-

اسرار وخفايا

تاريخ النشر - 16-02-2022 02:44 PM     عدد المشاهدات 498    | عدد التعليقات 0

العين الحمراء الأردنية .. حرب غير معلنة مع نظام دمشق

الهاشمية نيوز - أي قراءة لتحرك عسكري على أي حدود بين بلدين، لا يمكن قراءته كتحرك روتيني هادئ، وعليه فإن العالم المشغول بحرب متوقعة و"مدمرة" يمكن قراءة حضورها الوشيك على الحدود الروسية - الأوكرانية لم ينتبه لحرب وقعت فعلا " تستهدف دمارا نوعيا" هناك في "شرق المتوسط"، تلك المنطقة الحبلى بالأزمات، هي حرب لم يعلن عنها أحد، لكنها قائمة بكل تفاصيلها العسكرية وقواعد الاشتباك التي قرر الطرف الأردني أن يغيرها منذ ديسمبر الماضي.
الملك عبد الله الثاني بكامل ملابسه العسكرية الميدانية كان يوم الإثنين على الحدود الشمالية من بلاده، وقد تحولت إلى جبهة مواجهة شرسة ودموية في مواجهة أكبر عملية إنتاج وتهريب مخدرات يشهدها العالم ومدعومة بقوة عسكرية "نظامية" من خلال الفرقة الرابعة السورية التي ترعى رسميا لا عمليات التهريب وحسب، بل عمليات الإنتاج والتصنيع للمخدرات في العمق السوري.
الدعم الإيراني، وحزب الله بالضرورة الممتدة، لا يخفي نفسه في أخطر عملية إغراق مخدرات للمنطقة برمتها يديرها، ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري وشريكه في إدارة النظام الدموي في دمشق.
ومع نفي سوري "مستمر" لكل الحكاية، فإن التسريبات التي حصلنا عليها من مصادر أردنية وأكدتها مصادر عسكرية غربية فإن يوم الأحد السابق لزيارة الملك إلى الجبهة الشمالية لحربه ضد المخدرات، كشفت أن المواجهة الدموية الأخيرة كانت اشتباكا عسكريا بين الجيش الأردني وقوات عسكرية كاملة التأهيل تقوم بعمليات التهريب المكثف عبر الحدود الأردنية.
وقد أسفرت المواجهات التي لم يعلن عنها أحد رسميا عن مقتل سبعة أشخاص من الجانب السوري، منهم خمسة، حسب مصادر موثوقة، تفحموا في سيارتهم في العمق السوري، مع حضور معلومات لم يتم التوثق منها لحساسيتها.
هي الحرب إذاً، حرب واضح أنها تبحث عن حل سياسي "حذر" مع النظام السوري في دمشق، لكن الحلول الحذرة تحمل "بندقية" في اليد الأخرى كعملية ردع للتمادي السافر و"خارج السيطرة" الذي تمارسه الفرقة الرابعة السورية بقيادة شقيق الرئيس السوري وبدعم إيراني لوجستي.
يبدو أن الأردن الرسمي لا يريد مواجهة معلنة، ويبحث عن خارطة طريق أمنية وإنسانية - تتعلق باللاجئين- غير ملف المياه العالق إلى أجل غير مسمى، وهو ما أعلنه الأردن عبر رأس الدولة في زيارته لواشنطن، الصيف الماضي، حيث لم يتردد بطرح الملف السوري أمام طاولة بايدن وإدارته، ليخرج بما يشبه "غض الطرف" عن اختراق لقانون قيصر.
الفرقة الرابعة، التي تحولت مع سنوات الأزمة إلى أكثر من فرقة عسكرية نظامية لتنتهي اليوم إلى كارتيل "مخدرات" هو الأكبر في العالم، هذا غير البلطجة التي تديرها الفرقة العسكرية بالتعاون مع رجال أعمال محسوبين شخصيا على ماهر الأسد في صناعات النحاس والمعادن، صارت خطرا "إقليميا" لا بد من إزالته مع ترتيبات إقليمية تسعى لخلق جغرافيا سياسية جديدة قائمة على التعاون والتنمية الاقتصادية كعنوان لشرق أوسط جديد تغيرت مفاتيحه مع التغيرات العالمية.

الملف السوري، هو الملف الشائك الذي تلقفته عمّان في حضنها سواء من ناحية اللجوء الإنساني الذي يكلفها كثيرا أو من ناحية الخطر الإيراني الذي يطل عبر نوافذ الحدود الشمالية، غير ملف القضايا العالقة مع السوريين وعلى رأسها ملف المياه.
يبدو أن الكرة الآن في الملعب السوري، لكبح جماح القوات المنفلتة عن أي سيطرة "رسمية ونظامية" والتي يقودها شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد، وقد كرس نفسه "إسكوبار" الشرق الأوسط وبرتبة عسكرية وقوات مسلحة.
التسوية، في حدودها الدنيا، مع النظام في دمشق معلقة على قدرة النظام السوري نفسه في ضبط مشتقاته العسكرية والأمنية، وهو ما يراهن عليه الأردن حتى اللحظة الأخيرة، وهي لحظة تكاد تكون وشيكة لإعلان حرب يحاول الأردن تجنبها، دون أن يتنازل عن "العين الحمراء" التي أعلنها رأس دولته هناك من شمال الأردن، جنوب سوريا، في رسالة لا يمكن قراءتها أنها موجهة لجنوده وعسكر جيشه، بل تتجاوزهم لتصل أذن رأس النظام في دمشق.
الحرة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :