-

كتابنا

تاريخ النشر - 28-09-2021 09:48 AM     عدد المشاهدات 248    | عدد التعليقات 0

التربية الأسرية

الهاشمية نيوز -
الدكتورة رويده زهير العابد

تمثل الأسرة أول مؤسسة تربوية يترعرع الأفراد داخلها منذ نعومة أظفارهم؛ فتلك المؤسسة من السنن الكونية التي تحلى بأهمية عظمى للفرد والمجتمع المحيط بها والبشرية عامة. فصلاح واستقرار الأسرة يحقق للفرد الطمأنينة والأمن وتوفير الحاجات البيولوجية بشكل عام، أما عن أهمية التربية الأسرية السليمة بالنسبة للمجتمع فبها يعم الأمن والسلام وتقل الجرائم والفساد ويتحقق التكافل الاجتماعي ورقي ورفاهية المجتمع والعالم أجمع.

وفي الواقع لا تكاد تخلو الأسرة من وجود مشاكل تعرقل أدائها بشكل سليم للوظائف المناطة بها؛ واستعراضاً كأمثلة لبعض المشاكل الأسرية ما يلي: الخلافات الأسرية بين الزوجين والطلاق العاطفي المؤدي حتماً للطلاق الواقعي بلا شك، وعقوق الأبناء، والسلطة الأبوية المؤذية للصحة النفسية للأبناء والعزلة الاجتماعية.

والآن وبعد التعرف على النتائج والآثار السلبية للمشاكل الأسرية يستدعي الأمر الوقوف على حيثيات المشاكل الأسرية وعلاجها. وهنا بكل تأكيد يتبادر لأذهاننا إننا نحتاج للتربية الأسرية. فما هي التربية الأسرية؟ ولكن مجدداً لا زال يطرح في أذهاننا سؤال واستفسار على عاتق من تقع مسؤولية الإصلاح الأسري ومعالجة المشاكل الأسرية؟ طبعاً وبكل تأكيد إيجاد أسرة سوية متزنة تمثل واجب تشاركي يقع على عاتق المسؤولين التربويين في جميع الوسائط التربوية في المجتمعات كافة.

يستدعي ويتوجب على الأخصائيين في علم الاجتماع والتربويين دراسة تلك المشاكل بواقع ميداني للوصول للحلول الفعالة من خلال دراسة الفجوة بين الواقع والمأمول للدور التربوي للأسرة وبنائهم لأدلة يسترشد بها لعلاج المشكلات الأسرية.واللجوء إلى الوقاية من خلال تثقيف الأُسر قبل وبعد الزواج في المجتمع بأهمية وقيمة الأسرة وبيان كيفية اختيار الشريك المناسب قبل الزواج وكيفية التعامل مع الخلافات الزوجية فيما بعد الزواج وبيان حقوق وواجبات كل فرد من أفراد الأسرة، وتعليمهم كيفية تربية الأبناء فكما نعلم «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، ويتم ذلك من خلال عقد دورات تدريبية تكون بشكل رسمي وإلزامي قبل الإقدام على عقد الزواج. أيضا لا بد من تفعيل وسائل الإعلام لبث برامج مقننة تبرز الأسرة القيمية وتقدم أنموذج للأدوار الاجتماعية المطلوبة من كل فرد سواء الزوج أو الزوجة أو الأبناء. ولا بد من تفعيل دور دور العبادة بتقديم الخطب والدروس الدينية التي تحث على إيجاد التربية الأسرية السوية. أيضا لا ننكر دور مؤسسات التربية والتعليم بفاعليتها وتعزيزها لتحقيق التربية الأسرية من خلال تعزيز المناهج بمقررات دراسية حول التربية الأسرية. أما عن الوالدين فعليهما في تربية الأبناء تربية سوية من خلال بناء منظومة قيمية أخلاقية في ذواتهم ويتم ذلك من خلال ما يلي: أولا اللجوء إلى الدعاء لتحقيق صلاحهم وإسماعهم الأدعية ليتمثلوها بالمستقبل فمثلا الدعاء له أن يكون من الصالحين فمستقبلاً عندما يكبر أنت أعطيته وكونت الصورة الذهنية لذاته فيبدأ بالبحث عن صفات الإنسان الصالح ويقوم بسلوكيات تتمثل بالشخصية السوية الصالحة حتى في حال غياب الوالدين سواء لظروف السفر أو الوفاة أو غير ذلك من الأسباب. وأيضاً على الوالدين تعزيز السلوكيات الايجابية وإقرارها وان يكون الوالدين للأبناء قدوة بكل قول وفعل فالوالدين يمثلوا أنموذج للأبناء يتم الاقتداء به. وعلى الوالدين إشاعة جو وثقافة الحوار والنقاش لأثره العظيم في الحد من الخلافات الأسرية.




وسوم: #التربية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :