-

كتابنا

تاريخ النشر - 07-12-2021 09:49 AM     عدد المشاهدات 276    | عدد التعليقات 0

(الفاروق) .. وطبخةُ الحَصى!!

الهاشمية نيوز -
حيدر محمود


كانَ على رئيس الدَّولة الأَقوى، والأَغنى.. أن يحمل على ظهرِه «أكياسَ المْؤن»، ليقدّمها إلى «الأُمّ» التي رآها تَطبخُ «الحصى» لِتُلْهي أطفالَها الجياعَ، وتوهمّهم بأنّ الطّعام قَادم.. ويَرْتعدُ «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه، من خَشيةِ الله.. لأنّ فيها هذا «المشهدَ الغَريب»! ويصرخُ من وَجَعٍ، وقهرٍ، وحُرقة: «ثكلتك أُمُّك يا ابن الخطّاب».. ويقدّمُ لتلك الأُم، ولأطفالها اعتذارَه عن «التّقصير» الذي سيُحاسبهُ عليه «الواحد الأحد»، حين يقف بين يديه يوم القيامة، ويعدُها بأنْ لا تجوع مرّةً أُخرى، لا هي، ولا صغارها، ولا أيّ واحدٍ من «الرّعيّة»..

ومن ذلك المكان النّائي.. يتوجَّهُ «الفاروق» إلى صحنِ المدينة.. ليجدَ «مُتَسوّلاً» طاعناً في السّنّ!! ويصرخُ من جديد.. في وجه «رئيس بيتِ المال»: أَفي عَهْدي من يَتَسوّل؟! فيجيبُه الرَّجل (الذي لم يكن مُسْلماً، بل كان على دينِ موسى عليه السَّلام): لقد أَخذتم الجزيةَ مني وأنا في ربيع العمر، وها أنت تَراني في خريفي، أَستجدي قوت يومي!! ويضربُ «الفاروق»، كَفّاً بكفّ.. ويصرخ من جديد، بنفسهِ، وبكل من حَوْلَهُ من المسؤولين: الويلُ لنا جميعاً، من الواحد القَهّار.. ويأمرُ له بمعاشٍ يكفيه طول حياته من «بيت المال»!!

ولم تتكرّر «طَبخةُ الحصى»، ولا حادثةُ «التَسوّل» أبداً.. في ذلك الزّمان، الذي كان «رئيس الدّولة» القادم من بعد، «هارون الرشيد»، يقولُ إذا رأى سحابةً في السَّماء واعدةً بالمَطَر:

أَمطري حيثُ شئتِ، فإنَّ خراجَكِ لي!!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :