-

كتابنا

تاريخ النشر - 03-11-2021 10:06 AM     عدد المشاهدات 261    | عدد التعليقات 0

أيـــــــن طفولتي؟

الهاشمية نيوز - فدوى بهجت خصاونة
لم أكمل أعمالي لم أنته من طفولتي لا زالت هناك دمية تريدني أن أحملها، وهناك أرجوحة تريد أن تحملني تجعلني أطير فلا زالت أجنحتي قادرة على التحليق.
انشغلت بأعمال الكبار بالقتال، واللعب بالنار، ولم انته من طفولتي.
يناديني طفل من أصقاع الأرض لأشاركه الركض وأتسابق معه، لم يعد يهمني لو سبقته أو سبقني؛ فأنا أريد طفولتي. أريد أيامي القديمة وشوارعي التي نسيتها. أريد نجمتي وأحلامي الصغيرة.
لم أنته من طفولتي لا زال بانتظاري الكثير من الأعمال فأنا مولود منذ الأزل منذ أقدم العصور وتعاقبت علي السنين وروحي لا تزل طفلة.
تنازعت مع رفيقي على لعبة تشابكت أيدينا لانتزاعها شددتها، سحبها صديقي تمزقت لعبتي إلى أشلاء تبعثرت، كبرتُ، ولم ألملم أشلاء دميتي.
أريد أن أعود للوراء لأجمع ألعابي وأمشطها، وددت لو أن صديقي لا زال معي يأخذ ألعابي، يمزقها، ولكن صديقي غاب مع السراب.
لا زالت يدي تتشابك في حلقة ولا زلت أردد (فتحت الوردة) لتتسع الدائرة (غمضت الوردة) وتضيق الدائرة واقترب من أصدقائي أكثر أدوس على نعالهم أصطدم بهم .
لم أنته من طفولتي لا زلت أرتقي سفح سعادتي؛ ألتقط الحجارة وأجمعها و أرميها في البركة وأراقب دوائر الماء وهي تكبر و تتلاشى.
لم أنته من طفولتي فلا زلت أركض خلف الكرة، ولا زلت أرميها داخل أسوار جارنا، وبخفة الريشة أتسلل وأبحث عنها.
دميتي وكرتي وأرجوحتي وحجارة البركة كلها تشهد أنني لا زلت طفلة، ولكن هناك أشياء أكثر تربكني تجعلني أعيش تفاصيل العجائز، تجعلني عاجزة عن الركض و التحليق عاجزة عن الطيران والأحلام؛ هو العمر الذي يكبر وتصغر أحلامي، فأشعر وكأنني غريب عن نفسي.
فأسأل نفسي: أين أنا؟ أين طفولتي؟ أين سنيني؟
أسئلة كثيرة تحوم في رأسي تثقب قلبي ليصبح فارغا وكأنه غربال مملوء بالماء ودونما اهتزاز يتسرب منه الماء؛ فقد غادرت الأيام، ولم يبق إلا عجاج حوافرها، وبهت لون شعري، وظهرت عروق يدي و فقدت مذاق الطعام، وأصابني الوهن وما عدت أقوى على شيء. وماذا بعد؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :