كيف يزور القادة الغربيون كييف؟

الهاشمية نيوز - على الرغم من ظروف الحرب وإغلاق الأجواء إلا أن القادة الغربيين وجدوا طريقهم للعاصمة الأوكرانية كييف حيث لا تزال حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي تمارس أعمالها رغم المعارك الشرسة التي تشهدها البلاد منذ بدء الغزو الروسي.

آخر هؤلاء القادة وربما أبرزهم هو رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي ظهر في كييف السبت الماضي، في زيارة لم يعلن عنها من قبل، ووصفتها وسائل الإعلام البريطانية بالـ"السرية".

ووفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد تعدَّدت وسائلُ النَّقل التي استخدمها جونسون خلال رحلته السرية، حيث استقلَّ سيارة وهليكوبتر وطائرة عسكرية وقطاراً، قبل أنْ ينتهي به المطاف في العاصمة كييف.

جونسون الذي يعدُّ أولَ زعيم من مجموعة السبع يزور كييف منذ بدء الحرب، كان حريصاً على زيارة المدينة منذ أسابيع، لكن المخاوف الأمنية أحبطت مساعيه حتى جاء التراجع الأخير للقوات الروسية من محيط المدينة ليمثل فرصة سانحة لإجراء الزيارة.



مخاوف وتعقيدات
وقالت متحدثة باسم داونينج ستريت إن "المخاوف التشغيلية" تعني أنه لا يزال من غير الممكن الخوض في "الكثير من التفاصيل" بشأن ترتيبات الرحلة، لكن جونسون سافر بالسيارة وطائرة هليكوبتر وطائرة عسكرية وقطار للوصول إلى كييف والعودة.

وكانت الرحلة بالقطار هي آخر محطة في طريق جونسون إلى كييف، حيث ظهر في فيديو مسجَّل وهو يستقل قطاراً من الحدود البولندية باتجاه العاصمة الأوكرانية.

وفي المقطع الذي نشرته شركة السكك الحديدية الأوكرانية قال رئيس الوزراء البريطاني: "أنا أسافر في قطار رائع إلى كييف من بولندا.. أريد فقط أن أقول شكراً جزيلاً لجميع موظفي السكك الحديدية الأوكرانية على ما يفعلونه".
ووصف جونسون العاملين في السكك الحديدية الأوكرانية بأنهم "أشخاص حديديون" مضيفاً: "أعتقد أنَّ ذلك يعكس أيضاً الروح التي تظهرونها وروح أوكرانيا بالوقوف في وجه العدوان المروع الذي نراه. نحن في المملكة المتحدة نتعاطف ونتضامن معكم".

وأشارت "ديلي ميل" إلى أن المدة الطويلة التي استغرقتها الرحلة تعد دليلاً على تعقيد الزيارة والمخاطر التي انطوت عليها، حيث كشف "داونينج ستريت" أن جونسون غادر المملكة المتحدة ليلة الجمعة لكنه لم يعد حتى صباح الأحد.



تكتم بريطاني
وكان من المفترض أن يظل وجود رئيس الوزراء البريطاني سراً حتى يغادر منطقة الحرب، ومع ذلك أعلنت السفارة الأوكرانية بالمملكة المتحدة ظهر السبت عن الزيارة، ونشرت صورة للقائدين البريطاني والأوكراني خلال محادثاتهما، مع تعليق يقول "مفاجأة".


ونقلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن دوانينج ستريت أن التوقيت الدقيق لعودة جونسون ووسائل النقل التي استخدمها خلال العودة لا تزال طي الكتمان "لأسباب أمنية".



رحلة خطرة
ويبدو أن رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين التي زارت كييف الجمعة الماضي، إنما اتبعت نهجاً مشابهاً للذي اتبعه جونسون، وذلك في اعتماد القطار وسيلة النقل الأخيرة ما بين بولندا وكييف.

وانطلقت فون دير لاين من بلدة برزيميسل الصغيرة في جنوب بولندا على بعد 13 كيلومتراً فقط من الحدود الأوكرانية، متجهة نحو العاصمة كييف.

وكتبت فون دير لاين على تويتر: "أتطلَّع إلى زيارة كييف" مع صورة تظهرها في محطة بجوار قطار يحمل ألواناً أوكرانية، وذلك بصحبة وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ورئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيجر.
وفي منتصف مارس الماضي، ومع احتدام المعارك حول كييف، أجرى رؤساء الوزراء في بولندا وسلوفينيا والتشيك زيارة إلى العاصمة الأوكرانية عبر القطار أيضاً، وصفتها شبكة "بي بي سي" البريطانية حينها بـ"الخطيرة".

وتخلل المحادثات التي عقدت خلال الزيارة بين هؤلاء المسؤولين الأوروبيين ونظرائهم الأوكرانيين دوي انفجارات وأصوات القتال الدائر على أطراف العاصمة.



لماذا القطار؟
وبمنأى عن حقيقة كون المجال الجوي فوق أوكرانيا مغلقاً أمام الطيران المدني بسبب الحرب، يبدو القطار أكثر أماناً في هذه الظروف خصوصاً مع استهداف المطارات والقواعد العسكرية الجوية خلال الحرب.

كما يحرص القادة الغربيون أيضاً على تجنُّب استخدام الطائرات العسكرية في زيارة كييف منعاً لأي التباس أو سوء تفاهم مع روسيا.

ووفقاً لـ"بي بي سي"، فقد قرر قادة بولندا وسلوفينيا والتشيك السفر بالقطار في مارس الماضي، لأن التحليق على متن طائرة عسكرية بولندية كان يمكن أن تنظر إليه روسيا على أنه عمل استفزازي خطير.



تنسيق أوكراني
وتلعب الحكومة الأوكرانية دوراً مهماً في تنسيق هذه الزيارات إلى العاصمة كييف. وتعليقاً على زيارة جونسون الأخيرة قال إيغور جوفكفا كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس الأوكراني في تصريحات لوسائل إعلام بريطانية: "قد تكون الزيارة مفاجئة بالنسبة لكم لكنها ليست كذلك بالنسبة لنا".

وأشار إلى أن الزيارة جاءت بدعوة من الرئيس الأوكراني، مشدداً على أن أي زيارة الآن من هذا القبيل إنما تتم بدعوة من الرئيس زيلينسكي.

ولفت إلى أن الحكومة تعمل على الإعداد لهذه الزيارات، مبيناً أن قادة غربيين آخرين سيزورون أيضاً كييف خلال الفترة المقبلة.