-

كتابنا

تاريخ النشر - 19-10-2021 10:51 AM     عدد المشاهدات 235    | عدد التعليقات 0

عبقرية الهادي محمد صلى الله عليه وسلم

الهاشمية نيوز - فدوى بهجت خصاونة
ميلاد الرسول هو الحدث الأبرز الذي سيغير من طقوس قوم وعاداتهم، وسيغير من أفكارهم ومعتقداتهم الراسخة؛ إن تغيير الأفكار ليس بالأمر السهل.
فكيف يتسنى لشخص واحد فقير يتيم أمي أن يغير نهج أمة بمن فيها عشيرته وأهله الأقربون؟
بميلاد الرسول الكريم سيد الخلق أجمعين أضاءت الدنيا وأشرقت الأرض، حل الربيع وتفتح الزهر، وأخذت الأرض والسماء زخرفها؛ فولدت خير أمة أخرجت للناس، وهنا لا بد من التأكيد أن وصف الأرض والسماء ليس على سبيل المجاز، ولكنه على سبيل الحقيقة الدامغة، وهذا كله نوع من الإعداد الرباني لتغيير معتقدات ومورثات لو بقيت قائمة لحدث خلل في الحياة بكافة مناحيها.
جاء الرسول على قوم إذا بشر أحدهم بالأنثى يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب، قوم إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإذا سرق القوي تركوه، قوم تحكمه النعرات والنزعات القبلية؛ وفوق هذا وذاك قوم طال بحثهم عن إله ليعبدوه حتى استقروا على عبادة الأصنام.
لقد تهيأ الرسول ليقف بمواجهة مجتمع يغرق في تفاصيل الجاهلية؛ سلاحه الكلمة وجيشه الأخلاق التي تأصلت في نفسه ومنذ نشأته.
جاء الرسول الكريم على قوم يستعبدون الناس، يفرقون بين الأبيض والأسود، بين الفقير والغني، بين الحاكم والمحكوم بين الذكر والأنثى؛ انه مجتمع بمعادلة صعبة وليس بمقدور أي شخص أن يحل أي طرف من أطراف المعادلة إلا أن يكون ساحر كما وصفه قومه؛ فقد كانت الكلمة جسر بين الرسول وقومه هي سر من أسرار انتشار الإسلام وعظمة الإسلام، فليس ثمة عمل خارق قام به الرسول و شاهده الناس حتى تساءل قومه: «مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق «.
فقد سحر الناس بالكلمة الحسنة بأمر إلهي «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة».
تعرض النبي لحملات تشهير فقالوا عنه: ساحر، مجنون، كاهن، شاعر، حتى وصل الخبر إلى مسامع القرى المجاورة أن في مكة ساحر كبير، وكل هذا لم يثنه ولم يحد من عزيمته ليواصل دعوته إلى الله.
لقد تهيأ الرسول ليقف بمواجهة مجتمع يغرق في تفاصيل الجاهلية، سلاحه الكلمة وجيشه الأخلاق التي تأصلت في نفسه ومنذ نشأته
فقد نشأ النبي صلى الله عليه وسلم يتيما عاش في كفالة جده عبد المطلب الذي كان يتوسم فيه الخير كان يدافع عنه ويوصي عليه كان يعطيه أفضل الطعام وأفضل اللباس، كان العين الساهرة التي تراقبه وترعاه.
يموت جد الرسول وهو يوصي ولده أبا طالب على رعاية النبي والدفاع عنه، ولا زالت السيرة تتحدث عن علاقات القربى ودور الجد والعم بالاحتواء «يقولون العم والد» فكان أبو طالب كثير الأولاد قليل المال و كل ذلك لم يكن سببا في أن يتخلى عن مسؤوليته وواجبه تجاه ابن أخيه فضمه إلى عائلته وأواه في بيته كان يمنع أولاده من الاقتراب إلى الطعام إلا أن يحضر ابن أخيه، يلازمه في حله وترحاله، وحلت البركة حيثما حل الرسول.
نشأة الرسول في بيت جده وعمه أكسبته قوة وصلابة فاعتمد على نفسه، وكان معينا لهما فعمل بالرعي والتجارة، ليكون مؤهلا لتحمل المسؤوليات العظيمة إنه إعداد الله تعالى للنبي ليكون على قدر المهمة.
وبقي أن نقف وقفة قصيرة مع خلوة النبي التي كانت واحدة من سلوكيات النبوة؛ فلا بد للإنسان أن يختلي بنفسه مع الله يتحاور مع نفسه، يتساءل عن سر الكون العظيم.
لا بد وأن يتفكر في كل ما يحيطه ليكون عقله ناضجا، يتعرف إلى الظواهر الكونية يستشعر عظمة الخالق تتوسع مداركه لما هو أبعد من مكانه فيصعد السماء ويغوص في لب الأرض، وبعد ذلك يبذل روحه لأجل العقيدة و إعلاء كلمة الله «أفلا يتفكرون».






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :