زيارة ولي العهد لمصر توسّع التعاون الاقتصادي والسياحي

الهاشمية نيوز - فتحت زيارة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد للجمهورية المصرية آفاقا واسعة لقطاعات مختلفة، تحديدا على الصعيد الإقتصادي والسياحي، فيما حملت بعدا سياسيا غاية في الأهمية ودينيا، تأطّرت في اتفاقيات سوف يتم تنفيذها قريبا بعد اقرارها من مجلسي وزراء البلدين الشقيقين لتصبح واقعا ملموسا.
شملت زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين التاريخية إلى مصر، عددا كبيرا من المحطات الهامة جدا، والتي عملت على تعزيز العلاقات الثنائية وزيادة سبل التعاون بشكل أكبر، اضافة لطروحات سموه السياسية التي لقيت اعجابا كبيرا من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والمسؤولين المصريين، وحملت نتائج الزيارة طابعا عمليا وشراكة القطاع الخاص بتفاصيلها، إلى جانب حكومة البلدين الشقيقين، مما سيجعل منها بداية لمرحلة من التعاون الجديد بين الأردن ومصر، تحديدا على الصعيد الاقتصادي.
ووفق متابعة خاصة لـ»الدستور» لأهمية زيارة سمو الأمير الحسين، فإن سموه وضع أسسا لمجالات جديدة تعاونية بين الأردن ومصر، تميّزت في معظمها بالشراكة مع القطاع الخاص وأنها عملية يمكن تطبيقها على الفور، ومن أبرز هذه المجالات اطلاع سموه على التجربة المصرية فيما يخص المشروعات المتوسطة والصغيرة، والتي تعدّ تجربة ناجحة حيث يصل نسبة المتعثرين بها من الذكور (1%)، ومن الإناث (صفر)، وقد وفّرت هذه المشاريع فرص عمل لأكثر من مليون و(700) ألف مواطن مصري.
ومن أوجه التعاون وفق متابعة «الدستور» كذلك في الجانب السياحي، وزيادة التعاون فيما يخص زيارة المواقع السياحية للأشقاء الأقباط في مصر للمواقع في المملكة في ظل وجود أكثر من (12) مليون مسيحي قبطي في مصر، اضافة إلى برامج سياحية أخرى.
ومن نتائج الزيارة الهامة جدا أيضا وفق متابعتنا التعاون ما بين قناة السويس، ومنطقة العقبة، رغم أن المباحثات مستمرة في هذا المجال، إلاّ أن الأمور تسير بوجهة ايجابية وسيتم قريبا توقيع اتفاقية بشأنها، وسيكون لها مردود اقتصادي كبير.
ورغم أهمية الدور الحكومي في كل هذه الاتفاقيات وأوجه التعاون، إلاّ ان تطبيقها حتما يحتاج جهدا أيضا من القطاع الخاص، يوازي الجهد الحكومي إن لم يكن يفوقه تحديدا في الجانب السياحي، علما بأن مباحثات مطوّلة شهدتها وفود من القطاع الخاص بين البلدين الشقيقين خلال الزيارة، وفيما يخص السياحة الدينية الخاصة شهدت تفاعلا كبيرا من الجانبين وحرصت الكنيسة القبطية على إجراء المباحثات بشأنها داخل الكنيسة.
وزير الصناعة والتجارة يوسف الشمالي، أكد أنه خلال زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني إلى مصر تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة، موضحا أنّ المذكرة تهدف إلى تعزيز التعاون بين المؤسستين، إضافة إلى الاستفادة من التجارب المصرية التي اطلع عليها سمو ولي العهد، حيث اطلع سموه على التجربة المصرية التي تتعلق بنظام جديد دخل حيز التنفيذ، وهو قانون مخصص للمشاريع المتوسطة والصغيرة.
من جانبه، أكد السفير الأردني لدى الجمهورية المصرية مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية أمجد العضايلة على أهمية زيارة سمو ولي العهد لمصر، في كافة الأبعاد السياسية والاقتصادية، والسياحية والشبابية، مبينا أنها أول زيارة عمل ثنائية لسموه، إذ جاء اختياره لمصر لدورها الريادي وثقلها السياسي والإقليمي والدولي وللعلاقات المتميزة بدعم من جلالة الملك والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وبين العضايلة في حديث هاتفي خاص لـ»الدستور» من القاهرة أن الزيارة حملت نتائج غاية في الأهمية، تحديدا في الجانب الاقتصادي، حيث حرص سموه على أن تكون زيارته عملية، إذ اصطحب معه فريقا وزاريا ومسؤولين من سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وهيئة تنشيط السياحة.
وعن أبرز الاتفاقيات التي وقّعت أو سيتم توقيعها، كشف العضايلة أن سمو ولي العهد اطلع على تجربة الأشقاء في مصر في المشاريع المتوسطة والصغيرة وهي تجربة ناجحة جدا، ولها قانون خاص، حيث تصل نسبة المتعثرين بها من الذكور (1%) فقط، ومن الاناث (صفر)، وقد عملت هذه المشاريع على تشغيل أكثر من مليون و(700) ألف يد عاملة، الأمر الذي يجعل منها تجربة ناجحة وحتما يمكن الإستفادة منها وهو ما حرص عليه سمو الأمير الحسين، ورغم أنها ستحتاج وقتا لحين تطبيقها كونها بحاجة إلى قانون، إلاّ أن سموه حريص على متابعة الأمر بنفسه وتطبيقه.
ومن الإتفاقيات أيضا، اتفاقية خاصة بالتعاون السياحي، لزيارة الأماكن السياحية في المملكة، وجرى عقد ورشة عمل بين منظمي السياحة في البلدين، وتوقيع 3 اتفاقيات تعاون سياحي تروج للسياح الأجانب برامج سياحية مشتركة، مؤكدا ضرورة التعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين، ومن المنتظر أن ينتج عنها برامج سياحية مشتركة تنظم للبلدين، الى جانب السياحة للأشقاء المسيحين الأقباط، والذين حرصوا أن تكون مباحثات السياحة الدينية في مبنى الكنيسة، وهذه سياحية هامة في ظل وجود أكثر من (12) مليون مسيحي قبطي في مصر.
وفي هذا الإطار، تم على هامش الزيارة تنظيم معرض سياحي في الكنيسة القبطية للاطلاع على الأماكن السياحية والأثرية في الأردن.
وأشار العضايلة في ذات السياق، إلى أهمية زيارة سموه لقناة السويس، حيث اطلع على حجم العمل المقام في القناة التي يمر منها ثلث حجم التجارة في العالم، مبينا طلب ولي العهد إمكانية التعاون المستقبلي بين العقبة الخاصة والمنطقة الاقتصادية في السويس، وجرت مباحثات بهذا الشأن، ومن المنتظر أن تعقد اتفاقية مشتركة بهذا الاطار بين الجانبين.
وردا على سؤال «الدستور» عن موعد بدء دخول هذه الاتفاقيات حيّز التنفيذ، أشار العضايلة إلى أنها تدخل حيّز التنفيذ بعد موافقة مجلسي وزراء البلدين عليها، وبطبيعة الحال سيتم ذلك قريبا، كونها تمت الموافقة والمصادقة عليها، لكن المهم الآن هو التنفيذ الذي يقع على عاتق حكومة البلدين والقطاع الخاص أيضا.
وشدد العضايلة على تعليمات من ولي العهد بأن يلي زيارته لقاءات أخرى بين المسؤولين الأردنيين ونظرائهم من مصر لمتابعة نتائج الزيارة، بحرص من سموه على متابعة نتائج الزيارة وتطبيقها على أرض الواقع.
وأعرب العضايلة عن أمله بأن تتم متابعة من مسؤولي كلا البلدين ليكون لزيارة سموه أثرا ملموسا، مؤكدا أنه سيكون نتائج إيجابية للاتفاقيات التي وقعت والاجتماعات التي عقدت على هامش الزيارة، بجهود حكومية ومن القطاع الخاص.
وعن اللقاء الذي جرى في منزله بين ولي العهد وشخصيات مصرية، أكد العضايلة أن له أهمية خاصة، وقد ضم سياسيين ومفكرين ورجال أعمال مشهورين وإعلاميين وشبابا مصريا رياديا، حيث جرى خلاله حديث ثنائي بين سموه والحاضرين كافة، وطلب ولي العهد من الرياديين المصريين أن يكون هناك تعاون مع مكتبه.