-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 08-02-2022 03:29 PM     عدد المشاهدات 354    | عدد التعليقات 0

في الخصام مع شركة الكهرباء

الهاشمية نيوز - سأقدم في هذه السطور خلاصة لنتائج الدراسة التي قمنا بها في مركز خدمات الطاقة للنظر في شكوى العديد من المواطنين و ما تبعها من تداعيات في الإعلام و تجاذبات في مجلس النواب.
الهدف من هذه الدراسة الوقوف على حقيقة الادعاءات التي تقدم بها عدد من المشتغلين في قطاع الكهرباء و قدموا فيها تحليلا يستند في ظاهره إلى الارقام و المعادلات العلمية في تفسير ارتفاع فاتورة الكهرباء لعدد من المشتركين في شتاء هذا العام.
الادعاء:
استند الكثير في الادعاء ضد شركات توزيع الكهرباء، انها قامت بالتلاعب بقيم الجهد في الشبكة الكهربائية مما أدى إلى ارتفاع قراءة العدادات وتحميل المواطنين كلف إضافية تضاعف قيم الفواتير الي ضعفين او ثلاثة أضعاف.
و أضاف البعض تهمة تلاعب الشركات بالعدادات الذكية من خلال زيادة قراءة العداد الشهرية.
طريقة التحقق:
للوصول إلى دراسة علمية و محايدة و بعيدا عن توجيه اتهامات لاي طرف من شركات الكهرباء، و بعيدا عن تأثير اي جهة حكومية أو شبه حكومية، كان لابد لنا من إيجاد طريقة علمية وفق المتاح فنيا لنا للتأكد من الادعاءات اعلاه.
و هنا و من خلال عملنا الاستشاري في مجال الطاقة المتجددة المرتبطة على شبكات الكهرباء في كافة أنحاء المملكة، قمنا بتدقيق البيانات و الادعاءات و محاكمتها علميا للوصول إلى النتائج المدرجة في ملخص الدراسة.
تحليل البيانات:
الادعاء الأول: التلاعب بقيم الجهد في شبكات الكهرباء.
يجب ان يتم الإيضاح بأن انظمة الطاقة الشمسية المرتبطة على الشبكة الكهربائية تحتوي على محول للعكس الكهربائي (inverter ) و يقوم هذا الجهاز بتحول الطاقة الناتجة من الالواح الشمسية إلى طاقة كهربائية متوافقة مع خصائص الطاقة الكهربائية في الشبكة من حيث التردد و الجهد، و يتم ضبط هذه الأجهزة وفق معيار محدد و مثبت في داخل الجهاز لا يمكن التلاعب به و معتمدعالميا و اردنيا يطلق عليه (ENA Standard ) و يقوم هذا الضبط للاعدادات بالتحكم بعمل الجهاز في مجال جهد و تردد محدد مسبقا و موحد لكافة الأجهزة المرتبطة في الأردن.
اي زيادة او نقصان في قيم التردد او الجهد خارج هذا المدى، يؤدي إلى فصل الجهاز عن العمل و توقف تغذية الكهرباء للشبكة او للحمل.
و يقوم محول العكس بقراءة فورية و دائمة لقيم الجهد و التردد في الشبكة و يعدل قيم الطاقة الناتجة من الشمس حتى تتوافق مع جهد و تردد الشبكة. و هذه القيم يتم تسجيلها بشكل تلقائي في الجهاز في ذاكرة و يتم رفعها إلى شبكة الإنترنت و يتم الدخول لهذه البيانات المفصلة لكل من يراقب أداء هذه الأنظمة الشمسية.
و بدورنا، قمنا بدراسة أنظمة متعددة مرتبطة بالشبكات الكهربائية من القطاع المنزلي و التجاري و الاعتيادي و الصناعي و جمعنا البيانات من الانترنت و من الذاكرة الداخلية لمحاولات العكس التي عملت على مراقبة و تسجيل دائم و تلقائي على مدى الأشهر الماضية لقيم الجهد و التردد في الشبكات الكهربائية و سجلنا الملاحظات التالية:
1- لا يوجد أي تغيير أو تلاعب او نقصان في قيم الجهد على الشبكات الكهربائية تؤدي إلى تفعيل خاصية(Standard ENA)
2- لا يوجد حالات فصل متكررة من محولات العكس بسبب انخفاض ممنهج للجهد الكهربائي.
3- القيم المسجلة في معظمها قيم مشابهة للقيم التي تسجل في السنوات السابقة في نفس الوقت من العام.
إضافة لما سبق من دراسة، فإنه لا يوجد آلية واضحة او معروفة لدينا او متوفرة في الأردن، بأن تقوم شركة الكهرباء بخفض قيم الجهد لمنزل ما و عدم خفضه للمنزل الذي يجاوره. او خفض الجهد على حي معين من خلال عرفة تحكم بعيده عن الموقع. نحن نعلم أن تغيير أو تصحيح في قيم الجهد يتم من خلال فريق مختص في شركات الكهرباء و يحتاج هذا إلى زيارة للموقع و إجراءات فنية و لا يمكن إخفاء هذا الامر. و من المستحيل عمليا ان تقوم اي شركة بعمل خفض للجهد لكل المحولات في منطقتها، فهي بذلك تؤدي إلى أضرار كبير بأجهزة شركة الكهرباء نفسها إضافة إلى الأضرار بأجهزة و معدات المشتركين معها من مصانع او مستشفيات او منازل.
الادعاء الثاني: التلاعب بالعدادات الذكية
من معلوماتنا و البيانات التي نجمعها، فإنه لا يوجد حتى الآن تكنلوجيا او برامج كمبيوتر مجهزة في شركات الكهرباء للتلاعب او تغيير قيم العدادات الذكية.
و عوضا عن كون هذا التلاعب جريمة قانونية، فإن اي تلاعب او تغيير في القيم ( أن تم) يتم رصده و تسجيله في العدادات الذكية و يمكن التأكد من ذلك من خلال خاصية في الأجهزة الذكية و لا يمكن إخفاء هذا التغيير.
إضافة لذلك، فإن عدد هذه العدادات الذكية لا يتجاوز عدة آلاف من العدادات مقارنة بمجموع العدادات الذي يقترب من مليون و نصف عداد لاحد شركات التوزيع..
اذا ما هو سبب ارتفاع فواتير الكهرباء؟
السبب مركب و متعدد، و لكن بإيجاز هو سبب زيادة الاستهلاك للمواطنين و استخدام أجهزة التدفئة و التسخين الكهربائي لفترات اطول من المعتاد بسبب الظروف الجوية و عادات الاستهلاك الخاطئ.
و توجد حالات ، يمكن أن يكون سببها قراءات خاطئة من قبل الجابي او مشاكل فنية في العدادات او لوحات الكهرباء و في كثير من الحالات استجرار غير قانوني الكهرباء.( هذا موضوع آخر يجب الوقوف عليه و سنتكلم عنه لاحقا)
الخلاصة:
من الدراسة التي قمنا بها، نخلص للنتائج التالي:
1- لا يوجد تلاعب في قيم الجهد في الشبكات الكهربائية.
2- لا يوجد تلاعب بالعدادات الذكية.
3- الطريقة التي تم تقديمها للاعلام و المواطنين على أنها طريقة احتساب العداد للقراءات لا تمت للهندسة الكهربائية بصلة و لا تعبر عن طريقة عمل العداد الكهربائي و احتسابه للطاقة المستهلكة.
4- لا بد من إجراء دراسة و إرشادات خاصة بعادات الاستهلاك لدى المواطنين.
5- يجب إعادة النظر في التعرفة الكهربائية و طريقة الاحتساب لتراعي فصل الشتاء و الصيف و اوقات الاستهلاك النهاري و الليلي للمواطنين.
ملاحظة:
تم إجراء هذه الدراسة دون أي تنسيق مع اي شركة او جهة حكومية أو شبه حكومية.
الخبير في قطاع الطاقة الدكتور اياد السرطاوي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :