-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 20-02-2022 09:18 AM     عدد المشاهدات 160    | عدد التعليقات 0

الصالح .. كفيف يستثمر شغفه بالتكنولوجيا بتدريب نظرائه

الهاشمية نيوز - بالشغف والحب الكبير لعالم التكنولوجيا؛ يقرر الشاب الكفيف أنس الصالح أن يحترف أبجديات هذا العلم ويتعمق فيه بشتى التفاصيل التي تمكنه من أن يشبع ذلك الإحساس المحرض داخله على التعلم والتجدد أكثر.
أنس الذي يؤمن بقدراته ويجاهد لأن يكون جديرا بأحلامه؛ لديه طموح وعزيمة ويسعى لتغيير الفكرة المغلوطة التي تحرم اليوم الكثير من المكفوفين من أن يدخلوا جميع التخصصات المتعلقة بالحاسوب رغم قدرتهم على ذلك وامتلاكهم الشغف لاحترافه كطريق يستطيعون من خلاله إبراز طاقاتهم وحتى الإبداع في هذا الفضاء الواسع.
دراسته اللغات في الجامعة وحصوله على درجة الماجستير أيضا، كل ذلك لم يمنعه كشخص محب للتكنولوجيا عاشق لأسرارها وخفاياها من أن يلحق حلمه مصمما على وضع بصمته الخاصة في هذا المجال وذلك عن طريق إعطاء دورات تأسيسية أونلاين للمكفوفين.
حب الاكتشاف والجرأة بعيدا عن الخوف كانا سببين مهمين لأن يخطو أنس خطواته الأولى في عالم مليء بالأسرار والتحديات والتجديد، وقد بدأ شغفه بالتكنولوجيا بحسب قوله منذ أن كان صغيرا.
لأنه شخص كفيف، وجد بعض العوائق لكنه مع ذلك ظل مؤمنا بأن العائق الوحيد هو فقط فقدانه لشغفه وعزيمته وقبوله بالتخلي عن حلمه دون أي مقاومة. أنس تعلق بالتكنولوجيا كثيرا وحرص على أن يتعلم كل ما هو جديد عنها، لم يرض أن يقف مكتوف الأيدي بل أبى وبكل ثقة أن يخوض التجربة كما هي متخطيا كل ما من شأنه أن يحبطه ويكبل إرادته.
تصميمه على التميز في هذا المجال تحديدا وليس فقط التعلم كما يبين، مكنه من أن يتعامل مع جهاز الكمبيوتر بوعي أكبر فقد رأى فيه بوابته للعالم ككل. لكون التكنولوجيا بشكل عامل تخدم فئة ذوي الإعاقة كثيرا وتسهل عليهم الحياة، حيث تمنحهم العديد من البدائل كما أنارت الطريق أمامهم من خلال تطبيقات مهمة استحدثت لتمكينهم وحمايتهم، إضافة إلى كونها جعلتهم أكثر استقلالية وثقة بأنفسهم.
وعن تعمقه في الحاسوب وتقنياته يقول هناك دور كبير لقارئات الشاشة وخاصة اليوم بعد التطور الملموس الذي تشهده البرامج الناطقة واعتماد الكفيف عليها في الدرجة الأولى. هو شخصيا وجد فيها السبيل لغايته وتحقيق حلمه في أن يعرف أكثر عن خفايا البرمجة وذلك من خلال إطلاعه المستمر ومتابعته لكل جديد. أنس ولكونه شخصا كفيفا يحاول اليوم من خلال تجربته الخاصة أن يفتح أعين الكثيرين على حقيقة مهمة وهي أن الشخص الفاقد لبصره يستطيع أن يتعلم كل شيء إذا كانت لديه الإرادة وروح التحدي. لافتا إلى أن الكفيف قادر على استخدام التكنولوجيا كغيره رغم بعض العقبات التي تتمثل أغلبها في إمكانية الوصول فهناك مواقع تركز على الجانب البصري دون أن تولي اهتماما بمرتاديها من فئة ذوي الإعاقة. وهذه من وجهة نظره عقبة كبيرة تقيد تقدمهم كأشخاص من حقهم أن يصلوا إلى المعلومة بسهولة ويسر. بالمقابل هناك أيضا مواقع تنتبه لهذه المشكلة وتحاول العمل على حلها بحيث تكون أكثر مرونة بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة.
ويسعى أنس دائما لتطوير مهاراته والتعرف على لغات جديدة بالبرمجة متحصنا بطموحه الكبير، ودراسته للغات ساعدته كثيرا في أن يغوص في عالم التكنولوجيا وذلك لأن المواقع التي يبحث فيها كلها باللغة الإنجليزية. دخوله إلى تلك المواقع يمنحه ثقة أكبر بحلمه وحافزا لكي يكون نموذجا ناجحا في طريق ما يزال غير معبد تماما أمام ذوي الإعاقة.
أما عن الدورات التأسيسية التي يعطيها للمكفوفين أونلاين، فيرى أنها طريقة مريحة جدا وخاصة في زمن السرعة حاليا إذ أن هذا النوع من الدورات التعليمية بات يختصر الكثير من الوقت والجهد وأصبحت أيضا متاحة للجميع سواء كان ذلك داخل البلد أو حتى خارجه.
يقول أنس أن هذه الدورات تعقد بسهولة بعيدا عن أي حواجز أو تأشيرات أو حتى مطارات، فكل ما يحتاجه الشخص هو جهاز كمبيوتر وإنترنت، وهذا لم يعد صعبا أبدا في ظل التقدم التكنولوجي الكبير، منوها إلى أن التحدي الأكبر الذي قد يعيق عقد مثل هذه الدورات المهمة قلة ثقة هيئات ومؤسسات المجتمع بها كأسلوب جديد ومختلف بإمكانه أن ينقذ الكثيرين ويعطيهم فرصة مريحة وميسرة لتعلم الأساسيات، وخاصة أن التكنولوجيا دخلت في كل مجالات الحياة، وأيضا صعوبة تمويلها رغم أهميتها بالنسبة لفئة ذوي الإعاقة وتحديدا المكفوفين فهم اليوم بحاجة للتكنولوجيا في كل شيء تقريبا.
الحلم كبير، لكن الثقة بأن نجعله حقيقة هو الأهم لدى أنس الذي يطمح كما يؤكد إلى تأسيس أكاديمية صغيرة تختص بالتكنولوجيا وبتسهيلها أمام المكفوفين من خلال إعطاء دورات شاملة لا تقتصر فقط على الأساسيات وإنما يريد أن يتوسع فيها راغبا في تقديم دورات أخرى خاصة بتعلم اللغة العربية والإنجليزية والإيطالية. وكذلك يتمنى تهيئة جميع المواقع وتسهيل استخدامها بالنسبة لذوي الإعاقة بالتعاون مع الشركات والجهات المعنية. ويتطلع أيضا إلى تأمين الأدوات المتعلقة بالتكنولوجيا وتوصيلها لكل من يحتاجها عن طريق الأكاديمية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :