-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 15-04-2022 10:27 AM     عدد المشاهدات 226    | عدد التعليقات 0

(خبرة جميد) .. عندما يتبنى الأبناء إحياء إرث أجدادهم

الهاشمية نيوز - بترويدات تراثية تصف أرض الجنوب وقاطنيها، وبمدرقة كركية يرتديها السائح حال مجيئه، افتتحت سلسبيلا عشيبات “24 عاما” مشروعها “خبرة جميد” قبل نحو خمسة أشهر.
تبنت ابنة المكان فكرة إطلاق مشروع يسهم في إحياء التراث الكركي، مسلّطة الضوء على “الجميد” الذي تعتبره تاريخ أجداد وهُوية مكان، من خلال “متحف تفاعلي” يشركُ زائريه بعملية صنع الجميد منذ حلبه من “الأغنام” ثم خضّه وغليه وترويبه لأن يصبح حجراً مالحاً مُبهر المذاق.
تقول “انضممت للتدريب مدة شهر، فكرنا من خلاله بالإرث المفقود وأهمية إحيائه في الكرك ويحتاج إلى ترويج سياحي من قبل أبناء المحافظة فخطرت ببالي الكرك على أرضية هذا الوجود الأزلي كمحافظة لها بعد تاريخي وديني يمتد لسنوات طويلة”.
لم يكن الزوار من القادمين للكرك من خارج المملكة على تواصل مع جذور تاريخها، وعند سؤالهم عن الجميد كانوا يربطونه بالمنسف كطبق غذائي له أصوله، ومن هنا جاءت فكرة إشهاره كمشروع متفرد.
تتحدث عشيبات عن “خبرة جميد” أنهم يسعون من خلاله لخلق محاكاة حقيقية لتجربة صنع الجميد على مرأى السياح، إلى جانب ارتداء “المدرقة الكركية والمنديل أو الثوب والشماغ” والجلوس في بيت الشعر ليقارن السائح بين أنواع الجميد الأردنية “البلقاوي والكركي والعجرمي”، ثم ينتقل إلى غرفة العمليات ليصنع قطعته الفنية البيضاء “زر الجميد” ويصحبها معه لبلده أو تطهوها السيدات على منسف خاص يقدم لصانعه.
يذهب الزائر بجولة في المكان يتعرف إلى معالم غور الصافي المنتعشة برائحة الطبيعة، وترافقه ترويدات أهالي الكرك، فيحلبون “الأغنام” لأنها أكثر وفرة بالسمنة والزبدة، ويستخلصون الألوفيرا من منبتها ويصنعونها كصابون، وأن وجود متحفها التفاعلي “خبرة جميد” يقع في مزرعة سياحية مرغوبة عند السياح.
تضيف عشيبات أن فكرة إحيائها لصناعة الجميد تم تأييدها من قبل نشطاء في مجال السياحة وأهلها وأصدقائها، مما حفزها لإطلاق صفحة على الفيسبوك تروّج فيها لمعالم المكان، وتصّور فيها تفاصيل مشروعها، وحصدت هذه الصفحة أكثر من أربعة آلاف متابع.
“أشعر بالأسف والخيبة عندما أعلم أن هناك مشروعا رياديا لا يأتيه دعم مادي، أو مُهمل من قبل الهيئات والحاضنات الداعمة لتمويل المشاريع التنموية ذات البعد التاريخي والإنساني”، توضح عشيبات أهمية التوجه لدعم المنتج المحلي مادياً ومعنوياً.
رغم تسجيل المشروع من خلال سجلٍ تجاري في وزارة الصناعة، فلم يتم دعمه محلياً من قبل الهيئات السياحية، ولا يزال دعماً قائماً على مجهود شخصي من قبل عشيبات وسيدة أخرى من أهالي البلدة.
وترى أن الأصيل في مشروعها أنه يمثل عملية تفاعلية لدى الزوار، وأن السائح تتسنى له فرصة زيارة بيت الشعر وتذوّق الجميد مع الشاي وسماع “قصص وأمسيات” عن الكرك ووجود الجميد وتدعى هذه الفقرة بـ “حكواتي جميد”.
“خطوتي القادمة العمل على فكرة تأريخ تراث الكرك.. كوني معلمة تربية فنية وابنة هذا المكان” توضح عشيبات خطوتها القادمة في إحياء تراث الكرك بدءًا من الفلكلور وصولاً إلى العرس الكركي، لأن التراث يمثل ذاكرة مكان.
وتستأنف حديثها حول تعلّمها الجميد وتأثرها بسيدات “غور الصافي” اللواتي يتقن صناعة الجميد، “زرتهن في بيوتهن وتعلمت منهم كيف يتم صناعة الجميد”، وأفكر في أن يصل هذا المشروع، لأن يصبح ماركة مسجلة يتم توزيعها في جميع المحافظات.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :