-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 08-02-2022 09:18 AM     عدد المشاهدات 199    | عدد التعليقات 0

حارس الثقافة حسن أبوعلي .. سَكَنْتُ عينيكِ يا عمّان

الهاشمية نيوز - ..»والله لو طوبوا لي عبدون ما بتخلى عن هذا المكان».. هكذا قال حسن أبوعلي وهو يشير إلى كشكه «كشك الثقافة العربية»، الذي أصبح منارة تستقطب المئات من الكتاب والأدباء والمثقفين من مختلف الدول العربية، إلى جانب كبار المسؤولين في الدولة الأردنية وضيوف المملكة من الرؤساء والملوك العرب والأجانب، ويحرص على زيارته السائحون من مختلف الجنسيات، بعد أن أصبح معلماً ثقافياً وسياحياً في هذه الرقعة الجميلة من ساحة الملك فيصل وبمحاذاة البنك العربي وسط البلد.
أبوعلي الذي يتنهد مطولا وقد لمس ضعف الإقبال على القراءة ومطالعة الكتب معتبرا ان «الإنترنت» والتقنيات الحديثة ووسائل التواصل الإجتماعي، جعلت الأجيال الشابة تنصرف عن القراءة وتعزف عن شراء الكتب واقتنائها، ولكنه دوما يسعى جاهدا لحث الأجيال على اقتناء الكتب، من خلال رفضه المطلق لمبدأ الربح والمال، بجعل أسعار الكتب في كشكه بمتناول الجميع، بل ويتدخل في مساعدة الزوار على قراءة هذا الكتاب أو غيره دون أن يغفل عن الترويج الهادف لكتب الأدباء عبدالرحمن منيف، ومؤنس الرزاز، وزياد قاسم، في إصداراتهم الشيقة، التي تتحدث عن عمان، المدينة الأجمل في عين عاشقها المتيم حسن أبوعلي.
«حارس الثقافة» كما أطلق عليه المفكر والكاتب الأردني الكبير الأستاذ أحمد سلامة، كان قد حظي بتكريم من جلالة الملك عبدالله الثاني، عندما أنعم عليه بوسام الاستقلال من الدرجة الرابعة، وقد علق حينها حسن أبوعلي بأن «هذا الوسام مفخرة لمن يحملون هاجس الثقافة العربية ونشرها ليس في الأردن وحسب وإنما في العالم العربي أيضا»، كما كان جلالة الملك عبدالله الثاني، قد قام بتكريم «أبوعلي» للمرة الثانية بعد أن حصل في العام 2002 وبمناسبة الاحتفال بعمان عاصمة للثقافة العربية على ميدالية فضية من الدرجة الثانية، وقال عنها آنذاك: «إنه أسعد يوم في حياتي، ولم أتوقع أن يحدث هذا لي في يوم من الأيام بصفتي صاحب كشك كتب صغير ومنزو في وسط المدينة»، فيما كانت جلالة الملكة رانيا قد زارت «أبوعلي» في كشكه وصافحته وسألته عن أحوال الناس وعن إقبال أهالي عمان على شراء الكتب والصحف، واشترت حينها جلالة الملكة ثلاثة كتب، من بينها رواية للروائي زياد قاسم وأخرى للأديب مؤنس الرزاز، ويعتز أبوعلي بهذه اللفتات الملكية المعهودة، ويعلق فوق كشكه صورة وهو يحظى بمصافحة جلالة الملك، وأخرى لزيارة جلالة الملكة للكشك، ويقول للزوار العرب والأجانب وهو يشير إلى صور جلالة الملك: «إننا نحب سيدنا ونضع صوره في قلوبنا»..
«حسن البير» الشهير بلقبه المتداول شعبيا ورسميا «حسن ابو علي»، الموجود في وسط البلد منذ عام 1956 وهو يخوض رحلته مع عالم الجرائد والمجلات، حيث بدأ مسيرته من خلال التبسيط في إحدى الأزقة المطلة على شارع فيصل بمحاذاة سوق الذهب، قبل أن ينتقل الى كشكه الحالي المملوك لنقابة الصحفيين عام 1978 ويواصل رحلته وقد سرد الكثير عن مواقف الشهيد وصفي التل وكرمه وزياراته الى مطعم القدس، ويعتز بصداقته الجميلة مع الراحل عبدالرحمن منيف، ومؤنس الرزاز، وزياد قاسم وكوكبة من المثقفين الأردنيين والعرب، إضافة لكوكبة من كبار رجال الدولة: فيصل الفايز، ود. معروف البخيت، د. عبدالرؤوف الروابدة، د. عمر الرزاز، كامل الشريف، وحسن التل، ومحمود الشريف، وجمعة حماد، ود. خالد الكركي، ود. ممدوح العبادي، وراكان المجالي، م. نضال الحديد، وعصام العجلوني، وصلاح جرار، وحيدر محمود، ونبيه شقم، ومحمود الكايد، وم. عمر المعاني، ود. يوسف الشورابة وغيرهم الكثير.
وزير الثقافة الشعبي أبوعلي، يقولون عنه ان «عظامه ذهب».. ومن يعرفه جيدا سيقول حتما: «إللي في جيبته مش إله» .. فهو «كساب وهاب» .. المال الذي في محفظته يعرف طريقه، نحو الغلابى والمساكين ومن تقطعت به السبل من الأدباء والمثقفين.. ولمن يزور عمان القديمة، عليه أن يتوقف إجباريا» في كشك الثقافة العربية المنارة الأردنية المشعة بالعلم والمعرفة والثقافة، ليشاهد «أبوعلي» الفقير ماليا، لكنه الغني بأخلاقه وعطفه وطيبة قلبه، وهو.. و»الشاهد عليّ الله» .. بصراحة متجردة ومطلقة .. لن ولا تكون نكهة لعمان بدونه، فهو فارس المدينة وعاشقها المتيم، الذي يبدأ صباحات عمله وهو يترنم بترديد رائعة الغناء الفيروزي الملائكي القشيب:
سَكَنْتُ عينيكِ يا عمّان فالتفتَتْ إلِيَّ مِن عَطَشِ الصحراءِ أمْوَاهُ
وكأسُ ماءٍ أوَانَ الحَرِّ ما كَذَبَ ألَذُّ مِن قُبَلٍ تاهَتْ بِمَنْ تاهوا..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :