-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 17-02-2022 09:40 AM     عدد المشاهدات 201    | عدد التعليقات 0

كيف نوقظ الهمم !!!

الهاشمية نيوز -
م. هاشم نايل المجالي

ان الله خلق البشرية في مشقة وهذه سنة الله في خلقه ، فجميعنا يقضي ايام حياته في العمل بكل كد وجهد وتعب ومشقة وكفاح ، من اجل تحقيق الحياة السعيدة والمتعة والرفاهية ، رغم المحطات التي يمر بها من صعوبات ومنغصات تعيق ذلك .

فلكل محطة زمنية خصوصيتها في هذه المسيرة الحياتية سواء كانت سلبية او ايجابية ، لكنها تشكل نقطة تحول في حياته ، ونحن دائماً نبحث عن كل شيء يسعدنا حتى وان كانت سعادة مؤقتة لكن علينا ان نتمسك بها .

فالحياة كأنها تتراقص على وتيرة الانغام للظروف المتغيرة لتسقط حيناً وتعلو حيناً آخر ، فلا شيء يدوم على ما هو عليه ، فالانسان اما ان ينجح في هذه الحياة ليحقق الفوز والنصر فيها بدرجات متفاوتة ، او ان ينهزم بدرجات متفاوتة ، حسب قدرته على مواجهة تلك الهزائم وقدرته على التخفيف من وطأتها وآثارها عليه .

لكن لا يعني ذلك ان نعيش الدهر والزمن تحت وطأة التعاسة والكآبة والنكد والصدمة ان الله اعطانا الحياة لنعيش فيها بخيرها وشرها دون ان نفقد البحث عن السعادة التي تجبرنا الصمود للبحث عنها مهما كانت الظروف .

فلكل انسان نظرته لهذه الحياة ،وهناك تجارب واقعية لاشخاص حققوا نجاحات عظيمة بعد ان كان حالهم من أسوأ ما يكون ، لكن تفكيرهم وطموحهم قادهم الى سلّم العظمة والتميز ، فعلينا في هذه الحياة ان نتقبل اي خسارة او هزيمة نمر بها من مرحلة الى اخرى بسعة صدر سمحة ، وان نرضى بما كتبه الله لنا .

ولولا الفشل لم يكن هناك نجاح ، حيث ان الفشل هو المحرك الذي يدفعنا نحو الامام لتحقيق النجاح ، لان الحياة لا تقدم الربح والفوز المستمر ، فلا بد من مواجهة الصعاب ولا بد من المثابرة لتحقيق الربح ، وعلينا ان نتقبل الخسارة والهزيمة في مرحلة تمر فينا مقابل ان لا ننسى الهبات التي قدمها الخالق سبحانه وتعالى الينا ، وشكره عليها حتى وان كانت صغيرة فلها قيمة كبيرة .

والتسامح مع الاخرين من القواعد الرئيسية للسعادة ، والبعد عن التشاؤم والخوف الدائم من الحياة ، وعلينا ان لا نوقظ كل ما من شأنه ان ينغص علينا حياتنا ، لنشاهد في كثير من الجلسات والاجتماعات والحوارات ، سواء شعبوية او للمسؤولين نظرة التشاؤم والكآبة ، سواء كانت بخطاباتهم او لقاءاتهم الحوارية على الفضائيات ، او بثهم المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي ، حتى بنقاشاتهم لأهم المواضيع يعارضون لغوياً ويوافقون عليها .

مما ينعكس سلبياً على نفسيات الاخرين المستمعين وحتى على المستثمرين ، وهناك من أخذ بذلك وهاجر او نقل امواله او سحبها من البنوك ليحتفظ بها وكأن الحرب ستقوم غداً .

نعم نحن نحتاج الى اعادة مراجعة واصلاحات حقيقية وهندرة مجتمعية واقتصادية ، وهذا امر طبيعي للانتقال من مرحلة الهدم الى مرحلة البناء ، ومن مرحلة الجمود الى مرحلة الانتعاش والتغيير وهذه سنة من سنن الحياة ، وأن لا نلتفت الى القال والقيل فهي مسرحية ممثليها اصبحوا محترفين في اداءها .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :