-

كتابنا

تاريخ النشر - 27-10-2021 10:05 AM     عدد المشاهدات 281    | عدد التعليقات 0

الكل مظلوم .. فأين الظالم؟

الهاشمية نيوز -
عائشة الخواجا الرازم

الجميع مظلوم والكل سواسية بالنزاهة،ولا أرى في الناس من يعترف بأنه ظالم أو ظلم غيره.

فأين يقبع الظالمون ومن هم؟وأين يسكنون؟

نعم أين يسكنون؟ وكم هم متقنون لارتداء طاقية الإخفاء !

يحدث ذلك ولا يظهرون ولا يعترفون وليس لهم وجود بالمطلق، فحتى المحكومون تجدهم أينما حققت وبحثت بينهم من القتلة والناهبين والفاسدين والمجرمين تسمع شكواهم وتظلمهم .

الجميع يقسم أنه بريء حتى وهو يعترف بارتكاب الجرم .

أما النصاب والغشاش وآكل مال الحرام بين الناس ، فتجده أيضا يضع لك عددا من الدفوع والأسباب التي يبريء نفسه وينظف يده منها .

بحثت وتأملت كثيرا ومليا بحالات فاسدة وكاذبة وغشاشة وتنكر الحق وتأكله نهارا جهارا ، وعليها شهود أربعة وأربعون ، وعينك عينك تقسم أنها بريئة ، مع أن الجرم يلبسها وفي نفس الوقت يستمع إليها القضاء ويمنحها حق الاستئناف .

وكبر السؤال :

ما الذي يدفع هؤلاء لادعاء البراءة، وليس للنفاذ من العقوبات فقط ، وليس لغسل السيرة بين البشر من براثن وتشوهات السمعة،أو دفع الحق لأصحابه .

وحينما تأملت بالمحكوم والمحبوس والكاذب الفاسد الغشاش آكل الحرام النشط في المجتمع ،وجدت أن الجميع يتعفف ويتبرأ من جرائمه.

عرفت أعظم مما عرفه أصحاب العدالة ،ذلك أن الجسد المتحرك بلحمه وعظمه وحتى بمخه ، يختلف عن النفس ، ولذلك يرفض الشخص المبتلى بالخطأ أن يعترف بخطئه ، وحتى بينه وبين نفسه يرفض الاعتراف .فتجده مريضا متوترا قلقا كارها لأفعاله وأن حالة الشيزوفرينيا الفارقة في جسده قد توغلت فيه .

وجدت أن الحق الناصع بالبراءة هو فطرة النفس ، والنفس بفطرتها مغسولة في التكوين من رفث الخطأ .وأن التمنيات الأصيلة في النفس تجبرها على العودة لأصلها والتشبث به ألا وهو النزاهة .

وأن الحقيقة المدركة ،أن النفس هي ال ( Soft Wear ) المبرمج على حدود الله في الجسد وهي مبرمجة على نورانية وخطوط محفورة في مسافات العقل المرتبط بالمضغة لتشغيل آلة متقنة التكوين .

وأن هكذا هو المنشا والأساس ، فتأبى النفس الأمارة بجميل الفعل ما يرتكبه الجسد ، وترفض ما يقال عنها أن النفس أمارة بالسوء .

فالنفس ناصعة نظيفة في الأصل دقيقة الطريق لا اعوجاج أوامرها .

وهنا ترفض النفس ما ترتكبه الآلة التي تحتضنها ، وتأبى النفس فوضى الآلة ، فتحاول ضبط الآلة واستعادتها لحدودها القويمة . لكن الإنسان الخاضع لحركة المعيشة لا يقرأ شيفرات البرنامج الأصلي في الجهاز.

وحينما يتبرأ من كوارث أفعاله فإنما يكون قد نطق بلغة فطرة النفس .

فما أعظم مصطلح ( النفس ) لو استدركت الآلة المتقنة الدقيقة عظمة برنامجها الراكب مجانا لقيادتها .

الجسد بلسانه يتظلم ويتشكى ويتبرأ من أفعاله المشينة ، ويحاول إرضاء واسترضاء برنامجه ، فالخيوط لما تزل موثقة مربوطة بين البرنامج النوراني والآلة ، وأجزم أن كل جسد خطاء مجرم يتعهد لبرنامجه المحرك بأنه لن يكرر شائنة الفعل والجرم والقولى.فيجهد بالقول لإسماع نفسه بأنه نزيه بريء .محاولا التمسك بمكنون النفس وسيعود لأوامر الجمال والخير ويحاول اختصار طريق الفحش والتوبة . فتستقر النفس وتستمر بالاستبشار ، وتجدها لا تكف عن ضخ شعلة النور بين السطور ، لكن الجسد يطغى ويهمل قراءة أغلب الرسائل . وعند الصحوة يصرخ : أنا بريء ويقسم موجها مقلتيه لبرنامج آلته خجلا مسحوقا ليقرأ حزن النفس تبكيه : كل نفس بما كسبت رهينة . فقد ظلمتني يا صديقي ، وأنا بريئة من سوء قراءتك أمام الله فأنا علمتك صفحات برنامجي وكيفية التزامك بكنز آلتك ، فبقيت بلسانك ( الماوس ) تدعي البراءة وتخربش الخطوط كيفما اتفق مضيعا مخربا ظالما لآلات عرفت مسار برنامجها ، فاستضعفتها لإتقانها دراسة برنامجها وحرمتها عجلات آلاتها وأوقفتها مكلومة مجروحة ، وبقيت تنطنط بفوضاك ، وحينما استيقظ جسدك سامعا صوت العدالة مجلجلا فطنت لاعتدال ( النفس المفطورة على النظافة وتقنية إدارته ) ووضعت كفك على نقطة صدرك تناشدني وترجوني لتراني وتقرأني جيدا ، مع أني فتحت لك جميع صفحاتي وظلت تشع دون توقف وبكل طاقتها دون أن تنفذ ، وصرخت تسمعني ظالما ومظلوما أنك بريء .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :