-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 01-02-2022 09:54 AM     عدد المشاهدات 149    | عدد التعليقات 0

نريد ” ثورةً بيضاء” .. يا جلالة الملك!

الهاشمية نيوز - الكلام العميق والمهم والتشخيص الدقيق لمشاكلنا الداخلية وتباطؤ المسيرة والعمل على تحسين الأوضاع العامة وعدم القدرة على اجتراح حلول اقتصادية من حكومات كانت مترددة وبطيئة غيّبت الشفافية والحوار في عملها مما عزّز الإشاعات... مفاصل مهمة من رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني للشعب الأردني بمناسبة العيد الستين لميلاد جلالته.
إن المتمّعن في الرسالة الملكية يدرك تشخيص الملك الدقيق لمفاصل الأداء السياسي والاقتصادي والإداري، من بينها ضعف بعض الإدارات الحكومية، ما تسبب بتراجع ثقة المواطنين بالإدارة العامة بشكل كبير.
وفي الوقت نفسه، فإن غياب المُساءلة على التقصير أدى إلى تراكمات عمقّت طريقة معالجة المشكلات التي تطرأ من وقت لآخر.
إن التباطؤ في اجتراح الخطط الاقتصادية ومسيرة البناء والعمل، وخاصة مع تزايد معاناة البلد من تداعيات الصراعات في المنطقة وتدفق مئات الآلاف من اللاجئين إضافة إلى تداعيات أزمة جائحة كورونا الاقتصادية والاجتماعية خلال السنتين الماضيتين، مرده أيضاً، كما جاء في الرسالة الملكية، ضعف العمل المؤسسي والتلكؤ في تنفيذ البرامج والخطط والتمتّرس البيروقراطي والانغلاق ومقاومة التغيير الإيجابي وتغييب الحوار العقلاني مع المجتمع.
وفي الوقت نفسه، يشير الملك إلى الفجوة الموجودة بين الحكومات والشعب، ويوجّه بضرورة تجسير وردم هذه الفجوة، وذلك لا يكون إلا بالخطط والبرامج الشاملة بأهداف واضحة ومخرجات قابلة للقياس.. وقيام الحكومات عبر وسائل الإعلام الوطنية بتوضيح برامجها وخططها بشفافية وصراحة ومسؤولية، لتبديد الإشاعات عبر توفير وعرض المعلومة الدقيقة والحقائق المُقنعة للناس والتحاور معهم–وتقبّل الرأي المعارض–ليصبح الحوار المرتكز إلى المعلومة الدقيقة بديلا عن المُساجلات المُحبطة التي يغذّيها ويكرّسها غياب المعلومات.
ان من المعيقات التي ادت لتباطؤ المسيرة الارتجال في القرارات والتلكؤ في تطبيق القانون وسيادته وبعض المصالح الضيقة التي كانت وراء تعيينات القيادات الإدارية بعيدا عن معايير الكفاءة والتميّز والنجاح والاداء الفعّال المثمر.
كل هذا أدى لظهور قيادات تهابُ اتخاذ القرار والتغيير الإيجابي وتتحصن وراء اسوار البيروقراطية خوفا من تحمل المسؤولية وهو نتاج قرارات حكومات لم تخضع للمحاسبة والمساءلة.
في مثل هذه الأجواء، ونتيجة لغياب المعلومة وضعف التواصل الإعلامي الرسمي، والحوار مع المواطنين ومكاشفتهم وتوضيح الحقائق أمامهم، وإزالة اللُبس وتعرية المعلومات الزائفة يلجأ الناس إلى الصحافة العربية والأجنبية، وإلى الإعلام البديل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رغم اختلاط ما تقدمه بين الحقيقة والواقع وبين المعلومة الصحيحة والأخبار الزائفة والمفبركة.
نريد «ثورةً بيضاء» لنفض مواقع المسؤولية، وهذا يقتضي، ضرورة إحلال جيل جديد متمتع بالكفاءة العلمية والمعرفية والتميّز والانتماء الوطني الصادق بالعمل الجاد وليس بالشعارات.
رمضان الرواشدة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :