-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 17-05-2022 08:55 AM     عدد المشاهدات 969    | عدد التعليقات 0

كلمة تحمل (روح الامتنان) تغير حياة إنسان

الهاشمية نيوز - “كلمات تحمل في روحها الامتنان والشكر والتقدير قد لا تحتاج لجهد لكنها تغير حياة انسان”، بهذه الكلمات بدأت الثلاثينية رغد حسن حديثها، وهي التي تفتقد هذا الشعور بعلاقتها مع زوجها الذي يبخل عليها بكلمات ربما رغم بساطتها إلا أنها تعني لها الكثير.
ووسط التزامات ومسؤوليات أسرية واجتماعية ووظيفية لا تنتهي تشغل يوم رغد بأكمله، إلا أن ما يسكن قلبها مشاعر ثقيلة، تذكرها في كل مرة بعدم وجود من يقدر ما تقوم به أو حتى يقول لها “شكرا لك.. بقدر تعبك وكل المسؤوليات التي تحملينها”، إنما ينتقدها ويتهمها بالسطحية وأنها تبحث عن كلمات وعبارات لا تعني له شيئا.
تقول “أدرك أن ما أقوم به واجبي ومن ضمن مهامي إلا أن الشكر والابتسامة تهون علي متاعب يومي”. تلك الأعمال ذاتها ستنهيها رغد بشكل يومي بشكر او بعدمه، غير أن الكلمة الطيبة تجعل الصعب سهلا والمسؤوليات أقل وطأة وتحول الساعة إلى دقائق، وفق ما تقوله رغد.
شعور آخر يصل لخالد كما يقول، خصوصا حينما يقوم بكل شيء ضمن مهمامه ومسؤلياته كزوج وأب، ولكن سماع الانسان لـ”كلمة طيبة”، وإحساس بالامتنان يزيد الرغبة بالقيام بمهام أكثر، والتغلب على تفاصيل ومتاعب اليوم وضغوطاته النفسية.
ويصف التميمي الشكر بالوقود الذي يجعلك تتجاوز كل الضغوطات والمسؤوليات اليومية ويشعرك بالقرب ممن حولك أكثر وبتقديرهم لما تقوم به.
“الكلام ليس عليه جمرك”، “الكلمة الطيبة طالعة واللي مو حلوة كمان طالعة”، “والمهام ستنجز بشكر أو دونه لكن الامتنان يجعلها أكثر متعة”، جمل وعبارت مختلفة جالت في خاطر الأربعينية شيرين التي تصف شعورها عندما تسمع “شكرا أو دعوة صغيرة أو ربما ابتسامة شكر أو رضا والدين بعد قيامها بأي عمل”.
هي المهام ذاتها نعم والمسؤوليات لا تتغير وكل شيء متشابه لكن الفرق بالكلمة الطيبة، وفق شيرين التي تعاقب نفسها أحيانا وتشعر بالتقصير وأن عليها القيام بالمزيد لإرضاء من حولها. “هي كلمات بسيطة، لكن وقعها الكبير وأثرها السحري يجعلك ترى الألف ميل خطوة صغيرة”، هكذا أنهت شيرين كلامها.
اختصاصي علم النفس التربوي الدكتور موسى مطارنة يذهب الى أن الشكر والامتنان لمن حولنا من الأشخاص يعني تقديرا لإنجازهم وجهدهم سواء في البيت أو العمل وحتى في الحياة الاجتماعية، وفي كل مكان
إشعار الأشخاص من حولك بالامتنان، يعتبر حافزا ويزيد من العطاء، لاسيما وأن نكران الجهد الذي يقدمه الآخرون من أشد الأمور وقعا على نفسية الإنسان، وفق مطارنة.
ويقول “الشعور بنكران ما يبذله البعض وغياب الشكر والتقدير يسبب الإحباط “، حتى وإن كان ما يقدمونه بسيطا أو من ضمن مهامهم اليومية ففي جميع الحالات لا بد من الامتنان.
ويخص مطارنة في ذلك العلاقة الأسرية والزوجية بالذات، مؤكدا على ضرورة تحفيز الشركاء لبعضهم بعضا، وتقدير ما يقومون به من مهام.
ويلفت مطارنة إلى أن الزوجة بحاجة دائما إلى التعزيز الإيجابي من قبل أسرتها لتقدم واجباتها بحب وعطاء، فالنكران يشعرها بالقهر ويضعها في أزمة نفسية وتحدث في كثير من الأحيان ردات فعل تؤثر على العلاقة.
الأمر ذاته ينطبق بحسب مطارنة على الموظف الذي يبذل قصارى جهده في العمل والابن الذي يقدم كل ما في استطاعته لمساعدة والديه وتأمين احتياجاتهم في كافة الاوقات، فالجميع بحاجة لكلمة طيبة وتقدير ليستمر بما يقوم به.
وثقافة الشكر بحسب مطارنة تحقق الحافزية وتزيد من الانتاجية في كل الأماكن وتبعث إحساسا بالراحة والسعادة والبهجة.
من جهته يشير اختصاصي علم الاجتماع الأسري مفيد سرحان إلى أن الانسان بطبيعته يميل للمدح والثناء وهذا يشترك فيه الجميع مهما كان موقعة الاجتماعي أو مركزه، فالمسؤول يحب أن يقدر الناس قراراته الإيجابية، وليس فقط انتقاد أعماله التي قد يخطئ فيها والطفل يحب ان يمتدحه الكبار وليس فقط تأنيبه عند الخطأ.
ويساهم الثناء والشكر بحسب سرحان في تعزيز الايجابيات والتشجيع عليها ويعني الاعتراف بفضل الآخرين ودورهم ويمكن التعبير عنه بمشاعر قلبية أو بابتسامة أو من خلال الكلمات والتحدث عن طبيعة الأعمال والأفعال وما تم تحقيقه للآخرين من منافع.
والشكر والامتنان لصاحب الفضل يحمل معنى الاعتراف بالجميل وهو من أعظم الفضائل التي يتحلى بها الإنسان، ويتطلب ابتداء أن يدرك قيمة ما يقوم به غيره مهما كان صغيرا ويشعر به وأثره وأهميته.
ويلفت سرحان بدوره إلى الأثر الإيجابي الكبير للإمتنان على نفس الشخص فهو يشعره بدرجة عالية من الإنسانية ويجعله أكثر راحة وطمأنينة وهو سلوك مطلوب في كل الظروف وأصعبها والشخص الذي يشكر غيره يشعر بقيمه اكبر للاعمال حتى لو بدت لصاحبها أنها بسيطة.
والامتنان وشكر الآخرين له تأثير كبير، فهو يدفع الإنسان إلى الابداع والانتاج وتصبح الأمور العادية في نظره أشياء متميزة يسعد بها. فينعكس ذلك عليه وعلى أسرته ومحيطه.
ويشير سرحان إلى أن العمل الذي يستحق الشكر ليس بالضرورة مادياً فهنالك اعمال ومواقف أيضاً تستحق الامتنان وهو خلق يجلب محبة الآخرين ومن الصفات التي يجب غرسها في نفوس الآخرين.
واذا كان شكر الآخرين مطلوبا فهو اكثر حاجة بين أفراد الأسرة الذين يتعاملون مع بعضهم لفترة طويلة وفي ظروف مختلفة، حتى إن كان ما يقوم به الشخص واجبا او حقا للآخرين فعمل المرأة في المنزل يستحق تقدير الزوج والابناء. وكذلك عمل الزوج وتحمله المتاعب من أجله أسرته وبيته أيضا يستحق الثناء والتقدير.
“شكرا” او “جزاك الله خيرا” او “سلمت يداك” أو تقديم هدية رمزية او مساعدة الآخر في عمله، أشياء مهمة وفق سرحان الذي يبين أهمية أن يكون الآباء قدوة حسنة للابناء في تبادل الشكر والثناء، ليعتادوا على ذلك بالمستقبل.
الالتزام بالواحبات وأداء الحقوق مطلوب، ولكن الاكتفاء بذلك يجعل الحياة الأسرية “جافه” والثناء والامتنان للآخر يزيد من درجة الألفة والمحبة ويدفع الجميع الى مزيد من العطاء والتنافس في خدمة الآخرين.
وفي دراسة نشرت للبروفيسور في علم النفس بجامعة نورث إيسترن ببوسطن ديفيد ديستينو قال إن الكثيرين لا يعطون للشكر والامتنان أهمية، لكن دراسته لتأثيرات هذا الأمر أظهرت أن لديه أثرا كبيرا على تصرفات الناس.
وأشار إلى أن الدراسة تظهر أن التعبير عن الشكر يمكن أن يحدث تغييرات إيجابية في حياة الناس، موضحا أن الامتنان يساعد في إدارة التصرفات مستقبلا. ولفت ديستينو إلى أن الأشخاص الذين يبادرون إلى التعبير عن الشكر والامتنان يميلون إلى المشاركة بشكل أكبر في أمور تتطلب تعاونا وتخليا عن الأنانية.
وثمة دراسة تؤكد أن الشكر والامتنان يشجعان على التخلص من القلق والشعور بحماسة لمساعدة الآخرين، كما أن هنالك ارتباطا بين الامتنان والصحة الأفضل، بحيث إنه يساعد في تخفيض ضغط الدم والشعور بوضع جسدي أفضل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :