تاريخ النشر - 27-12-2021 09:46 AM عدد المشاهدات 239 | عدد التعليقات 0
إيمان
الهاشمية نيوز -
كامل الشريف
نزعة الخير لها لذة يتمنى الأخيار أن يشاركهم فيها غيرهم، ونزعة الشر فيها مرارة يتمنى الأشرار أن يوزعوها على الناس كذلك «كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى? شَاكِلَتِهِ» كما يقول القرآن الكريم.
لقد قال الرجل الصالح: «نحن في لذة لو ذاقها ملوك الأرض لقاتلونا عليها!».
ولذلك قال القرآن الكريم في حق المؤمنين جميعاً «يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ». أي يجمعون الناس على المعروف، ويجمعونهم على رفض المنكر، وهذا هو الإيمان الإيجابي المتحرك.
كل معركة الأنبياء مع أهل الباطل، كانت تدور حول «تقليص دورهم، ومنع تأيرهم على الناس» كما يقول القرآن الكريم « وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ «.
في الماضي وجد الفساد -ولا شك- لكنه كان مذعوراً خجلاً، يتوارى من الناس. الزمن الحاضر منحه الوسائل الكثيرة فأصبح فاجراً متحدياً.
تجد الفتى العربي المسلم لا يخجل أن يشرب الخمر، أو يدخن المخدرات وهو يضحك ضحكات فاجرة على رؤوس الأشهاد.
لا يقولن أحد إن الذنوب تتفاوت في الخطر، لأن النفس الإنسانية قاعة يحميها الدين والتقاليد، فإذا وقعت فيها ثغرة واحدة فقد تهاوت أركانها أمام الغزو.
إذا كان الإنسان على استعداد لأن يتحدى الدين والتقاليد في أي ركن كان مستعداً للتحدي في بقية الأركان.
إعلان الفساد هو نوع من العقوبة الجماعية، لأن أهل الحق تواروا وآثروا العزلة «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ».
العلاج هو الإيمان الإيجابي. أن يتحرك أهل الحق للدعوة له، وأن يرفضوا فلسفة العزلة والإنطواء، وأن يدخلوا كل الأركان. طبعاً بما يلزم من الذوق والحكمة وضبط النفس.
جدة، يوليو 1999