-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 02-02-2021 09:19 AM     عدد المشاهدات 290    | عدد التعليقات 0

زمن كورونا .. (التعلم عن بعد) يضع أطفالنا في مرمى خطورة مضاعفة

الهاشمية نيوز - هل سنعود لطرح سيناريوهات جديدة ؟ وهل سنترقب قرارت جديدة ونرضخ لها من جديد؟ تساؤلات عديدة باتت تشغل بال الكثير من الاسر الاردنية؛ والذي يرفض بدوره أي سيناريوهات مطروحة في الوقت الحالي، مطالبين بعودة الطلاب لمقاعدهم الدراسية سواء كانت العودة بشكل يومي أو بالتناوب تبعا لأعداد الطلبة في الصف الواحد.
نحن اليوم نرفض أي سيناريو لا ينادي بعودة أبنائنا لمقاعدهم الدراسية وذلك تبعا للآثار الوخيمة التي خلفها (التعلم عن بعد) ووقعها على أبنائنا من أخلاق وعادات سيئة بعضها قابل للتعديل والبعض الآخر غير قابل للأسف .
عندما نرى أننا لم نحقق الهدف المرجو من التعلم عن بعد فالأجدر أن يعود الطلاب للتعليم الوجاهي، لماذا عندما تزيد نسبة انتشار الوباء تكون المدارس محط الأنظار وتكون أول ما يغلق مع أني أرى خلاف ذلك ؛ فلو تركت المدارس مفتوحة سوف تقل التجمعات والزيارات بسبب الالتزام الصباحي في اليوم التالي مما يؤدي بدوره تباعا إلى خفض نسبة الفحوصات الإيجابية وبالتالي خفض عدد الحالات ، لماذا لا تكون الشوارع والأزقة التي احتضنت أبناءنا محط أنظارنا ، فهي اليوم الملتقى بما تحويه من ألفاظ ونشر لأفكار قد لا تناسب نشأتنا بعدما أقفلت المدارس والجامعات أبوابها.
بغض النظر عن مدى قناعتي وتقبلي لهذا النوع المستحدث من التعليم؛ فالمشكلة تكمن في عدد الطلاب اللذين لم يتلقوا تعليمهم عن بعد، فالتعلم عن بعد ليس للجميع بل هو لفئة معينة، بغض النظر عن عدم توفر الإنترنت والأجهزة أو نتيجة لقلة الوعي الكافي لدى الطالب وذويه والتي ذكرته بالتفصيل في مادة لي سابقا، فهل سنكمل خطانا في نفس النهج؟ وهل سنخسر المزيد من القيم؟ وهل سنستمر في تقديم المزيد من الخسارة لأبنائنا؟
خسارتنا اليوم كبيرة فلم نعد نهتم للنوع وللمفاهيم والمهارات التي ينبغي أن يتقنها أبناءنا بل اتجهنا لكم الواجبات التي بات انهاؤها حلما يراود كل أم دون تحقيق الأهداف المرجوة من كل مهارة وكل درس.
ناهيك عن العنف الأسري الذي بات الخطر الأكبر الذي يهدد أمن أسرنا ويداهم أبناءنا والذي قد ينبع من ذويهم للأسف، وذلك إما لعدم إدراكهم لمفهوم التعلم عن بعد وعدم الرضوخ للشاشات أو لصراع بين الأخوة لعدم الاتفاق فيما بينهم بمن سوف يبدأ، وقد يكون نتيجة لخلاف بين الأم وأبنائها نتيجة ثقل المهام ومدى صعوبتها وعدم قدرة الوالدين على إيصال المعلومة بالشكل الصحيح مما يزيد من وتيرة الخلاف بين أفراد الأسرة الواحدة، كل هذا سيحدث إشكالا في فهم المادة لدى الطالب وهنا تكمن المشكلة.
كلي أمل بعودة أبنائنا الطلبة لمقاعدهم الدراسية لعلنا نصلح ما أفسدته أشهر الحرمان ونتحد سويا لنقلل من حجم الخسارة، الأهم الآن أن نتحد بالإجماع على المطالبة بعودة أبنائنا لمقاعدهم الدراسية، وأن نجمع على «التعلم الوجاهي» آخذين بعين الاعتبار قواعد السلامة من تعقيم و تباعد وكمامات دون استثناءات، دون تحديد مراحل معينة، فكل مرحلة دراسية مهمة ولها خصوصيتها ، فالوباء قد طال ولا نعلم متى سينتهي ، ما ذنب طالب الصف الأول أن يحرم من تجريد الحرف بعد سماع قصة من معلمه و ذاك الآخر طالب المرحلة الثانوية «التوجيهي» الكلمة التي يكتنفها الغموض والتي لطالما أرعبتنا بقوانينها المفاجئة غير المرتقبة ؛ والطالب الجامعي الذي سوف يتخرج عن بعد دون أن يتقن شيء ودون أن يتعرض لخبرات عملية وينقل أثر التعلم.
ما يحيرني هو مطالبة البعض باستمرار (التعلم عن بعد) والذي هو بعد عن التعليم بعينه، وذلك خشية على أبنائه من أن يطاله الفيروس؛ وهنا نرى التناقد، فتكاد المولات والمطاعم لا تخلو من الأطفال دون تباعد ودون كمامات فالغالبية يضع الكمامة خوفا من المخالفة لا خوفا من الوباء فتراها تزين عنقه طول الوقت، لماذا نحرم أبناءنا من أجمل ذكريات رفاق الدراسة.
قال لي إحدى أبنائي حلمت أنني ألعب مع أصدقائي في المدرسة وكانت الفرحة تملأ تقاسيم وجهه وهو يسرد لي الأحداث وهو يتشوق للعودة، وإذا بابني الأكبر يسكته بقوله لا تحلم فلن نعود للمدرسة ولن نلتقي بأصدقائنا من جديد .
ذات يوم طرق باب منزلي وفتحت الباب وإذا بابن الجيران يطلب مني أن أقدم الامتحان نيابة عن والديه اللذين كانا يتولان الأمر سكت لبرهة، وما أن فقت منها إلا وبه يعطيني الموبايل وكان قد فتح المنصة وقام ببدء الامتحان وعاد لمنزله؛ احترت في أمري وكنت بين أمرين أن اتمسك بمبادئي ولا أجيب وبين أن أقوم بتقديم الامتحان نيابة عنه، بالرغم من أنه في مرحلة متقدمة ما فوق الصف السابع ، لقد وضع على عاتقي المسؤولية فلم يخيرني، الأدهش بالنسبة لي أني لم ألمس رهبة من امتحان أو حرص على الحصول على علامة معينة لم أجد أي حماسة أو حتى توتر يذكر، وكيف سيشعر بكل هذا إذا مات الطموح وطمست الأهداف ؟ أعلم بأن ما فعلته خاطئ ولا يتناسب مع مبادئي وأخلاقي التي أنادي بها لكن هذا الموقف دفعني أكثر لكي أمضي قدما في محاربة التعلم عن بعد وأن استمر في المسيرة وفي المطالبة بالعودة ورفع الترند لا للتعلم عن بعد من جديد؛ فمن سيعدل الشرخ الذي حصل ومن سيعيد أخلاق أبنائنا من أمانة وصدق والأهم مخافة الله سبحانه وتعالى.
في الختام، مكان ابنائنا الصحيح هو المدرسة لا البيت، والأجدر في تعليمهم المعلم لا الأم ، فلماذا لا نعود وفق تحقيق الشروط الصحية وبأعداد قليلة والتركيز على المواد الأساسية التي استحالة لها أن تصل عن بعد، أنا شخصيا اخترت التعلم الوجاهي لأبنائي عندما خيرتني المدرسة ودوركم الآن الحفاظ على حق أبنائكم لآخر رمق.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :