-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 20-01-2021 11:04 AM     عدد المشاهدات 295    | عدد التعليقات 0

صناعة الارتباك !

الهاشمية نيوز -
ماجد شاهين

لم يعد المرء قادراً ، بمفرده ، على « الإحاطة « بما يحدث بالقرب منه أو في أماكن أخرى .
تتلاحق سلالُ الأخبار وتتدفّقُ الصور و التغيّرات ، و صار لازما ً للمرء أن يرى بألف ِ عين ٍ و يسمع بعشرات الآذان و يحسّ بقلوب عديدة .
من أين لنا أن نجنى معرفة وافرة عن هذا « السيل « الذي لا يهدأ من المعلومات والأخبار و العناوين و الوقائع المصوّرة و ممّا تبعثه محطّات البثّ ؟
و الإرباك والارتباك لا يقعان بفعل التلاحق والتتابع في « الصور والأخبار « و حسب ، بل بفعل « تضارب كبير « بين خبر و آخر وبين محطّة بثّ وأخرى في بثهما لخبر واحد أو لصورة واحدة أو لواقعة واحدة .
تتدفّق الصور وتتلاحق المعلومات والأخبار وتُحتَشَد ُ الشاشات والصحف و و سائط الإعلام و وسائله و يُصاب الذهن بالدوار والعين بغبش ٍ واضح ٍ و الصدور تضيق ، لأن ّ الذي نراه ونسمعه ونقرأه أقرب إلى « الفعل المستهجن والمريب والغريب « .
تتلاحق العناوين ،
و يتبعها نفيٌ واضح ٌ في موقع وتأكيد قاطع في مكان ٍ آخر ،
ثم يجيء نفي النفي و نفي التأكيد و تأكيد النفي و تعديل الخبر و التعليق على النفي والنفي المُضاد ّ و هكذا تشتبك الحكايات فيتوه القاريء والسامع والباحث والمتابع .
أشخاص عديدون يرجعون أسباب التفاوت تلك إلى « صناعة الارتباك « التي يتخصّص فيها مهنيّون بارعون و ما يلزمها من « صنع الخبر ونفيه « و « صنع الصورة و تصديقها « و صنع الشائعة !
نرى المنجزَ سمينا ً في كثير من الأحيان ،
و يأتي أحدهم ويحاول دفعنا إلى عدم التصديق ، فنبدّل الرأي ونقول أن ّ خدعة بصرية وذهنية جرّتنا إلى الوهم .
..
هكذا ، في كل الدنيا ، يصنعون « الفراغ « و يهيّئون الدروب للانشغال به .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :