تغيير

الهاشمية نيوز -
كامل الشريف

تأملت فوجدت أن مخلوقات الله للإنسان تهدف إلى تحقيق السعادة والرخاء لهذا المخلوق.

قال تعالى « هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا « وقال أيضاً « هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ «.

ولكي يستطيع الإنسان أن يكتشف، ويطور، ويستغل، كان لا بد أن يكون له مساحة كبيرة من حرية الاختيار.

في أكثر الحالات استغل الإنسان خيرات الله للشر، والعدوان، والاغتصاب.

كما يقول المتنبي:

كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سناناً,

الزمان ينبت القنوات للسعادة والخير، لكن طبيعة الإنسان تغلبه، فيضع في القنوات الأسلحة التي تؤذي وتجرح وتدمر.

كما يقول ميلتون في «الفردوس المفقود»: «لا تلومن الطبيعة فقد أدت واجبها، وعلى الإنسان أن يؤدي واجبه».

المعادن خلقها الله سبحانه وتعالى، كي يصنع الإنسان منها الأدوات، والمركبات ووسائل النقل، فصنع منها المدافع، والصواريخ، والقنابل، وأدوات الدمار.

اليورانيوم وأشباهه خلقه الله طاقة هائلة لاستخراج الكهرباء، والتحكم في الأنهار وتسخيرها للزراعة والصناعة، فجعلها الإنسان قنابل جهنمية لتدمير الحياة... وهكذا.

لا جدوى من المعاهدات، والمؤتمرات، والندوات، ما لم تتغير طبيعة الإنسان من البداية.

وصدق الله العظيم « إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ «.



بون، يوليو 1989