-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 23-11-2021 09:11 AM     عدد المشاهدات 1209    | عدد التعليقات 0

لطفًا .. لا تتدخل في حياة غيرك

الهاشمية نيوز - بات التطفل على حياة الآخرين والتدخل في شؤونهم وسؤالهم عن أحوالهم بل والإلحاح عليهم واجبا وفرضا علينا الإجابة عنه، ويعتبون ويلومون في حال قررنا الاحتفاظ بخصوصياتنا وشؤوننا الخاصة، فمنهم من يسأل لا ليطمئن أو بدافع المحبة إنما ليفشي أسرار البيوت أو ليملأ وقته بحياة الآخرين، نتيجة الفراغ الذي يعيش، ونستذكر هنا هذه المقولة:»عمل يجهد خير من فراغ يفسد،» وادخل بيوت الناس أعمى واخرج منها أبكم، فالبيوت لها حرمات وأسرار لا يجوز إفشاؤها أو حتى سؤال الناس عنها.

وخير الكلام ما قل ودل، وبالأفعال تقاس المحبة لا بالسؤال والكلام المنمق المعسول، فالصادق تثبته أفعاله أما أصحاب الحبال الطويلة فحبال كذبهم أقصر..

أم أحمد تقول :»لدي جارة كلما تزورني تسأل أدق التفاصيل عن حياتي ماذا طبخت أي ساعة أنام متى آخر مرة زرت فيها أهلي، كيف علاقتك مع فلان هل زاركم هل يسأل عنكم، وأسألة أخجل حتى من التفكير فيها لا أعلم من أين يأتيهم هذا الكم الهائل من الفضول، بل ومراقبة الآخرين فالحياة مليئة بالمشاغل والمهمات الواجب إنجازها ولا أملك الوقت للرد على هذه الترهات».

غسان كامل طالب في المرحلة الإعدادية يقول:» الفضول موجود لدى زملائي وبكثرة، يسألوني عن عدد ساعات الدراسة، وفيما إذا كنت ألعب ببجي أم لا، وكم ساعة أنام وحتى تصل أسئلتهم للسؤال عن عائلتي أسئلة لا أجد لها جوابا؛ لأنني حقاً لا أعلم !!» وكان لهذا الموضوع حيز في الأغاني العربية .

فنطرب لسماع جورج وسوف وهو يغني كلام الناس لا بيقدم ولا بيأخر كلام الناس ملامة وغيرة مش أكثر، أما فيروز فغنت «سألوني الناس عنك سألوني قلتلن راجع أوعى تلوموني»، دلالة على أن التدخل في خصوصيات الآخرين دخل في حيز الثقافة الشرقية وأصبح من ضرورات الحياة الملحة، والاغرب هو حالة الانكباب الأخلاقي والتصحر الثقافي لدى الكثير من الناس، والبعض يحاول الخوض في هذه الأحاديث من باب الحسد والغيرة أو محاولة إحباط الآخرين ونزعهم من أحلامهم..

والتدخل في شؤون الآخرين من العادات غير المقبولة اجتماعيًا والمرفوضة دينيًا، حينما يعطي البعض لأنفسهم حق التدخل في شئون غيرهم، فتنعدم الاستقلالية، وتستباح الأمور الشخصية.

وأصبح كثير من الناس يشتكون من أن حياتهم أصبحت مشاعًا، بينما تجد من يشتكي هو نفسه يتدخل في شئون الآخرين بكل بساطة ويمنح لنفسه الحق بدون أي حق.

وأحيانًا يسير البعض وراء «كلام الناس»، ويرددون ما يلكونه بألسنتهم، ما يوقعهم في الغيبة والنميمة والتدخل في شئون الآخرين، قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ » (الحجرات: 6).

ولأن عيوبنا أولى بالمراقبة والتصحيح «وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس»، ولأن لكل انسان ظروفه وأعذاره التي قد لا تعلم أنت عنها و»أعقل الناس أعذرهم للناس»..

ولأن هناك احتمال توبة وصلاح من اتهمته أو حكمت عليه ــ أو احتمال أن يصبح أفضل منك قـبل وفاته، ولأن هناك احتمال فعله الشيء لسبب خفي لا تعلمه (كقصة الخضر حين قـتل الغلام وأعطب السفينة)، وأخيرا؛ لأن الانشغال بخصوصيات الناس ليست من شيم الانسان المسلم (فمن حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه).






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :