-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 29-12-2020 10:31 AM     عدد المشاهدات 341    | عدد التعليقات 0

انت قدها

الهاشمية نيوز -
خولة كامل

لا يمر يوم الا ونسمع عن شجار يقع هنا او هناك، فلو اردنا ان نسال عن السبب فلا يوجد مبرر او حجة مقنعة، حتى يقوم اطراف النزاع في افتعال مشاجرة فما يدعو الى القلق هو كثرة نشوب تلك المشاجرات، وربما الاكثر اهمية هو ارتفاع حدة بعض المشاجرات الى احداث اذى او عاهة او اقتراف جرم في حق اي من طرفي المشاجرة، فكيف السبيل للحد منها؟! فالدراسات البحثية التي تبحث في ظاهرة المشاجرات، شحيحة وان بدا ان معظم الناس يمرون على خبر اي مشاجرة سواء عائلية او غير ذلك مرور الكرام، فالنفس ضجرت لكثرة ورودها في الصحف والمواقع الاخبارية الالكترونية لانها تعايشها على ارض الواقع قبل كل شيء داخل الاسرة الواحدة او بين ابناء الحي الواحد؟!

ربما زلة لسان او خلاف بين اولاد الجيران او اختلاس نظرة اعتبرها الاخر نظرة حقد وسخرية، فيؤدي الى اثارة نار الخلاف والشجار، لكن الطريف في الامر بالرغم انه لا يوجد اي مكان للظرف في هذا الموقف، قيل ان شخص افتعل مشكلة مع شخص اخر لان شكل الاخير لا يروق له؟!! هل الى هذا الحد وصل الامر الى البعض لاتفه سبب يوقد لاجله نزاع قد يودي بحياة ابرياء....فعلا دنيا عجيبة!!!

ان السلم المجتمعي من الضرورة بمكان كي يشعر الافراد بالطمانينة والامان، فيقبلون على العمل الجدي والبناء في مجتمعهم من غير وجل او خوف او تهديدلحياتهم او حياة اسرهم. كثيرة هي المشاكل التي تبدا شرارتها بين شخصين فتتسع الى نطاق اوسع واخطر ليشمل تهديد اسر باكملها، ليتجاوز الشجار الى الاهل والاقارب فتنجر العائلة باكملها شيبة وشباب اطفالا ونساء لاجل خطا ارتكبه فرد من افرادها لا للابناء و لا للاباء ولا للاعمام حتى ولا للاخوال وعد ما شئت ان تعد ناقة او جمل، وما يزيد الامر اشتعالا وتهيجا هو في معظم الاحيان لا يمتلك من لهم صلة باطراف النزاع الحكمة الكافية للملمة الخلاف بل يصبون الزيت على النار، فيقفون مع ابنهم او اخيهم لمجرد صلة القربي بغض النظر عن من له الحق من عدمه، والمثير للقلق هو استخدام الاسلحة النارية والادوات الحادة، معتقد احد طرفي الشجار انه سيرهب الطرف الاخر وانه سيحسم الامر لصالحه بمجرد رفعه للسلاح في وجه خصمه متصورا انه سيدب الخوف والرعب به فيهرب فيتفاجا بعكس ما توقعه فيقابله السلاح بالسلاح؟!

نحتاج الى وعي جمعي مجتمعي بخطورة المشاجرات ايا كانت الاسباب بين افراد المجتمع الواحد، والتعرف على الاسباب النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي دفعت باطراف الخلاف الى الشجار ورفع الصوت ثم الاشتباك بالايدي والعراك فيتطور الامر الى رفع السلاح والتلويح باستخدامه والاستقواء بالاهل لانتزاع ما يظنه احد الاطراف حقا له.

إن «ظاهرة» المشاجرات ليست بالامر الهين فقد ارتفعت وتيرتها بشكل غير مسبوق، فالازمة الاقتصادية التي يعيشها الناس قبل وبعد كورونا جعلت المشاجرات تزداد تدهورا وسوء، فكأن المرء يتصيد لاخيه زلة ولو بنظرة او كلمة غير مقصودة او تلامس جسدي عفوي في وسائل النقل او في الاسواق ممسكا بغريمه محدقا به بنظرة لا تخلو من التهديد والوعيد «إنت قدها» فخذ مشاجرة تتسبب في احيان كثيرة الى اذى لفظي او مادي او جسدي، وما اكثر البيوت التي فجعت بموت احد افرادها بسبب مشاجرة اقل ما توصف بالغير مبررة على الاطلاق بل تدعو الى «التندر» من قبل البعض!! فالنتائج المترتبة على المشاجرات تنعكس بصورة سلبية على المتنازعين وفي بعض الاحيان ماساوية وللاسف...عافانا الله جميعا.




وسوم: #انت


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :