محن

الهاشمية نيوز -
كامل الشريف

الحنيفية هي الاتجاه الفطري للإيمان، وهذه الفطرة تظهر في المحن وساعات العسرة «فطرة الله التي فطر الناس عليها» قرآن كريم.

حين تخور القوة، وتزول المظاهر، ويصبح الإنسان وحيداً أمام الخطر يلتقي -حينذاك- مع فطرته.

إبراهيم النبي التقي مع الحنيفية أي مع إيمانه الفطري حين كان يغالب اللهب، ويونس النبي التقي معها في بطن الحوت، «قال سبحانك إني كنت من الظالمين».

الصحابي عكرمة بن أبي جهل ورث عن أبيه كراهية الإسلام، وقضى حياته يحارب النبي ودعوته.

حين هزم في مكة ركب البحر فراراً من المنتصر، وهبت العواصف فرأى الموت، ورأى معه فطرة الإيمان.

القرآن والنبي، والجيوش لم تقنعه بوجود الله، ولكن اقنعته الأمواج والرياح.

فرعون حين ذاب من حوله الجيش وغرق الحراس والفرسان، وعلاه زبد الموج قال آمنت!.

أمتنا تجتاز اليوم المحن وتحيط بها الويلات والنكبات.

لو جعلنا المحنة بداية الشوط للتعرف على الله، نكون قد أكرمنا الشهداء، وجعلنا تضحياتهم في قائمة الأرباح وليس في الخسائر.

امستردام، فبراير 1986