-

كتابنا

تاريخ النشر - 12-02-2021 10:40 AM     عدد المشاهدات 300    | عدد التعليقات 0

بيت بيوت

الهاشمية نيوز - رانة نزّال

هذا هو حالي منذ بدأ العام الجديد أعزي النفس وأردد قول الشّاعر

«هي الشّمسُ مَسكَنُها في السَّماءِ

فعزّ الفؤاد عزاءً جميلاً

فلن تستطيعَ إليها الصّعود

ولن تستطيعَ إليكَ النزولا»

وألعب بيت بيوت، نعم كُلنا يفعل نقنع أنفسنا بأن غداً يوم آخر كما قالت في «ذهب مع الرّيح» مفتعلة التفاؤل، ومستنهضة الثقة بغدٍ لعلّه أجمل كما يفهم من السّياق؛ إذ معنى الجملة يؤكد أنّ الغد هو يوم جديد وذو حقيقة، ولكنّ سياقها يأتي وفي باطنها الرّجاء والتّني حدّ التوسّل، وكلنا مجدداً يفعل يصحو في زمن اللاعادي ونحاول أن نجعل منه عادياً، فجرٌ، قليل تهجّد ودعاء حتّى عند أكثر القوم إلحاداً يأتي التهجّد مع الفجر مجرد النظر إلى قرص الشمس تأملاً فذا تهجّدٌ روحاني ـ فيما أرى ـ ثمّ طقوس يومية كلنا يعرفها، وقد نقلع إلى مراكز أعمالنا إن كنا من المحظوظين بوجود أعمالٍ لنا، وقد نعكف في بيوتنا على البحث عن عمل وقصص كثيرة تحدث في العالم إن في ضفته الأخرى، حيث يعيش الجانب الآخر من كرتنا الأرضية عكس شمسنا أو في تلك الأراضي المبتلاة بالحروب أو الزلازل أو الكثير من المفجعات، أيامٌ تقطر أسى لا أظن أن زمناً آخر يوازي زمننا هذا في حجم مرارة ومبلغ أسانا الذي نعيشه شئنا الإقرار أم أبينا، إذ كُلّ ما نفعله هو لعبة «بيت بيوت» بمراستها وقوانينها وتعليماتها ونودع أيامنا اليوم تلو اليوم والسّاعة تلو السّاعة في رتابة ندّعي أننا نقهرها بالتمرّد عليها وبأنّنا نحيا.

أترانا نقول ما قاله أبو فراس الحمداني.

ولا شُدّ لي سرجٌ على ظهرِ سابحٍ

ولا ضُربـــتْ لــــي بالعراءِ قَبابُ

ولا برقتْ لي في اللقاء قواطــعٌ

ولا لمعت لي في الحروب حِرابُ

لعله الاستثنائي الذي عشاه في عامنا الفائت يُلقي بظلاله السوداء في اللاوعي الذي يستمر شئنا أم أبينا، أم ترانا ينبغي أن نخوض في غمار الانحياز للتفاؤل حتى وإن لم يكن واقعياً حيث يقدّم دانيل كاهيمان والحائز على نوبل في كتابه التفكير بسرعة وببطء ويثير تساؤلاته حول هذا التفاؤل الفج، التفاؤل الذي لطالما ورطنا في أكبر الكوارث، وأشدها تأثيراً على أرواحنا بأن لربما تغيّر الحال، وبخاصة أن ألن ماسك يخطط للتقاعد في كوكب المريخ، فهل ترانا ما زلنا نراقب بعين الحنين الصحراء ورملها مقابل من يخططون لاحتلال المريخ ورفع درجة حرارة سطحه ليتطاير غاز ثاني أكسيد الكربون وتسيل المحيطات المتجمّدة فيه وتعود له الحياة عبر الماء والأكسجين فيسترجع صورته التي كانها قبل 500 مليون سنة كوكباً شبيهاً بالأرض، وهو أرضنا الجديدة كما كانت المستعمرة الأولى لبني البشر في الأرض الأمريكية، كما فعل بارثميونجوسفولد، لعلّ مثل هذه الأفكار تثير فينا دافعية الحياة لعلنا مللنا من الأرض ما يحصل عليها؟ لعله داء الاكتئاب يأكل مفاصل أفكارنا ويملي علينا الأسى فنقول ما قاله ابن زيدون لولاّدة وللأمل أن:

أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا

وناب عــن طيبِ لُقيانا تجافينا

ألا وقد حانَ صُبح البين، صبّحنا

حِيْنٌ، فقام بنا للحينِ ناعينــــا.




وسوم: #بيت


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :