-

كتابنا

تاريخ النشر - 14-12-2021 08:54 AM     عدد المشاهدات 298    | عدد التعليقات 0

في رثاء طيِّبِ الذِّكْرِ الأستاذ والمؤرخ حَنَّا القنصل

الهاشمية نيوز - سعيد يعقوب

أَبْكِيْ عَلَيْكَ وَيَبْكِيْ الطَّيِّبُونَ مَعِي *** بِكُلِّ مَا عَرَفَ المَوْجُوعُ مِنْ وَجَعِ
أَبْكِيْ وَلِيْ مُهْجَةٌ صَارَتْ إِلَى مِزَقٍ*** أَبْكِيْ وَلِيْ كَبِدٌ حَالَتْ إِلَى قِطَعِ
أَبْكِيْ عَلَى الخُلُقِ السَّامِيْ وَصَاحِبِهِ *** بِكُلِّ مَعْنَى الأَسَى وَالحُزْنِ وَالجَزَعِ
أَتَى النَّعِيُّ فَغَابَ الرُّشْدُ مِنْ أَلَمٍ *** وَخَارَ عَزْمِيْ مِنَ الإِعْيَاءِ وَالفَزَعِ
وَلَمْ أُكَذِّبْ حَدِيثَ النَّاسِ مِنْ ثِقَتِيْ *** وَلَمْ أُصَدِّقْ مَقَالَ الحَقِّ مِنْ هَلَعي
يَا لَلْمُصِيبَةِ جَاءَتْنَا مُبَاغِتَةً *** فَلَمْ تَدَعْ أَيَّ قَلْبٍ غَيْرَ مُنْصَدِعِ
إِنَّ التَّأَهُبَ لِلْبَلْوَى يُخَفِّفُهَا *** كَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ يَوْمًا وَلَمْ تَقَعِ
لَكِنْ إِذَا أَقْبَلَتْ تَسْعَى مُدَاهِمَةً *** لَمْ تُبْقِ لِلْمُبْتَلَى وَعَيًا وَلَمْ تَدَعِ
شَتَّانَ بَيْنَ الذِيْ تَبْكِيهِ أُسْرَتُهُ *** وَمَنْ عَلَيْهِ بَكَتْ آمَاقُ مُجْتَمَعِ
آمَنْتُ بِاللهِ مَنْ يَرْعَى الأَجِنَّةَ فِيْ الأَرْحَامِ مَا ظَمِئَتْ فِيهَا وَلَمْ تَجُعِ
وَمَا لَهَا حِيلَةٌ فيْ ذَاكَ تَمْلُكُهَا *** بِحِرْصِ مُنْقَبِضٍ أَوْ خَوْضِ مُنْدَفِعِ
وَاللهُ فِيْ العَيْشِ يَرْعَاهَا وَيَرْزُقُهَا *** وَمَنْ رَعَى اللهُ لَمْ يُهْمَلْ وَلَمْ يَضِعِ
وَالمَوْتُ كَالرَّحْمِ مَا ضَاعَتْ وَدَائِعُهُ *** بِهِ فَلَا تَخْشَ مِنْ مَوْتٍ وَلَا تُرَعِ
وَلَمْ أَجِدْ نَافِعًا كَالبِرِّ مِنْ عَمَلٍ *** لِلنَّفْسِ يَنْفَعُهَا فِيْ هَوْلِ مُطَّلَعِ
كُلُّ الفَضَائِلِ تُعْلِيْ شَأْنَ صَاحِبِهَا *** لَكِنَّمَا تَاجُهُا التَّقْوَى مَعَ الوَرَعِ
وَالُّلطْفُ أَعْظَمُ مَا تَحْوِيه مِنْ خُلُقٍ *** فَإِنَّهُ سِلْعَةٌ مِنْ أَثْمَنِ السِّلَعِ
وَالخَيْرُ يَدْفَعُ عَنْهَا كُلَّ سَهْمِ أَذَىً *** فَلَيْسَ كَالخَيْرِ مِنْ دِرْعٍ لِمُدَّرِعِ
فَحَسِّنِ الظَّنَّ بِالرَّحْمَنِ فَهْوَ عَلَى الإِنْسَانِ أَعْطَفُ مِنْ أُمٍّ بِمُرْتَضِع
وَرَحْمَةُ اللهِ لِلْإِنْسَانِ وَاسِعَةٌ *** فَلَا تُضَيِّقْ فَضَاءً جِدَّ مُتَّسِعِ
(حَنَّا) عَلَيْكَ مِنَ الرَّحْمَنِ مَرْحَمَةٌ *** وَجَادَ قَبْرَكَ غَيْثٌ غَيْرَ مُنْقَطِعِ
لَقَدْ عَرَفْتُكَ أَخْلَاقًا مُطَهَّرَةً *** وَمَا عَرَفْتُكَ ذَا حِقْدٍ وَذَا طَمَعِ
زَهِدْتَ فِيْ شُهْرَةٍ مَا كُنْتَ تَطْلُبُهَا *** حَتَّى أَتَتْكَ بِلَا حِرْصٍ وَلَا طَمَعِ
عَلَى الفَضِيلَةِ مِنْهُ النَّفْسُ قَدْ فُطِرَتْ *** وَنَفْسُهُ فِيْ حِمَى الأَعْرَاضِ لَمْ تَقَعِ
تَعَوَّدَ النَّفْعَ حَتَّى صَارَ عَادَتَهُ *** وَلَمْ يُخَيِّبْ بِيَوْمٍ ظَنَّ مُنْتَفِعِ
وَكَمْ تَعَوَّدُ يَدَا رَاجٍ مُوَقَّرَةً *** إِذَا إِلَيْهِ سَعَتْ أَقْدَامُ مُنْتَجِعِ
أَمَّا النِّفَاقُ فَسُوقٌ مَا أَقَامَ بِهَا *** وَمَا اشْتَرَى مَرَّةً فِيهَا وَلَمْ يَبِعِ
فَـ(مَادَبَا) ثَاكِلٌ تَبْكِيْ أَعَزَّ فَتَىً *** فِيهَا وَأَلْمَعَ مَنْ فِيهَا مِنَ الُّلمَعِ
كْمْ رَاحَ يُلْقِيْ حَدِيثًا عَنْ عَرَاقَتِهَا *** بِحِسِّ مُنْبَهِرٍ أَوْ عِلْمِ مُطَّلِعِ
أَنْفَقْتَ عُمْرَكَ فِيْ التَّدْرِيسِ مَا وَهَنَتْ *** عَزِيمَةٌ لَكَ لَا فِيْ الَّلهْوِ وَالمُتَعِ
يَا عَاشِقَ الُّلغَةِ الفُصْحَى وَسَادِنَهَا *** كَمْ ذُدْتَ عَنْهَا شُرُورَ الزَّيْفِ وَالبِدَعِ
كَمْ كُنْتَ تَغْمُرُنِيْ بِالبِشْرِ تَرْفَعُ مِنْ *** قَدْرِيْ عَلَى كُلِّ عَالِيْ القَدْرِ مُرْتَفِعِ
وَكُنْتَ تُكْبِرُ شِعْرِيْ مُنْذُ كُنْتُ فَتَىً *** وَكُنْتَ تَرْقُبُهُ فِيْ غَايَةِ الوَلَعِ
وَكُنْتُ تُنْشِدُهُ لِلنَّاسِ فِيْ شَغَفٍ *** كَالَّلحْنِ تُرْسِلُهُ فِيْ أُذْنِ مُسْتَمِعِ
وَزِدْتَنِيْ مِنْكَ إِكْبَارًا وَتَكْرِمَةً *** لَمَّا كَبِرْتُ عَلَى شَيْبِيْ وَفِيْ ضَلَعي
كَمْ مَوْقِفٍ لَكَ لَا تَنْسَاهُ ذَاكِرَتِيْ *** نَوَّهْتَ بِيْ رَغْمَ أَنْفِ الحَاسِدِ الُّلكَعِ
فَكَيْفَ أَجْحَدُ فَضْلًا أَنْتَ صَاحِبُهُ *** وَكَمْ عَلَي بِهِ وَالَيْتَ بِالخِلَعِ
فَرُحْتُ أَرِفْلُ فِيْ سَيْرَاءَ سَابِغَةٍ *** وَشَّيْتَهَا بِشُذُورِ التِّبْرِ وَالوَدَعِ
وَلَا أُلَبِّيْ نِدَاءً لِلْوَفاءِ أَتَى *** وَلَيْسَ يُحْجِمُ مِثْلِيْ إِنْ إِلَيْهِ دُعِي
وَلَا أَصُوغُ رِثَاءً فِيكَ يُلْهِمُهُ *** تَجْوِيدُ مُبْتَكِرٍ فِيْ الشِّعْرِ مُبْتَدِعِ
تَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ ذِكْرَىً مِنْكَ خَالِدَةٌ *** بِهِ وَسَلْوَى لِمَكْلُومٍ وَمُنْفَجِعِ






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :