-

كتابنا

تاريخ النشر - 07-01-2021 10:41 AM     عدد المشاهدات 440    | عدد التعليقات 0

حمــــامــــة الســـلام

الهاشمية نيوز - فدوى خصاونه

السلام أن تمنح للطيور الامن في الفضاء.
السلام أن تلمع النجوم في قلب السماء.
السلام حاجة الأموات ليرقدوا ويمكثوا بسلام.
السلام أن تغرق في لب الولاء وتفعل ما تشاء.
السلام أن تتورط في عشق الوطن في الصبح والمساء.
اليوم على غير العادة أمطرت سماؤنا ماء؛ فوطني يمطر الورد والفل، وطني يمطر اللؤلؤ والعطور، وطني يمطر المجد والخلود.
على وطني مر مئة عام، مئة صيف ومئة شتاء، ومر عليه مئة خريف وما زاده إلا صلابة وثباتا، لم يسقط له ورقة ولم ينحني له غصن؛ ولكنه ظل شامخا صامدا أبيا على كل حاقد.
أن تبقى حاضرا هو إنجاز عظيم وأن تستمر في الحضور وتتقدم هو الإنجاز الأعظم؛ فالقصة الأجمل هي التي تدهشك أكثر، هي القصة التي لا تموت بل تبقى حاضرة في سطور الذاكرة وفي وجدان الضمير.
أما عن قصة الأردن فهي مسيرة من النضال والكفاح، هي أحداث ذات طرق ومسارات محفوفة بالأزمات سالكة بصعوبة، بدأت من نقطة الصفر وصولا إلى مئة عام مكللة بالنجاح.
كان الأردن وعلى مر السنوات نقطة مرجعية يقع في مركز العالم وحوله تدور الأجرام وتلوذ به في مسار منظم وتأوي إليه.
وكم أصابت الكاتبة عاتكة العمري في كلماتها ذات الشجن : ذلك الوجود وتلك الطمأنينة التي يبحث عنها الجميع في ضلع هام تساعد في إسناد زاوية قائمة غير ضامرة في خاصرة الوطن نركن إليها جميعا ليست بعيدة عنا وإنما يتعزز قربها في كل رأي سديد.
فهل وقف التاريخ إلى جانبهم وسجل لهم تلك الحقب بمجرياتها؟
كيف كان الأردن مثلا للقلعة الشامخة؟
كيف يتلمس الواحد فينا رؤيته بين اللوحات الجدارية والمقتنيات الأثرية الأكثر قيمة عبر التاريخ باحثا عن كل ما يمثل فترات وأعوام من الإنجازات المسطرة وكأنها لوحات مختلفة مرسومة بدقة لتبرز عراقة حقبة زمنية وتكاد أن تنبض وتتكلم من الحسن.
فهل يمكن لهؤلاء الفنانين والمؤرخين أن يجمعوا مئة عام في ريشة تتحدث عن مراحل عصيبة وكأنها باتت خيالا؟ (انتهى الاقتباس)
فقد عقد الهاشميون العزم على تأسيس وطن وأول أدواتهم: الإنسان أغلى ما نملك؛ فكان الإنسان دافعهم وحافزا لهم ليمضوا، فبذلوا الغالي والرخيص لأجل النهوض بالإنسان، فكان التعليم على رأس أولوياتهم ليصبح إلزاميا وأنشئت المدارس وأعدوا المناهج وجهزوا المختبرات العلمية والمكتبات وكافة الأدوات للنهوض بالتعليم فأصبحت الأردن من الدول الرائدة في تأهيل وإعداد أبنائها ليصبح الأردني متميزا حيثما حل.
وفي مجال الطب حقق الأردن تقدما واضحا على مستوى المنطقة لينافس بذلك الدول المتقدمة فأنشئت المستشفيات وتم تجهيزها بمختلف المستلزمات الطبية والعلاجية؛ فتمكن الأطباء من إجراء أكبر عمليات جراحية وقدم إليه المرضى من كل أنحاء العالم ليتلقوا العلاج والرعاية الصحية اللازمة.
خلال مئة عام تمكن الأردن من تحقيق التقدم في كل مناحي الحياة فازدهر العمران والصناعة والتجارة والسياحة؛ وتحققت التنمية الشاملة بتظافر جهود الأردنيين وتلاحمهم مع القيادة الحكيمة.
ولا ننسى حرص الأردن على علاقاته مع دول الجوار ومع الأشقاء العرب ومع الدول الصديقة فكان له مكانته وقدره وحقق سمعة طيبة في العالم، مما جعله محط احترام واهتمام الجميع.
وقد كان الأردن ملاذا آمنا لكل من قهرته ظروف الحرب ففتح قلبه وذراعيه لكل من قصده؛ إيماناً من الهاشميين بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي ظلت على الدوام شغلهم الشاغل، فلا زال الهاشميون حريصين وفي كل محفل عربي ودولي يؤكدون على عروبة فلسطين وعاصمتها القدس؛ فالقدس قضية وطنية أردنية تحتل سلم أولوياتهم وبأبعادها الإنسانية والدينية والسياسية ومنها تنبثق كل القضايا العربية؛ إنها الرؤية الهاشمية التي بات العدو متيقنا ومقتنعا بها ولكنه أصر واستكبر ولم يزده إصراره إلا تبارا.
فكيف يترجم الفنان والمؤرخ إنجازات مئة عام بلوحة أو نص؟
مئة عام والأردن يمضي بيقين أنه سيبقى على سبيل الدوام حمامة السلام التي ترفرف في سماء العالم ولن تثنيه العثرات عن مواصلة المسيرة.
السلام هو الإنجاز الأهم الذي ما كان ليتحقق دونما عزم؛ فأن تعقد العزم هو أول الخطى ولو كان التقدم حبوا فلا بد تصل؛ على قدر أهل العزم شعار هاشمي سار بنا إلى شاطئ الأمان.
فالعزم إرادة الأبطال لا تتوقف ولا تثنيها صعوبات ولا منعطفات، فتصغر في عين الكبير الكبائر؛ فيظل الأردن رسول السلام آمنا مطمئنا يرزق بالثمرات.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :