هي الحياة

الهاشمية نيوز - بسام علاوين

حننتُ بشوق إلى دارها *** كأني علقتُ بأسوارها
كأني بها ذكريات خبتْ *** وما ملّتْ النفس إظهارها
تطلُ وتبرقُ في خاطري *** ولم تدرك النفس أسرارها
رمتني.. وأحسبها جنةً *** ولم ألهُ يوماً بأزهارها
ولم اجنِ غير بقايا الرمادِ *** وقلب تَحرّقَ في نارها
وما حنّت النارُ أو أشفقتْ *** كَوتني بظلم بأحجارها
وما كنت امضي بغيرِ حسابٍ *** كأني حُكمتُ بأقدارها
أضعتُ الزمانَ بحلمٍ كذوبٍ *** لأني حُبستُ بأفكارها
وطفتُ المدائنَ كل الدروبِ *** شققتُ الأرضَ بأقطارها
إذا العمر يمضي رحيلاً وموتاً *** فهل ينفع النفس إصرارها
كقيثارةِ الحزن ألهو بها *** اشدُّ وأرخي بأوتارها
لأعزفَ لحناً يذيب القلوبَ *** يعود لقلبي بأخبارها
فَتهتُ اغنّي بعمقِ الجنونِ *** ورحتُ ارددُ أشعارها
فترمي عليَّ ثيابَ الشتاءِ *** وتُغرقُ حلمي بأمطارها
سأشهدُ حقاً بأني اقتنعتُ *** وطالبت نفسي بأعذارها
فما كلُّ أمرٍ تريدُ.. تحوزُ *** فقد تأخذُ القبرُ حفّارها
فصبرً عليَّ فاني اعترفتُ *** أيخفي الجريمةَ إنكارها
وكدت أُجنُّ شققتُ القميصَ *** أجدُّ وأشقى لإحضارها
واشتهي منها ولو ومضة *** لتشرق في العمر أنوارها
زرعتُ الحديقةَ لوزاً وورداً *** طوتني ولم أجنِ إثمارها
فتلك الحياة ..حديدٌ يسنٌّ *** لتقطع لحمي بِمنشارها
ولم احظَ منها بغير الدموعِ *** وبطش الرياحِ وإعصارها
وقد كان عشقي كضربةِ حظٍ *** تفنن طيشي بإهدارها
سأعزلُ نفسي وضوءَ الشموعِ *** ارددُ في الليلِ أذكارها
مللتُ المسيرَ بغابةِ شوكٍ *** يحيط الظلامُ بأشجارها
وعاهدتُ نفسي بأن لا أعودَ *** سأختمُ بالشمعِ آبارها