني هو الدعم المتواضع من وزارة الثقافة والقطاع الخاص.
والفنان الزعبي من مواليد الرمثا وسكانها، يحمل درجة الماجستير في علم المتاحف ودرجة البكالوريوس في اللغات الحديثة، وهو عضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، وقد تقاعد مبكرا من دائرة الآثار العامة في العام 2018، ليتفرغ لممارسة الفن التشكيلي.
ويذكر أنه قد تعلم الرسم من تلقاء نفسه؛ حيث درس المدارس الفنية والتقنيات الفنية، وبحث في السير الذاتية للفنانين العالميين.
بدأ الزعبي الرسم منذ الصغر في العام 1980، وأقام معارض فنية مشتركة مع الفنانين د. إياد المصري، والأستاذ محمود أسعد في مؤسسة رعاية الشباب في الأعوام 1982، 1983، 1984.
وفي العام 2019، أقام الزعبي معرضه المشترك مع الفنان عصام بزور، في منتدى الرواد الكبار، إضافة لمشاركته في العديد من المعارض المشتركة في داخل المملكة، وحصوله على دروع وشهادات تكريم عدة.
أما عن المعارض الشخصية، فقد أقام خمسة معارض منها معرضان لفن الكاريكاتير في مدينة الرمثا وجامعة اليرموك العام 1998، إضافة لمعرض شخصي في الشارقة العام 2018 بمناسبة (أسبوع التراث الأردني في الشارقة)، وأقام بالعام نفسه معرضه الشخصي الثالث بمناسبة (الرمثا مدينة الثقافة العربية للعام 2018)، أما معرضه الرابع فقد كان في عمان برعاية وزارة الثقافة في جاليري الدغليس بعنوان (عبق الروح)، وفاء للفنان الراحل ياسر المصري.
وآخر معرض شخصي له بدعم من وزارة الثقافة وبمناسبة (إربد عاصمة الثقافة العربية للعام 2022) في إربد بقاعة الدار آرت بعنوان (ملامح أردنية)، برعاية رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين د. إبراهيم الخطيب.
واشتمل المعرض على 29 عملا فنيا من الأحجام الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. وكانت الخامة المستعملة بألوان الأكريليك والألوان الزيتية. وغلب على مواضيع المعرض مشاهد من الطقوس والممارسات والصور التراثية الأردنية.
وقد حضر المعرض العديد من الفنانين والأدباء والمهتمين بالشأن التشكيلي الأردني.