-

كتابنا

تاريخ النشر - 03-11-2021 10:05 AM     عدد المشاهدات 320    | عدد التعليقات 0

يمكن ويجب هزيمة السرطان !

الهاشمية نيوز -
محمد داودية


لم ألتقِ صديقي عبد الجبار أبو غربية يوما، إلا وكان مبتسما، ودودا، مُفرطَ اليُسر والعذوبة والرهافة.
فَمِن أينَ استمدّ هذا الفتى العربي الخليليُ الجبليُ العَذبُ، الجبروتَ الذي قاوم به السرطانَ، وانتصر عليه، مرّة ومرّة ومرة ؟!
بين ظهرانينا، مَنْ سَطّروا ويسطّرون، مآثرَ كفاحيةً، ومقاومةً أسطورية للسرطان، لا يحول دون اجتراحها، جنسٌ أو عُمرٌ، أو رهافةٌ حتى.
وعبد الجبار أبو غربية، الكاتبُ المسرحيُ التقدمي، واحدٌ من طليعة هؤلاء المجالدين، الذين يصيبهم الابتلاء، الأشد، الأقسى، الأصعب، فلا يرضخون ولا يندبون ولا ينطوون، بل يتقدمون ويقدمون لمجتمعاتهم دروسا في النضال، الذي ينصِّبهم قدواتٍ ونماذجَ شديدة الإلهام والإشعاع.
وسوى عبد الجبار، نماذج أطفال وكهول ونساء ورجال لا تحصى، نهدوا إلى ميادين الصراع القاسي، فمنهم من اقتلع المرض الفتاك من جسمه، كليا ونهائيا، ومنهم من قضى، مكللا بمجد المقاومة.
وجّهتُ قبل 10 أعوام رسالةً إلى عبد الجبار أبو غربية، الذي خاض معركته الشرسة مع السرطان، مستخِفا به، رافضا الإذعان لسطوته، حتى الرمق الأخير، ومضى تاركا أثرا.
(صديقي المجالد «أبو جاد»، يقول مأثورنا في جنوب الأردن و فلسطين: «ما بقهر الرجال إلا الموت»، و ها نحن نراك تصبح شرسا، وعِرا، صلِفا، في قمة لياقتك النفسية والروحية، كلما دنا منك هذا الوحش الذي أرعب العالم، تستخفّ به وتزدريه، و لا تصطك ركبتاك ولا يعتريك القنوط.
أنت يا صديقي حالةٌ متقدمة في كفاح الإنسان وجبروته وشموخه وإفراطه في المهابة والجلال. تذكِّرنا بالمُجالد الأسطورة شيخ همنجواي.
أنت عبد الجبار نموذجٌ، أتمنى أن يسجل المبدعون قصتك وجسارتك وصولاتك و كبرياءك. وأن يقدموها هدية للمُبتلين.
دُمْ مجالدا أو فاهوِ عبد الجبار كبيرا شامخا كما أنت، فارسا تتكسر نصاله ولا ترتخي كفاه عن مقابضها. فارسا لا يفقد يقينه بأنه مجبول على الوقوف والعنفوان ومقيض للجسارة لا للخسارة، منذورا كصقور جبل الخليل، للقمم و الذرى.
أخوك المحب المعجب محمد داودية).
عبد الجبار أبو غربية، لروحك، ولأرواح جميع مَن قضوا في المواجهة الضارية، الامتنان والرحمة والسلام.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :