-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 07-02-2022 09:18 AM     عدد المشاهدات 196    | عدد التعليقات 0

تاريخ المسير والترحال في الأردن عبر مئة عام

الهاشمية نيوز - هواية المسير والترحال أو بما يعرف «بالهاكينج» هي هواية معروفة منذ وقت طويل؛ فهي ليست وليدة اليوم أو مستحدثة في تاريخ الدولة الأردنية الهاشمية بل يمارسها المحترفون الأردنيون منذ نشئتها باختلاف المسميات والمؤسسات وبوجود الرعاية الهاشمية عالية المستوى، وذلك لمدى أهميتها في تعزيز الوطنية وصقل الشخصية، والتجسير بين فئات المجتمع المختلفة، والعمل والانتماء، ورفد الاقتصاد والدخل القومي.
وقد مرت المسيرة بمراحل ومؤسسات عملت بمهنية عالية قد نالت بها أسمى التكريمات والجوائز الدولية بحنكة، وبإدارة مفكريها وتفانيهم، والعمل بحبٍ وعطاء من قبل جميع أفراد المجموعات، وبعد البحث استطعنا أن نلخص الترحال بعدد من المراحل والجهات الراعية، وكان ذلك بشكل مباشر ضمن أهدافها التي غرست بمنتسبيها شغف الاستكشاف والترحال، بجانب ذلك لم نغفل عن وجود المبادرات الشخصية ذات الأثر الكبير:
الكشافة والمرشدات:
في عام 1923 وبمبادرة من مدير المعارف أديب وهبه، الذي أسس أول مجموعة كشفية في مدرسة السلط الثانوية وهي من أقدم المدارس الموجودة بالأردن، وقد كانت تلك المجموعة بقيادة عبد الرؤوف الجوهري، وبمساعدة لطفي عثمان، وكانت نواة انطلاق هذه الحركة في الإمارة الهاشمية، تبعها بعامين تأسيس المجموعة الثانية بالمدرسة الإنجليزية العربية بقيادة ميخائل حداد بنفس المدينة، والتي استقبلها سمو الأمير عبد الله بن الحسين -الأمير المؤسس- بقصره العامر في العاصمة عمّان، بعد مسير راجل من أتى من الفحيص.
نادي السيارات الملكي:
تأسس نادي السيارات الملكي عام 1953، حيث لعب دورا كبيرا بفتح وتمهيد مئات الكيلو مترات من الطرق الترابية الريفية، والرعوية بالبادية، والأرياف التي رُسمت بعناية لتكون ضمن مراحل الرالي المختلفة، والتي أصبحت من دروب الرحالة والمستكشفين، ولعدة سنوات كنا من ضمن طاقم الحكام والمراقبين المشاركين فيه.
مؤسسة رعاية الشباب:
تأسست عام 1967م وصدرت الإرادة الملكية السامية بتعيين سمو الأمير رعد بن زيد قائداً عاماً للكشاف الأردنيّ.
جمعية الكشافة والمرشدات الأردنية:
بعد إلغاء مؤسسة رعاية الشباب، تشكلت جمعية الكشافة والمرشدات الأردنية برئاسة حسان ضبيان، وتفضلت سمّو الأميرة بسمة بنت طلال المعظمة برئاستها عام 1989.
معسكرات الحسين للعمل والبناء:
تأسست بمبادرة من الشهيد وصفي التل عام 1968م، وما زالت الأنشطة فعّالة لغاية اليوم تحت مظلة وزارة الريّاضة والشباب في مختلف أرجاء المملكة، والتي تستهدف الفئة العمرية (12-24) عام.
جائزة الحسن للشباب «إنماء وانتماء»: «لعل برنامج الرحلات كان- ومازال- الأوسع انتشاراً والأكثر جذباً للشباب؛ لما يتيح لهم فرصة المغامرة والاستكشافِ خارج بيئاتهم المألوفة، فتصبحُ عملية تلقي المعرفة أكثر عمقاً وتشويقاً، وترسخُ في الذاكرة مدى العمر». سمو الأمير الحسن بن طلال، مقتبس من دليل الرحلات الصادر عن الجائزة.
وقد قالت مديرة الجائزة سمر كلداني: «انطلقت جائزة سمو الأمير الحسن للشباب عام 1984م، مستهدفةً سنوياً 5000 مشارك من الفئة العمرية 14-24 عاما من مختلف أرجاء المملكة، ضمن أربعة برامج منها؛ الرحلات الاستكشافية بثلاثة مستويات تحت شعار «إنماء وانتماء» بفلسفة وطنية وأهداف سامية؛ وذلك لخدمة الشباب وتنمية الانتماء وتعزيزه والاعتماد على النفس، وصقل وبناء الشخصية المتوازنة، بتوجيهات ورؤى سمو الأمير الحسن بن طلال المعظم حفظه الله، حيث جاءت الفكرة من جائزة دوق أدنبره الدولية، التي انطلقت عام 1956 والمنتشرة في 120 دولة من العالم بمسميات مختلفة، فكانت الأردن أول دولة عربية تبادر بالانضمام إليها.
الجمعية الملكية لحماية الطبيعة:
تأسست عام 1966م كمؤسسة وطنية غير حكومية برئاسة شرفية من جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، بتوكيل حكومي للحماية والإشراف على مواقع المحميات الطبيعية التي تم اعتمادها والاعتراف بها دولياً، حيث كانت المملكة من السباقين في ذلك في الشرق الأوسط.
وفي عام 1994م تنبهت الجمعية لأهمية وجود مسارات المشي ضمن مناطقها وتحت إشرافها وإدارتها، حيث جرى ترسيمها حسب الأعراف والمعايير الدولية المتبعة ضمن محيط حيوي بمستويات مختلفة.
وزارة السياحة والآثار
كما دعمت الوزارة هذا النشاط وأرست قواعده بالتعاون مع الجهات المعنية من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وجمعية درب الأردن وغيرها من الجهات التي تعمل ضمن المناطق المفتوحة غير المرسومة، حيث أصدرت عام 2019 تعليمات أسس وشروط تنظيم رحلات سياحية للمغامرة، كما تبنت بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة والتسويق المسارات محلياً ودولياً في أهم المعارض والمحافل الدولية ذات الاختصاص.
مجموعات عشاق المسارات:
ما بعد عام 2010م وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي ظهر هناك حراك كبير بتشكيل مجموعات ذاتية، وتكوين فرق من الأصدقاء وأصحاب الاهتمام، وتخرج برحلاتها بمختلف أرجاء المملكة وبفصولها الأربعة بتقاسم التكاليف حيث إن معظمهم يعمل بمهنية وتخطيط، وبمهارات اكتسبوها من تجوالها في الخارج أو المشاركة ضمن نشاطات المؤسسات المحلية وفق أعلى المعايير، لا وبل أبدعوا بترسيم وابتكار دروب لم تكن معروفة، والتعريف بكثير من المواقع الطبيعية والتاريخية وتوسعة نطاق الاهتمام وتوجيه الأنظار على وجهات جديدة غابت عن البال، وعدسات الإعلام ولعبوا دور كبير بنشرها محلياً وعالمياً عبر التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي، وأحاديثهم وترحالهم في الوطن والخارج، وهنا يتوجب أن يكون لهم مظلة إشرافية تدعمهم بجد واهتمام سواء أكانت من وزارة السياحة والآثار أو الشباب، فهم الذراع الرديف الذي يعول عليه الكثير في ذلك.
درب الأردن / جمعية درب الأردن:
انطلق الدرب بعامه الأول عام 2017م بدعم وتعاون وزارة السياحة والآثار، وهيئة تنشيط السياحة والوكالة الامريكية للإنماء تحت مسمى «مشروع سياحة»، وذلك بمسافة 650 كم من أم قيس شمالاً حتى العقبة جنوباً، متخللاً 52 بلدة وقرية ضمن أقاليم مختلفة.
مبادرة مسارات للتعريف والتوثيق والتوعية «عرجان»:
بعد جائحة كورونا وإغلاق المطارات، وتقيّيد حركة السفر، وبناء على النداءات لدعم السياحة؛ لمسنا أنه من الواجب الوطني أن نقدم تعريفا للمواقع التي نزورها بسرد حكاية الرحال المستمتع، متبوعاً بالبحث العلمي في التاريخ، الجيولوجيا، والطبيعة مع اختلاف النبات أو الحيوان، وسرد قصة التراث والموروث الشعبي للأهالي، مع ذكر احتياجات الرحلة من تخطيط وأدوات السلامة وغير ذلك.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :