-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 10-03-2022 09:54 AM     عدد المشاهدات 209    | عدد التعليقات 0

عائلات تستثمر العروض والتخفيضات الكبيرة لشراء مستلزمات العيد

الهاشمية نيوز - “أي قطعة داخل المحل بس بدينار”، “فقط بـ75 قرشا لبس ابنك”، “الأسعار برسم التكلفة”؛ عروض وتنزيلات حقيقية، بحسب ما وصفها متسوقون أكدوا لـ”الغد” الانخفاض الكبير والملموس على الأسعار، الأمر الذي مكنهم من استغلال هذه الفرصة واقتناء ملابس جديدة لعيد الفطر.
تلك العروض التي قدمتها متاجر، جاءت مناسبة لعائلات أنهكتها الظروف الاقتصادية الصعبة، خصوصا بعد عامي كورونا وما رافق ذلك من انخفاض وتراجع بالدخل، أو فقدان معيل الأسرة لعمله، وغيرها من المشاكل الصعبة التي طالت الأسرة بأكملها.
وقدمت محلات الملابس والمتاجر عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عروضا جذبت العائلات، وأتاحت المجال أمام العديدين بالتجهيز لشراء ملابس العيد في وقت مبكر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
هذه التنزيلات جاءت، بحسب محمد خرفان صاحب أحد محلات الملابس، لتحريك العجلة الاقتصادية وتمكين أصحاب المحلات من بيع بضائعهم المكدسة.
ويشير خرفان إلى أن التنزيلات التي أعلنت عنها معظم المحلات التجارية لم تقتصر على الملابس الشتوية، وإنما أيضا ملابس الربيع والصيف، وذلك مكن الكثيرين من شراء احتياجات العيد لأبنائهم في أسعار منافسة وتفضيلية، لا سيما وأن معظم الأسعار قد ترتفع عندما تقترب المناسبات والأعياد.
منذ نهاية شباط (فبراير) الماضي، استغلت نجود محسن التنزيلات “الرهيبة”، بحسب وصفها، وقامت بشراء ملابس العيد لأطفالها الثلاثة.
التنوع بما شملته التنزيلات بين الربيعي والصيفي والشتوي، ساعد نجود على اقتناء ما هو مناسب للعيد رغم أن التنزيلات جاءت في فصل الشتاء.
وعلى صفحات “فيسبوك”، عرضت كثير من مواقع البيع الإلكتروني على صفحاتها الرسمية، قطع ملابس بأسعار تنافسية وصلت في كثير منها التخفيضات إلى 90 %، في حين شملت العروض في مواقع أخرى التوصيل المجاني، ما ساعد كثيرين على تأمين احتياجاتهم من الملابس بسعر قليل قبيل العيد.
الالتزامات الكثيرة التي ترافق شهر رمضان والعيد، تشكل عبئا كبيرا على العائلات التي ما تزال تعاني من جائحة كورونا، وفق خالد التميمي، مبينا أن الديون التي راكمتها الجائحة خلال الفترات الماضية سببت أزمات اقتصادية مركبة لدى العديدين.
التخفيضات التي شهدتها معظم محلات الملابس مع نهاية الموسم الشتوي، لم تقتصر على العاصمة عمان وإنما أيضا في جميع المحافظات، إلا أن المختلف هذه المرة هو تزامنها مع اقتراب شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، كما يقول علاء النابلسي.
ويشير النابلس وهو أب لخمسة أطفال، إلى أن التخفيضات يستفيد منها البائع والمشتري، فأصحاب المحلات تكدست بضائعهم بسبب ضيق حال الناس.
القدرة المالية للأفراد، بحسب اختصاصي علم الاجتماع الاقتصادي حسام عايش، إما أنها ما تزال متأثرة من كورونا أو أنها لم تعد إلى سابق عهدها كما كانت قبل الجائحة، وبالتالي فإن الإنفاق يظل محكوما بهذا الانخفاض على دخل الأفراد والأسر.
ويشير عايش إلى ضرورة إدراك التجار والفاعليات الاقتصادية المختلفة لهذه الحالة والتعامل معها بصورة مختلفة، ومن هذه الأدوات، العروض والتنزيلات التي يتم اللجوء إليها، وبالتالي اغتنام فرصة التخفيضات، واتخاذ قرارات مؤجلة تتعلق بشراء الملابس أو الأغذية التي يمكن تخزينها لشهر رمضان.
هذه الإجراءات، بحسب عايش، تقوم بها القطاعات الاقتصادية المختلفة؛ حيث انتبهت إلى التوقيت وهو عنصر مهم في هذه الإجراءات وحاولت أن تقدم عروضا محفزة للعائلات، بحيث لا تتكدس عليهم الأعباء في وقت واحد.
ويقول عايش “الكثيرون يرغبون بالخروج من أجواء الجائحة وما فرضته عليهم من الابتعاد عن الأجواء الاحتفالية، وبالتالي اغتنام هذه التخفيضات وتوزيع العبء بدلا من أن يكون على فترة واحدة ليكون على فترات زمنية أطول”.
الأعباء المترتبة على الأسر تستدعي، بحسب عايش، أن تكون هذه الإجراءات حقيقية، وليس كما يشكو الكثيرون بأنها لا تلامس التنزيلات بمعناها الحقيقي، وأن تكون أيضا قادرة على مواجهة التفاوت في دخل الأسر.
ويقول عايش “ما يعرض في التنزيلات الحالية يخص الأشهر اللاحقة بالشتاء خصوصا الملابس”، ما يعني أن الإنفاق سيتم استهلاكه في أشهر الربيع والصيف، وذلك يساعد المستهلكين والأسر المختلفة للأشهر المقبلة.
ومن المهم أن يدرك الأفراد أن الظروف العالمية تتغير، وأن شبح ارتفاع الأسعار يلوح في الأفق أكثر وأكثر، وبالتالي فإن هذه التنزيلات وفي سلع يتم استخدامها في أشهر لاحقة، قد يكون عاملا مساعدا يحمي من الشراء خلال ارتفاع الأسعار ويراعي القدرات والإمكانات.
ويطالب عايش بأن تكون هناك عروض حقيقية للسلع والمنتجات التي يمكن استخدامها في الأوقات اللاحقة، وفي ذلك يتكامل دور القطاع التجاري مع الدور المعيشي للناس، ويخلق حالة من التكاملية التي ندعو إليها باستمرار، والتي تخلق ثقة أكبر في العملية التجارية والاقتصادية وتدفع الناس للإنفاق وهم مطمئنون.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :