وادي السلايطة بمادبا .. ملاذ جاذب لمحبي الطبيعة والمغامرات

الهاشمية نيوز - تشكل منطقة وادي السلايطة التي تقع بمحاذاة لواءي ذيبان والجيزة، في محافظة مادبا ملاذاً جاذباً لاستقطاب هواة استكشاف الطبيعة والمغامرات، لتكون واجهة مثالية لسياحة الرحلات؛ حيث يتوافد إلى منطقة الوادي المغامرون من المحليين والسياح، الذين يقومون بتسلق الصخور والجبال وصولا الى النبع المائي، حيث يفضل البعض السباحة أو الجلوس، ومشاهدة انسياب الماء الجاري المنحدر من الأعلى، كما ويقوم البعض بتجربة الانزلاق من خلال الحبل المطاطي فوق البركة المائية.
ويصف زوار ومواطنون المنطقة، بأنها عبارة عن طبيعة مفرطة الجمال، بانسياب المياه وامتداد الأرض الخضراء، إضافة للأجواء النقية، تجعل زائرها يستشعر روعتها لدرجة أن ينسى معها العودة من حيث أتى، خاصة وأن المنطقة تضم كهوفا تتميز بالعمق وروعة المنظر، يخالط داخلها أشكالا عجيبة وجميلة المظهر.
ومما يزيد هذه المنطقة بهاء، أنها تقع على سفوح جبال تنتشر بها أشجار متنوعة تنعكس ظلالها على السيل الممتد فيها، وهو سد وادي الموجب فتزيدها سحرا وجمالا.
بيد أن هذه المنطقة تفتقر لمرافق مهمة ومراكز ترفيه واستجمام وبنى تحتية وخدمات من كهرباء ومياه، لتكون نقطة جذب سياحية تغري الزائر أو المتنزه أو السائح إلى الذهاب إليها، بحسب ما يؤكد مواطنون.
ويتفقون بقولهم، هذه المنطقة يقصدها سياح ومتنزهون وزوار باحثون عن المغامرة، للاستمتاع بطبيعتها الصافية ومناظرها الخلابة وجوها المعتدل الرطب، حيث تعد ملاذا لعشاق استكشاف الطبيعة وهواية التخييم، ورياضة تسلق الجبال والمشي، لعلهم ينسون ضجيج المدينة ومشاكل الحياة اليومية.
ويؤكدون أن منطقة وادي السلايطة تحتاج إلى تدخل حقيقي من قبل الجهات المعنية، للتعريف بهذا المنتج السياحي الفريد وطنياً وعالمياً، من خلال إشراك سكانه المحليين في قطف ثمار التنمية؛ ذلك أنهم ما يزالون لا يستفيدون في الوقت الراهن من المؤهلات التي تتمتع بها المنطقة.
ويصر هؤلاء المجاورون على ضرورة تأهيل هذا المنتجع لمواكبة النشاط السياحي بالمنطقة، لما لذلك من فوائد جمة، ليس فقط على السكان المحليين، بل على الأردن برمته.
ويلمح المواطن عمر الرواشدة، وهو أحد سكان المنطقة، إلى تقصير الجهات الحكومية تجاه المناطق السياحية في لواء ذيبان وجعلها، بحسبه “مزارات سياحية جاذبة للسياح”، وتفعيل السياحة الداخلية في حال توفير البنية التحتية فيها، مشيراً إلى أن مناطق لواء ذيبان ذات طبيعة ساحرة يجب استغلالها والاهتمام والعناية بها وتعريف الناس عليها.
ويضيف أن الوادي يحتاج إلى تسويق، لافتاً إلى أن هذه المنطقة تتوفر فيها الكثير من الأمور التي تجعل هواة التخييم وعشاق الطبيعة وممارسي رياضة المشي وتسلق الجبال يمكثون فيها أياماً عدة.
وذهب المواطن نمي الرواحنة إلى أهمية الوادي في قضاء وقت فيه استمتاع وراحة الذهن من عناء ومتاعب الحياة، واصفاً الوادي بـ”جنة الأرض”، لما فيه من مناظر خلابة تريح البصر وتهدئة الأعصاب، وهذا ما يحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه، مطالباً الجهات المختصة في الشأن السياحي بوضع هذا الموقع المهم على الخريطة السياحية والترويج له.
ويؤكد المواطن همام الشياب أنه رغم ما يزخر به وادي السلايطة من طبيعة ساحرة، إلا أنه يفتقر لمرافق سياحية مهمة ومراكز ترفيه واستجمام.
وقال الشياب إن معظم مناطق لواء ذيبان تعاني من عدم الاهتمام الحكومي، داعياً وزارة السياحة والآثار للاهتمام بالسياحة القروية بالمنطقة برمتها، ليس فقط وادي السلايطة، ذلك أن هذه الفضاءات هي متنفس ومزار للسياح والمواطنين.
ويقول إن نسيان وإهمال المواقع الطبيعية يسهم بمنع الناس من الاستمتاع بهذه المناطق، موضحاً أنه من الأجدى أن يكون هناك فضاء خاص بالمصطافين، مخيم على شكل كورنيش، عوض أن يبقى الزوار يثبتون خيامهم لقضاء وقت ممتع.
وطالب المواطن ليث القيسي، بتحويل وادي السلايطة إلى منتجع سياحي تتوفر فيه شروط السلامة، كون هذا المشروع من شأنه أن يخلق عددا من فرص العمل لأبناء المنطقة وإخراجها من حالة الركود والنسيان إلى حالة التطور والنهوض.
وقالت المواطنة هيا السعافين “نتمنى من مختلف المعنيين أن يلتفتوا لهذه المنطقة؛ حتى يجد السكان المحليون فيها مصدراً للرزق ووسائل العيش الكريم، كي لا تهاجر الفئات الشابة نحو المدن الأخرى طلبا للعمل والعيش الجيد، في الوقت الذي يمكن أن يعيشوا فيه هنا، إذا ما تم الاهتمام بمنطقتهم التي تزخر بالإمكانات العديدة”.
ومن جانبه، يقول مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني “إن وزارة السياحة والآثار عملت على ترويج المواقع السياحية والأثرية كافة ضمن برنامج “الأردن أحلى” لتنشيط السياحة الداخلية والتعرف على المواقع كافة، وكان من ضمن هذه المواقع التي تم تنظيم رحلات استكشافية إليها وادي السلايطة والوالة والهيدان والموجب، من خلال فريق أدرينالين للمغامرات، إضافة إلى المكاتب السياحية، ما أسهم بترويج وتسويق المنطقة ووضعها على الخريطة السياحية”.