-

اقتصاد

تاريخ النشر - 24-10-2021 09:38 AM     عدد المشاهدات 158    | عدد التعليقات 0

الهم الاقتصادي يتـصـدر أولـويات الحكومة

الهاشمية نيوز - أكد اقتصاديون أهمية الإسراع بتنفيذ الأولويات والبرامج والمشروعات التنموية التي أطلقتها الحكومة ضمن برنامج عمل أولوياتها، لتنعكس مباشرة على مستوى معيشة المواطنين، وتحقيق النمو الاقتصادي المتوازن. ، إن المسؤوليات التي تقع على عاتق الحكومة كبيرة ومتنوعة، وتتطلب عملاً وجهداً مضاعفا، مؤكدين ضرورة تنفيذها على أرض الواقع للوصول لمرحلة التعافي الاقتصادي، مع ضرورة تعزيز المساءلة والشفافية والانفتاح والتواصل مع المواطنين والقطاع الخاص. وطالبوا بتفعيل الشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص لتجاوز الصعوبات والتحديات التي تقف أمام نموه وازدهاره، واستعادة زخم الاستثمارات العربية والاجنبية، وإجراء مراجعة شاملة للإصلاحات القطاعية والهيكلية لمختلف القطاعات الاقتصادية.

وأشاروا الى ان البلاد بحاجة اليوم لإطلاق العنان لقدرات القطاع الخاص، وتركيز الجهود على القطاعات القادرة على النهضة الاقتصادية المرجوة، وتعزيز آليات الرقابة والتنفيذ والمتابعة، بشكل يضمن الوصول للإصلاح الاقتصادي المنشود.

ويهدف برنامج أولويّات عمل الحكومة الاقتصادي (2021 -2023)، الذي أطلق الشهر الماضي وخصص له 480 مليون دينار، إلى وضع الاقتصاد الوطني على مسار التعافي بعد التباطؤ الذي حدث جراء جائحة كورونا وانعكاساتها.

ويرتكز البرنامج على محاور رئيسية تشمل تحسين بيئة الأعمال والاستثمار وتعزيز المنافسة والتشغيل ودعم القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية، وهي: السياحة وتكنولوجيا المعلومات والزراعة والصناعة.

وقال رئيس غرفة صناعة الاردن المهندس فتحي الجغبير إن رئيس الوزراء بشر الخصاونة اكد خلال مقابلته مع التلفزيون الاردني أن الأردن قادر على الوقوف بوجه الأزمات المتعددة بالرغم من الموارد القليلة التي يمتلكها مقارنة مع الدول المحيطة، مبينا ان استقطاب الاستثمار الأجنبي ضروري للتشغيل وزيادة حجم الاقتصاد، وتنمية القدرات التصديرية للخدمات والسلع، من خلال دعم الصناعات.

واشار الى ان الحكومة وضعت العديد من الاولويات التي تستهدف تحسين بيئة الأعمال، ودعم القطاعات ذات الأولوية ما يتطلب تعزيز مبدأ المتابعة والتقييم، وبشكل يضمن الاعلان عن مؤشرات أداء ورصد معلنة للجميع وتؤسس لمبدأ الثواب والعقاب.

وطالب الجغبير بان يكون على سلم أولويات المرحلة المقبلة، القدرة للتحول الفعلي نحو دولة الانتاج وبشراكة حقيقية وفاعلة بين القطاعين العام والخاص، وتطبيق خطة الاولويات جنباً الى جنب، لا سيما وأن لإطلاق قدرات القطاع الانتاجي تبعات ايجابية على الاقتصاد الوطني، مشيرا الى ضرورة ان تعمل الحكومة على اعادة النظر بقضية التعاطي مع ملف دعم وترويج الصادرات لضمان استغلال الفرص المتاحة للصادرات وبشكل ينعكس على تنوعها الجغرافي والسلعي وتعزيز تواجد المنتجات الأردنية بالأسواق العالمية.

بدوره، دعا نائب رئيس الوزراء الأسبق للشؤون الاقتصادية الدكتور جواد العناني، إلى البحث بالأسباب التي تعيق الاستثمار، وحلحلة كل العراقيل أمام جذب الاستثمارات، مؤكدا أن تمكين القطاع الخاص يتطلب تحويله لشريك كامل للقطاع العام، بالمشروعات وصناعة القرار، وجذبه لزيادة استثماراته الداخلية.

وأكد ان العلاقات الأردنية العربية، تعزز تنفيذ مشروعات كبيرة مثل سكك الحديد والربط الكهربائي وغيرها، بما يفتح مجالات عمل كبرى بالمملكة. وبين أن زيادة الفرص الاستثمارية بالقطاع الخاص، سيخفض نسب البطالة، مع تنظيم سوق العمل من حيث العرض والطلب،

من جانبه، أكد وزير المالية السابق الدكتور عز الدين كناكرية، ضرورة مواصلة اعتماد الإجراءات الهادفة إلى تخفيض التكاليف على القطاعات الاقتصادية، بما فيها قطاع الصناعة والصادرات، من خلال تخصيص الحكومة لأراض تملكها وتأجيرها للمستثمرين بأسعار رمزية لإقامة مشروعات من شأنها أن تخفض من فاتورة الاستيراد أو تزيد من الصادرات الوطنية وباشتراط اعتماد آلية لتشغيل الأردنيين. وأضاف أن الخطة الحكومية للأولويات الوطنية، هي المرحلة الأولى بتنفيذ هذه الأولويات، ولابد من إضافة برامج ومشروعات عديدة أخرى لهذه الخطة، لتنعكس على تحسين المؤشرات الاقتصادية جوهرياً.

وأضاف أن «زيادة التشغيل، يجب أن تكون أولى أولويات الحكومة لتخفيض معدلات البطالة، في خطتها للأولويات الوطنية»، مؤكدا أن الجهود الملكية مع مختلف الدول، أثمرت بإزالة العقبات التي كانت تعترض إقامة المشروعات والتبادل التجاري المطلوب مع بعض الدول المجاورة مثل سوريا، وتزويد الطاقة الكهربائية لبعض الدول ومنها لبنان، وتعزيز التعاون مع العراق والدول الأخرى. واوضح ان هذه الخطوات الملكية السامية يجب ان يتبعها خطوات وبرامج تنفيذية زمنية سواء من القطاع العام او الخاص لاستثمارها بالنحو الأمثل، لتعزيز النمو الاقتصادي بالمملكة.

وأشار إلى أن الاعتماد على المخصصات الرأسمالية التي ترصد سنوياً بالموازنة العامة لإقامة المشروعات الرأسمالية، غير كاف لتحسين الوضع الاقتصادي وتخفيض معدل البطالة، مؤكداً أهمية إطلاق فرص ومشروعات استثمارية عديدة ومتنوعة في قطاعات مختلفة، على أسس الشراكة مع القطاع الخاص، دون الحاجة لتمويلها بالكامل من الموازنة.

ودعا إلى التركيز على ضبط النفقات الجارية الحكومية وتخفيضها، حتى يقتصر الاقتراض الحكومي على تمويل النفقات الرأسمالية وليس الجارية، لما له من آثار سلبية تتمثل بزيادة الحاجة لمخصصات إضافية لتسديد فوائد القروض، التي تحد من قدرة الحكومة على تحديد مخصصات كافية ذات أولوية.

بدوره، أكد وزير المالية الأسبق الدكتور محمد أبو حمور، أن مجموعة من الملفات الاقتصادية التي تناولها رئيس الوزراء في مقابلته، تشكل جانباً مهماً من الهم الاقتصادي والظروف غير السهلة التي تعاني منها القطاعات الاقتصادية والمواطنون بشكل عام.

وبين أن هناك الكثير من الإجراءات والقرارات التي يمكن للحكومة أن تتخذها دون أن تتحمل كلفا مالية، قاصدا بذلك ما يتعلق بالإصلاح الاداري وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطن وبما يؤدي لتحسين مستوى حياته ويشجعه على المساهمة الفاعلة بإعلاء شأن الوطن ومقدراته. ونوه إلى متابعة تنفيذ ما بدأه جلالة الملك من فتح الباب أمام التعاون مع دول الجوار حيث لا بد أن يحظى بالأولوية والمتابعة الحثيثة، مشيرا إلى أن النجاح بتحقيق البرامج الحكومية يتطلب مؤشرات لقياس الاداء لكل وزارة ومؤسسة وإدارة حكومية وربط تلك البرامج بالتنفيذ على أرض الواقع وبما يلمسه المواطن بصورة واضحة وضمن إطار حكومة ومساءلة ومتابعة محددة ودقيقه وبالتزامن مع سرعة الانجاز.

من جهته، دعا وزير التخطيط والتعاون الدولي الأسبق الدكتور تيسير الصمادي، إلى مراجعة شاملة للإصلاحات القطاعية والهيكلية السابقة بمختلف القطاعات الاقتصادية، بنحو مترابط ومتكامل لتعظيم الاستفادة من الإصلاحات، وتجاوز نقاط الضعف والقصور التي شابت بعضها في وقت سابق، بما يعود بالنفع على الأداء الاقتصادي والأسعار وارتباطها بالتكاليف والأرباح المعقولة التي يمكن القبول بها. وأكد أهمية مراجعة الحكومة لأولوياتها الاقتصادية، لدورها بإعادة توزيع الدخل بين مختلف فئات المجتمع، مشيراً إلى أن ذلك يحتاج لوقت حتى يتم تقييم تنفيذ هذه الأولويات.

الى ذلك، قال المدير العام لجمعية البنوك سابقا الدكتور عدلي قندح، رئيس الوزراء طرح عددا من المشروعات التنموية والاقتصادية والاستثمارية المشتركة ما بين الأردن والعراق ومصر ولبنان وسوريا، وإعادة تأكيده برنامج أولويات عمل الحكومة الاقتصادي، واطلاق مشروعات كبيرة بالشراكة مع القطاع الخاص كـمشروع تحلية ونقل المياه «الناقل الوطني»، جميعها مشروعات ايجابية وتحتاج لتفعيل الشراكة الفعلية مع القطاع الخاص لننتقل من مرحلة الإطلاق الى مرحلة العمل على أرض الواقع.

وأشار الدكتور قندح إلى أن الأوضاع الاقتصادية لا تحتمل التأخير ولاسيما بظل عدم وجود حيز مالي لدى خزينة الحكومة تمكنها من تنفيذ هذه المشروعات وفي ظل حاجة الدولة لمثل هذه المشروعات التنموية التي تحرك الاقتصاد وتوفر فرص العمل. وبين أن المشروعات المطروحة في برنامج الحكومة جيدة، ولكن الاقتصاد الأردني بحاجة ماسة لإطلاق خطة اقتصادية استراتيجية شاملة للنهوض بالاقتصاد الوطني تتضمن عددا أكبر من المشروعات التنموية في مختلف القطاعات والمحافظات وفقا للميزة التنافسية لكل محافظة بعضها ينفذها القطاع الخاص وأخرى وفقاً لمعادلة الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وأوضح أن هذه الخطة هي المخرج الحقيقي لتنشيط الاقتصاد واستعادة معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة والبناء على ما تحقق في الربع الثاني من هذا العام، الذي تحققت فيه معدلات نمو ايجابية مرتفعة نسبيًا، ما يعطي انطباعًا حقيقيًا بان الاقتصاد الاردني بدأ بالخروج من تداعيات الازمة التي سببتها جائحة كورونا، مضيفا ان معدلات البطالة انخفضت ولو بشكل بسيط وهذا مؤشر أولي على بدء تعافي الاقتصاد والأسواق.

وأكد الدكتور قندح أهمية استعادة زخم الاستثمارات العربية والاجنبية، مبينا أن هناك حاجة ماسة لتواصل الحكومة ووزاراتها ومؤسساتها المختلفة تعاونها مع القطاع الخاص بمختلف مكوناته، وخصوصا رجال الاعمال والمستثمرين للبدء بطرح وارساء العطاءات وتنفيذ المشروعات. ولفت إلى وجود وزارة استثمار حاليًا حيث لا بد من العمل على تسريع استكمال اجراءات انشائها على ارض الواقع لتمكينها من القيام بالواجبات المترتبة عليها لتحفيز الاستثمارات المحلية واستقطاب الاستثمارات العربية والأجنبية. اما فيما يتعلق بمشروعات الطاقة، أشار الدكتور قندح إلى ضرورة الاستفادة من المشروعات البيئية مثل الطاقة المتجددة التي ستعمل على زيادة الاعتماد على الذات، آملا أن تنعكس بالإيجاب على فاتورة المملكة للطاقة، وتلك التي يدفعها المواطن. (بترا)وعد ربابعه وعائشة عناني






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :