(حكواتية) .. أردنيون وعرب يروون حكاياتهم للمواطنين بالساحة الهاشمية

الهاشمية نيوز - عبر شعار «نروي الحكايا حتى نرى الشمس دون قضبان».. وفي إشارة لتعظيم معنى الحرية في الكلمة والسلوك، يروي عدد من الحكواتية أردنيين وعربا، حكياتهم للمواطنين والأطفال والذين يمثلون عدة دول عربية لينقلوا للجمهور تجربة هذه الدول من خلال سرد حكايات تعكس تراثهم وعاداتهم وقيمهم، فيما انطلقت في الساحة الهاشمية وسط البلد فعاليات ملتقى «حكايا» في دورته الرابعة عشرة بتنظيم من مسرح البلد والملتقى التربوي العربي، وبرعاية امانة عمان الكبرى، وبالتعاون مع فرقة الورشة والمركز العربي للتدريب المسرحي.
ثمانية أيام
وتستمر فعاليات ملتقى «حكايا» في دورته الرابعة عشرة خلال الفترة ما بين 29 تشرين الأول أكتوبر الماضي - 5 تشرين الثاني نوفمبر الحالي 2021 على مدار ثمانية أيام متتالية، يقدم خلالها فن الحكي في خمس محطات رئيسية هي عمان، اربد، المفرق، جرش، مادبا، كما تتخللها عروض حكي وفنون ادائية وأفلام ولقاءات وإطلاق كتب وتجوال في عمان والمفرق ومادبا واربد وجرش، فيما يحكي الحكواتيون هذه الحكايات الخيالية المستوحاة من الواقع، حكايات تربي الأمل في الأجيال، وتساعدنا على تخيل المستقبل الذي نريد، سنستمع لهذه الحكايات كما يرويها الحكواتيون والحكواتيات بطريقتهم الخاصة، كي تتشرب منها الأجيال الحكمة والخيال.
وأنطلق الملتقى من خلال عرضين هما «عرض بالفرن» و»عرض حكي في مخيم غزة»، وعرض حكي تقدمه سامية شاهين ويتبعه لقاء افتراضي بعنوان «جمعات راديكالية»، وتتنوع الفعاليات ما بين عروض الحكي والجمعات والتجوالات وإطلاق الكتب والأفلام والمجاورات واللقاءات والجلسات الحوارية متناولة جوانب مختلفة في عالم الحكاية وفي مناطق مختلفة من الأردن، وتشمل الفعاليات تجوالا في منطقة المهاجرين، مجاورة تستمر لثلاثة أيام متتالية، جلسة حوارية عن «الأثر النفسي للحكايات» وكتاب حكايتنا حكاية، اطلاق كتب منير في مكتبة الارشيف، اطلاق كنا ومازلنا في مخيم اربد، كما يستضيف الملتقى ثلة من الحكائين/ات والفنانين/ات والباحثين/ات والكتاب من الأردن والوطن العربي، من بينهم سامية شاهين، حمزة عقرباوي، عبد طرايره، يزن أبو سليم، هيام أبو عرقوب، يزن مصاروة، خالد النعنع، منير فاشة، سليم السوسي، طارق بكري، فيصل العزة، يقدمون قصصًا واقعية تسرد قضايا التاريخ والمجتمع وتشكيل الهوية والحوارات بين الثقافات وتساهم في تعزيز واستدامة وتطوير فن الحكي.
الناس اشتاقت
وألقى مدير الملتقى الفنان رائد عصفور ومديرة الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى شيمة التل والحكواتية الاردنية سالي شلبي المعروفة بـ»شلبية الحكواتية»، كلمات في حفل الاطلاق اكدوا فيها ان الناس اشتاقت لهذه الأنشطة الثقافية والترفيهية خاصة الموجهة للعائلات والأطفال بعد فترة طويلة من الانقطاع و العزلة الاجتماعية التي فرضتها أجواء جائحة كورونا، فيما شارك في الملتقى عدد من الحكواتية الذين يمثلون عدة دول عربية لينقلوا للجمهور تجربة هذه الدول من خلال سرد حكايات تعكس تراثهم وعاداتهم وقيمهم.
وبدورها تعرض سالي شلبي المعروفة بـ»شلبية الحكواتية» قصصا شعبية ومعاصرة تحكيها بعروضها للكبار والصغار، مثل «سيرة الظاهر بيبرس»وغيرها، وهي تروي حكاياتها باللغتين العربية والإنكليزية، وأنتجت العديد من القصص المصورة تحت عنوان «شلبيات»، كما يتم تقديم عروض أخرى حول فن الحكي ضمن السرد العربي القديم، حكايات المفكر الحمصي، وحكايات الحمقى وجحا والحمار الحكيم والنملة والريح وكليلة ودمنة وغيرها من الحكايا.
ومسرح البلد هو مركز ثقافي فني متعدد الأغراض مقره في سينما قديمة بنيت في الاربعينيات في مدينة عمان، اعيد تهيئتها حديثاً لتصبح مساحة فنية متعددة الاستعمالات لتساهم في الحراك الثقافي والفني وتعمل على تطوير النسيج الاجتماعي للمدينة من خلال البرامج والمشاريع الفنية والثقافية بشكل عام والبرامج التي تقدم من قبل الفنانين الشباب بشكل خاص بالتعاون مع مؤسسات شريكة وعاملة في الحقل الثقافي والفني، ويحمل مسرح البلد رؤية محلية وإقليمية وعالمية، فيما يديره الفنان رائد عصفور.
يذكر أن «حكايا» هي حركة تربط ما بين مؤسسات وأفراد ومجموعات مختلفة تؤمن بمركزية «القصة» في النمو الصحي للأفراد والمجتمعات، يحتفي ملتقى «حكايا» منذ أعوام عدة بـ»فن الحكي» في المسرح، الفنون، وتشجيع القراءة والكتابة، وتشكيل الهوية والحوار بين الثقافات، فيما تشكلت فكرة مشروع حكايا في عام 2004 حيث اجتمع 30 شخصا من 14 دولة عربية شاركوا على مدار سنوات متواصلة في وضع تصور لمشروع وشبكة حكايا التي تربط ما بين مؤسسات وأفراد ومجموعات مختلفة تؤمن بمركزية «القصة» في النمو الصحي للأفراد والمجتمعات.