مجللة أم عواد

الهاشمية نيوز -
اسماء سليمان الطويسي

مرت على ذاكرتي اليوم قصة تعود للايام الخوالي حيث طفولتي! لم ارَ بدا من مشاركتكم اياها لما فيها طرافة و دهاء نسوة الجيل القديم، حيث كانت امي و جاراتها من نسوة (الحارة) يجتمعون بشكل دائم لشرب الشاي و الافطار و تبادل الاحاديث، و كانت متعتني و انا الطفلة انذاك هو استراق السمع و محاولة فهم من يدور من حديث لما فيه من التشويق في السرد سيما و انه تعتبر من (المحرمات) الجلوس بينهن و سمع احاديثهن.

فكنت دائما ادخل بين لحظة و اخرى بالشاي و القهوة و احيانا الافطار لاطيل من جلستي معهن قليلا علٌي التقط بعض (السوالف) على حد تعبيرهن.

و في ذات صباح كان الحديث وقتها عن وجبة الغداء بحيث طرحت كل واحدة فيهم ماذا تريد أن تطبخ لعائلتها في ذلك اليوم، علما ان الوصفات جميعها معروفة و متشابهة لي فقد كان الطعام التراثي (مسيطر ) في ذلك الوقت ما يعني ان جمعيهن كان لديهم نفس القائمة، كان الامر طبيعيا الا ان نطقت (ام عواد) قائلة : «ابو عواد مشتهي المجللة والله اليوم « و هي اكلة تراثية عبارة عن خبز و لبن و سمن بلدي ( شهية فعلا!)، ثم تابعت قائلة :» بس انا والله قلت لأبو عواد بدنا لبن جميد خلص الجميد والسمن البلدي كمان خلص»! هنا قاطعتها ام محمد احدى النساء في الجلسة لتقول :» الله يسامحك خير الله واجد خليني احط له جميد وسمن بلدي وعليكم بالعافية»!

الا ان جائها الرد من ام عواد التي قالت ضاحكة :» افا عليك ام محمد بيت السبع ما يخلى من العظام» وهذا المثل قديم بمعنى انه يوجد في البيت كل خير.

و تابعت ام عواد حديثها مع ام محمد قائلة انها كانت قد طلبت من ابو عواد سمن وجميد يكفي ويزيد و لديها منها الفائض حتى، لكنها تفعل ذلك ليتعمد ابو عواد بأعطاها النقود لتشتريهم بنفسها، غير مدرك انها تفعل ذلك لشراء «عصمليات» ذهب ! حيث قاطتها احدى النسوة تدعى ام ابراهيم قائلة « له يا ام عواد ليه هيك ؟!)

فما كان من ام عواد الا ان ردت:» يعني اذا ما عملت هيك مع ابو عواد كيف بدي ازيد عصملياتي مثل اختي ام علي صلاة النبي رقبتها مليان عصمليات «.

وبعد شهر و اكثر قليلا على هذه القصة تطلقت ام سالم و ام ابراهيم (حردانة) في بيت اهلها و لكن ام عواد فقد زادا (ذهباتها)

الغريب انه في نفس الجلسة تحديدا عند انتهائها قالوا النسوة لام عواد بعد ان تجهزو للخروج لاعداد الغداء لبيوتهن:» ام عواد اخرناكي لازم روحتي بكير المجللة بتوخذ وقت»

ام عواد اجابت: مين قال راح اعمله مجلله غدانا زعتر وزيت لازم نشد الأحزمة الحياة صعبة « !!!