-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 07-10-2021 10:30 AM     عدد المشاهدات 293    | عدد التعليقات 0

الخسارات العائلية الناجمة عن (كورونا) .. كيف نتعايش معها؟

الهاشمية نيوز - حتى الآن، توفي 4.55 مليون شخص حول العالم بسبب فيروس كورونا، لكن الخسارة أكثر من مجرد حصيلة أو إحصائية؛ إنها صخرة كبيرة ألقيت في المحيط وتأثيراتها لا حصر لها، في العام ونصف العام الماضيين عانى الكثير منا من خسارة: أحد الأحباء، أو علاقة، أو وظيفة، أو أسلوب الحياة، أو ربما حتى الشعور بوجود هدف في الحياة، وعلى الرغم من أننا نعاني بشكل جماعي، إلا أننا لا نحزن بشكل جماعي، فقبل الجائحة كان بإمكاننا أن نختار تخفيف حزننا بعدد لا يحصى من مشاغل الحياة: العمل أو الأصدقاء أو الالتزامات اليومية، كان لدينا مجتمع من التواصل الإنساني للتجمع معه وحوله، الآن نحن بعيدون وحذرون ونقلق على صحتنا خوفاً من فيروس مميت، فكيف لنا في هذه اللحظة من التاريخ أن نستغل بعمق كل جوانب الحياة غير المستغلة بسبب الجائحة وننجح في ذلك؟ فقد فرض تفشي الوباء على الناس حول العالم المكوث في منازلهم، وأُغلقت الحدود، واهتزت اقتصادات تحت وطأة انتشار العدوى بالفيروس، وقد يصعب على المرء أن يرى كل هذه الأحداث تتكشف أمامه دون أن يتملكه الحزن وتنال منه الكآبة.
خلال العام المقبل، ستسلط الصحة العالمية الضوء على قصص أولئك الذين تعلموا كيفية تحمل حزنهم وتحويل خسائرهم إلى مكاسب، ستوفر أيضًا أحدث الخبرات والأدوات المتاحة للمساعدة في جعل الأمر أكثر احتمالًا، قد يكون الحزن ضيفًا غير مرحب به، ولكن إذا تعلمنا كيفية إفساح المجال له، فربما يمكننا أيضًا العثور على طريقة جديدة للتعايش معه، ولا بد من إدراك بأن هناك حياة ستستمر بعد الصدمة، لذلك عندما يؤرقك موضوع ما ويثير مخاوفك، سواء كان تفشي فيروس كورونا المستجد أو تغير المناخ أو غير ذلك، فقد تجد نفسك رغما عنك تطالع أخباره وتتابع تطوره طوال الوقت، لكن دراسة أشارت إلى أن استرجاع الحدث المسبب للضغط النفسي مرارا وتكرار يرتبط بارتفاع ضغط الدم وتدني الحالة المزاجية، وقد يساهم تشيت الانتباه والتوقف عن التفكير في مسببات التوتر في تخفيض الضغط وإعادته إلى مستوياته الطبيعة.
ولنفس هذه الأسباب، بينما قد تساعد ممارسة التأمل والاستغراق الذهني الكثيرين في التغلب على الضغوط النفسية، فإنها قد تزيد القلق والتوتر عند آخرين، وقد يتخذ البعض من التأمل فرصة لاجترار الأفكار السلبية، وربما يجدون صعوبة في التوقف عن التفكير في الأحداث المسببة للقلق والضغط النفسي عندما يحاولون تصفية أذهانهم، وقد يكون من الأفضل لهؤلاء تشتيت انتباههم بأشياء ملحة أو ضرورية.
يلعب السياق الذي نضع فيه الحدث دورا مهما في تشكيل انفعالاتنا، وضرب الكاتب البريطاني ديرين براون في كتابه «السعادة» مثلا بلاعب التنس الذي يتجه للمباراة وهو مصّرٌ على الفوز، ويقول براون إن اللاعب إذا انشغل بهدف الفوز فقط، ستستولى عليه مشاعر الإحباط والفشل بمجرد ما يخسر نقاطا في المباراة.
ولهذا السبب تنتاب البعض، ولا سيما الباحثون عن المثالية، مشاعر التقصير والغضب والخزي، عندما يشعرون أنهم لا يحققون النجاح المنشود، وربما يستسلمون للإحباط.
في حين أن اللاعب الذي يكون هدفه من بداية المباراة أن يقدم أفضل ما عنده، لن يشعر بألم الخسارة، ما دام قد بذل قصارى جهده في اللعب، فبوادر الخسارة في الحالتين فسرها اللاعبان بطريقة مختلفة وفقا لتوقعاتهما في بداية المباراة.
وعند تطبيق ذلك في حياتنا اليومية، قد يكون من الأفضل أن نذكّر أنفسنا في كل لحظة أو يوم في الفترات العصيبة بأن نفعل كل ما بوسعنا للخروج من الأزمة أو الوقاية من المرض، مثل الحفاظ على النظافة العامة وترك مسافة مناسبة بيننا وبين الآخرين، بدلا من التركيز على هدف واحد خارج عن سيطرتنا، كأن يقول المرء لنفسه «أنا لن أصاب بالمرض ولا يمكن أن أصاب به».
وذلك لأن الأحداث المسببة للضغوط النفسية غالبا ما تكون خارجة عن سيطرتنا، وقد نصاب بالقلق وتنتابنا المخاوف عندما نحاول السيطرة على أمور من المستحيل السيطرة عليها، لكن التركيز على الأهداف المعقولة التي تدخل ضمن نطاق سيطرتنا سيقلل من القلق والتوتر.
ترجمات.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :