تاريخ النشر - 11-10-2021 09:49 AM عدد المشاهدات 274 | عدد التعليقات 0
تلميذ متألم بين يدي معلم
الهاشمية نيوز -
عائشة الخواجا الرازم
هل وصلنا لمرحلة جفاف الود بين المعلم والتلميذ الصغير ؟
إن المتابع لحالات عنف المعلم والمعلمة ضد التلميذ ، يكتشف أن معظمها ضد التلاميذ الصغار وفي المرحلة الأساسية .
ويكتشف أن سلوكا ناشفا فادحا ينغرس في سيكولوجية الطفل ، فالطفل المستجد على مواجهة شخص اسمه المعلم يبدأ
باكتشاف حياة طارئة يقوده فيها بأطول ساعات النهار أناس يحتسبهم الصغير غرباء من أول تلويحة بالمطرقة ، وأول عبارة صف بالطابور يا حيوان .
مع أنه لم يحسبهم غرباء في البداية نتيجة سعادته وتهليله الطفولي لفرحة المدرسة والزي والمصروف والأصدقاء والمشروع المبهر خارج البيت .
فيفاجأ بشخوص يتسلحون بالعصي والصراخ والأوامر سلفا في أول سويعات الطابور المخيف .
فيبدأ الطفل يخزن في صدره ملامح قاسية تصدر من أناس يفترض بمظلتهم العلمية والثقافية والمهنية أن يتمتعوا بنفس عطف وحنان الأهل إن لم يكن أكثر ، أو على الأقل صوريا لاستقطاب انتماء الطفل لهذا الشيء المسمى مؤسسة تربوية .
وحتى لو لم يكن لدى المعلم مزاج . أو أنه لا يتمتع بالرأفة تجاه الفلذات الطرية الضعيفة التي لا يعتبرها شبيهة بأطفاله ، أو شبيهة له حينما دخل المدرسة فتعلم نفس الشدة وحملها في عطائه ، حتى لو لم يتمتع بذلك ، فإن عملية التمثيل المسرحي الأنيق الهندام والكلام تضحي مألوفة في سلوكه مع الأيام ، ثم يكسب نفسه ويكسب الطفل وتعم بهرجة المكاسب لتصبح تعزيزا مباشرا لسيكولوحية المستجد على الغرباء ، فيتقرب البريء للغريب ويتبسم له ويصدقه ، ثم ينمو لديه الإحساس بثراء المودة وينتعش الطرفان .
لو بذل المعلم إيجابية العطف تجاه التلميذ بنفس الجهد والطاقة التي يرسل من خلالها طاقته السالبة ، لأنشأ جيلا يتوالد عنه جيل ، بنفث إيجابية الاحتمال والتعزيز الإيجابي .
أنا أعتقد أن شخصا بالغا عاقلا مدربا مؤهلا ، ويدعى معلما أو أستاذا ( ذكر وأنثى ) ويعتمد الأسلوب التربوي القاسي السالب ويهجر الموجب في الكلمة والتعامل مع الطفل ، ويصطاد ويلتقط الصبر والكلمة الطيبة الموزونة مع الطالب الكبير خوفا واتقاء ، ويصرح بأنه وبحجة تربية الطفل وتعليمه فهو ينهج قسوة الكشرة والكلمة وخبطة المطرقة ليشد من عضده ، فأنا أرى أنه لا يشد أبدا من عضده ، بل يفت من نفسيته ويكسر زجاج الروح فيه دون أن يدرك ححم الأثر الجارح المتروك في حياته، ويبقى يتذكر حتى لو كبر وأصبح بروفيسور بأنه تلميذ متألم بين يدي معلم .