-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 19-04-2021 10:25 AM     عدد المشاهدات 272    | عدد التعليقات 0

للعام الثاني كورونا تغيب (اللمات العائلية) في رمضان

الهاشمية نيوز - بشكل عام تمتاز أيام الشهر الفضيل في أغلب البلدان العربية والاسلامية بسمات خاصة ربما لا تتوافر في غيره من بقية الاشهر من بينها زيادة الجانب الايماني والاقبال على أعمال الخير والبر والتقوى والحرص على أداء المناسك الدينية بالمساجد؛ فتجد بيوت الله ممتلئة بالمصلين وتتزين الشوارع والطرقات بالأهلة المضاءة، فيما فرحة الشوق لاستقبال شهر رمضان المبارك، لا تضاهيها فرحة بالنسبة للمسلمين عموما، لكن ظروف جائحة كورونا، ألقت بظلال ثقيلة، وحرمت شعوب العديد من دول العالم، بينها الأردن، من أغلب طقوس هذا الشهر الفضيل، لا سيما أداء صلاة التراويح في المساجد، و»اللمات العائلية» على مائدة الإفطار.

وباستمرار انتشار وباء كورونا لاكثر من عام ادى الى التأثير على كثير من العادات الاجتماعية بسبب ما فرضه من إجراءات وقائية منها منع التجمعات والتباعد الجسدي، وللعام الثاني على التوالي فقد اثرت الجائحة على « اللمات العائلية» التي كانت تجمع العائلة الكبيرة في رمضان.

تتجلى فيه

حول ذلك يقول الاختصاصي الاجتماعي مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان: شهر رمضان المبارك شهر خير وبركه، وهو شهر المودة والرحمة وشهر القرآن، وعمل الخير، وشهر تجاوز الخلافات والقرب من الله، وفي رمضان تزيد العلاقات الاجتماعية والاسرية قوة ومتانة، تنتشر صور عمل الخير التي تعمق من الالفة والمحبة بين أفراد المجتمع، وتتجلى فيه صور التكافل الاجتماعي والتواد والتراحم، ويفرح بهذا الشهر الجميع الغني والفقير، الكبير والصغير، فهو شهر الفرح، فرح القلوب بالقرب من الله، والفخر والاعتزاز بالانتساب لهذا الدين العظيم.

ويقول سرحان بالرغم من أن المسلمين يمتنعون عن الطعام والشراب وغيرها من المفطرات في هذا الشهر الا انهم ينتظرونه بشوق ويحتفلون بقدومه، حيث تزدان المنازل والأحياء والشوارع ابتهاجا برمضان، ويتبادل الناس التهاني بقدومه، ويعقدون العزم على إغتنام أيامه ولياليه في الإكثار من الطاعات وعمل الخير.

ويضيف سرحان: وقد دأبت الأسر في الظروف العادية على الاجتماع على ولائم الافطار حيث يعد رمضان موسما لاجتماع الأسرة الصغيرة نظرا لتوقف العمل وقت الأفطار، إضافة إلى اجتماعها على السحور، مما يجعل من شهر رمضان شهرا يجمع افراد الاسرة في اوقات منتظمة لمدة شهر، كما اعتادت الأسر أن تستثمر هذا الشهر الفضيل في الاجتماع على مؤدبة الافطار عند الوالدين خصوصا في اليوم الأول من رمضان حيث يجتمع الاخوة والاخوات في بيت العائلة، أو في بيت الاخ الأكبر، وتنتقل هذه اللقاءات تباعا الى بيوت جميع الاخوة.

ويقول: واعتادت كثير من الأسر على اجتماع العائلة الكبيرة (الاسرة الممتدة) على مؤدبة إفطار واحدة او اكثر خلال شهر رمضان. ومثل هذه الافطارات تجمع الاجداد والجدات والابناء والبنات والاحفات والاعمام والاخوال والانسباء في بيت الكبير او في قاعة واحدة.

ويؤكد سرحان أن الكبار والصغار يفرحون « بلمة العائلة « ويذكرونها طوال العام. ويحرص الجميع على ان تكون «لمة العائلة» التي يستضيفها متميزة عن اللقاء السابق، من حيث طبيعة الطعام والحلويات، إذ تستعد الاسرة المستضيفة لهذه الاستضافه قبل أيام من موعدها، ويتبع هذه «اللمة» الذهاب لأداء صلاة التراويح في المسجد او جماعة في المنزل حيث يشارك فيها الرجال والنساء والأطفال. مما يضفي جوا من البهجة والروحانية على هذه اللقاءات وقد تستمر جلسة العائلة الى ساعات.

ونوه سرحان؛ جائحة كورونا التي اجتاحت العالم منذ اكثر من عام أثرت على جميع القطاعات الصحية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والنفسية وغيرها. حيث اتخذت الدول إجراءات وقائية للحد من إنتشار هذا الوباء والتقليل من اعداد الوفيات والإصابات. والتي أكدت على ضرورة التباعد الجسدي وإرتداء الكمامات واستخدام المعقمات والنظافة الشخصية، وقد أثرت هذه الإجراءات على العادات الاجتماعية كما كان لها اثرها الكبير على طبيعة العبادات والعادات في شهر رمضان المبارك الماضي.

ويقول: ومع استمرار انتشار الوباء بعد عام من بدء انتشاره وعدم عودة الحياة الى طبيعتها، واستمرار تاثر الناس لممارسة عباداتهم في شهر رمضان المبارك كما اعتادوا، خصوصا الاجتماع في صلاة التراويح في المساجد، واجتماع اهل المسجد على الافطار في المسجد لأيام، مما يساهم في تقوية العلاقات ويزيد المحبة والألفة بين المصلين.

اقامة الولائم

ويوضح سرحان: كان لاستمرار انتشار الوباء ومنع التجمعات وفرض حظر للتجول يبدأ الساعة السابعة مساء أثره على عدم تمكن الأسر وللعام الثاني من اقامة الولائم الرمضانية التي تجتمع فيها الاسرة الممتدة، مما يشعر الجميع بانهم يفتقدون عادة جميلة وفرصة كبيرة «للمة الاسرة» كانوا ينتظرونها منذ أشهر. والجميع يتذكر لقاءات الاسرة الكبيرة في أعوام سابقة حيث تبقى تفاصيلها محفوظة في ذاكرة الكبار والصغار، خصوصا أن هذه اللقاءات مرتبطة بالعبادة وبشهر الخير. ويقول سرحان: مع استمرار انتشار الوباء فإن الجميع مدعوون الى الحرص على الأخذ بالأسباب التي تساهم في الحد من انتشاره وحماية أنفسهم وأسرهم و المجتمع عموما. وهي مسؤولية كبيرة بحاجة الى تعاون الجميع، حتى لا نكون سببا في إيذاء أنفسنا او غيرنا، فالاصابة بالوباء والمرض سيؤثر على قدرة الشخص أو الاسرة على القيام بواجباتهم الدينية والإجتماعية. ويشرح سرحان: بعض الأسر التي تسكن في عمارة واحدة قد تقوم باقامة افطاراتها الأسرية واجتماع افرادها في مكان واحد باعتبار انهم لا يحتاجون للتنقل من مكان لاخر، وهو يتطلب منهم الحرص تجنبا لنقل أحدهم الوباء للاخرين لا قدر الله. مما يستوجب الأخذ بإجراءات الوقاية والتقليل من التجمعات، وأن كانت الاسرة الممتدة تجد في هذه اللقاءات مناسبة للتواصل الشخصي وتبادل الأحاديث.

ويؤكد سرحان على أهمية الدعاء قائلا: في هذا الشهر المبارك إضافة الى الالتزام بالاجراءات الوقائية فإن علينا ان لا نغفل أهمية الدعاء واللجوء إلى الله ان يرفع عنا وعن المسلمين والعالم هذا الوباء وان نغتنم أيام هذا الشهر ولياليه بالاقبال على الله.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :