-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 20-01-2022 09:24 AM     عدد المشاهدات 1297    | عدد التعليقات 0

الشتاء .. في ذاكرة طفولتنا

الهاشمية نيوز - من باب الطفولة، نتذكر الشتاء، فتسرح في طفولتك في يوم شتائي غزير المطر، وصوت طقطقة المزاريب ومعاناة الذهاب للمدرسة في صباح يوم بارد وأنت تحمل شنطة وتلبس جزمة سوداء باردة وطاقية جلدية، تمشي وأنت ترتجف من البرد تعبر الأزقة والزاوريب تغبص بالجلاطة، حيث الأزقة لم تكن مزفتة حتى تصل المدرسة مشياً على الأقدام، وأتذكر معاناة طفولتنا البسيطة وأجواء لمة العيلة حول الصوبة وروائح الشتاء القادمة من المطبخ من قالب الكيك إلى صينية الهريسة بالسمن البلدي وكاسة شاي دافئة بالمريمية وطرطقات حبات قمح القلية وراحة وبسكويت وقصص الغولة ونص نصيص وجبينة من الجدة، بينما الشتاء يزداد غزارة برق ورعود وراديو كبير نستمع لمسلسلات إذاعية من الزباء وسيف بن ذي يزن لا أدري كأن الاستماع لمسلسلات الراديو تعطيك حرية في تأليف القصة من مخيلتك، فيها جماليات أحلى من التلفاز، تلك الذكريات الجميلة وفجر بارد ولحظات ارتجاف وأنت ذاهب بالعجنة لفرن الحارة، تتمنى أن تصل مع العجنة للفرن، حتى تشعر قليلاً بالدفا ورؤية رغيف الخبز الخارج من الفرن وهو يسبح الخالق في يوم شتائي جميل، كان زماننا الشتائي الصباحي يتناغم مع مقدمة برنامج الزراعي مع المزارع وجوقات الترانيم الصباحية من أغاني سيد درويش البنت دي قامت تعجن ومحمد عبده في يانسيم الصباح وفيروز شتي يا دنيا شتي ثلج ثلج ....... ورجعت الشتوية / والياس عوالي يا ابن الأوطان وغناء المجموعة هاتي بروق هاتي رعود أشتي يا دنيا وزيدي والثلاثي المرح أسعد يوم يوم إلي تعارفنا وجمال الشمايلة هباتها هبوب شمالي برداها شيني ومن ثم برنامج البث المباشر في موسيقاه والتي صارت عرفا لمعرفة أنه البث المباشر بينما تبدأ البرنامج بأغنية نجاح سلام في صبح الصباح صباح الخير. ما أروع تلك الأيام عندما تبدأ هذه البراءة بالمدرسة وتباشير النهار رغم قسوة البرد نقف ونؤدي تحية العلم خافقاً بالمعالي والمنى عربي الظلال والسنا ورغم برودة الشتاء خارج وداخل الصف وعمل تمرين صباحي حتى نشعر لو قليلاً بالدفء والتجمد في الأرجل ويداك اللتان أصابهما التشقق من البرد مع ذلك كنا نملك الفرح ومع هذه الذكريات نقلب صورا قديمة جميلة عاشها جيلنا فلا باص يرسلك لمدرستك ولا رفاهية الصفوف المدفاءة ولا سندويشات بكافة أنواعها وحلوى متنوعة بل عروسة لبنة أو زيت وزعتر وحبة شوكلاطة مترو بقرش تشتريها من المقصف تعطيك بعضا من الطاقة ..

في مدرستنا كل الطلبة تقريبا يأتون مشيا على الأقدام يحملون حقائبهم الثقيلة بكل الألم والتعب والإرهاق ويرجعون مشياَ ويتمنون الوصول للبيت حيث تنتظرهم طنجرة مرقة العدس بهبالها الدافىء وكذلك طنجرة الملفوف بعبقها الطارد للجوع حيث العائلة الكبيرة يتبادلون الطرائف وشيئا من الألغاز وأحاديث السمر في ليل السهر وهدوء المكان وصدق المشاعر. وعندها تتعمق في الصورة القديمة الجميلة من الزمن الجميل التي تحاكي الذكريات صدى السنين الحاكي حسب أغنية يا جارة الوادي وتغالب دمعك وتذكر الوجوه التي كانت وعاشت ومرت في هذه الحياة منهم من ذهب لدار الحق ومنهم ما زال ونعود ونتذكر الأيام الجميلة يوم كانت البيوت تملك السكينة والطيبة والضحكة الخارجة من القلب فالبيت صغير والأكل بيتي فيه طيبة الأمهات وفرح الجدات والملابس بسيطة لكن النفوس جميلة حنونة يحملها الود والصدق ودفء العاطفة والمشاعر ونبل الروح وسمو الإحساس وعذوبة التعامل وبساطته وإنسانيته.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :