-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 09-12-2020 12:35 PM     عدد المشاهدات 457    | عدد التعليقات 0

شراء التعب !

الهاشمية نيوز -
ماجد شاهين

أشخاص ٌ كثيرون ، لا حصر لهم ، يرغبون دائما ً في « معاودة السعي نحو التجربة « ، وإن ْ بدت لهم محبطة أو متعِبة .. هؤلاء يشترون « التعب « و يعيدون شراءه و يتمرّنون على المحاولة والخسارات .
يزورون تاجرا ً جشعا ً و يشترون من بضاعته ، ويدركون أنه باعهم بضاعة تالفة ً أو تقاضى منهم ثمنا ً غير مستحق ّ ، يعرفون ذلك و يعيدون التجربة و يلدغون من الجحر ذاته عشرات المرّات .
يمشون تحت مزراب ، وكان ممكنا ً تجنّبه والإفلات من مياهه التي قد تكون مختلطة بالطين أو بالأوساخ ، في كلّ مرة يجرّبون المرور من تحته ظنّا ً منهم أن لا مياه تندلق من المزاريب !
يبصقون في الشارع و يلوّثون العابرين والمارّين في الجوّار ، و يكرّرون تجربة الإيذاء لكي يخلقوا حضورا ً للصراخ وللفوضى وللاعتذار ، يكرّرون التجربة والاعتذار !
أو يصرخون في الملأ أن ّ الشارع يتسع للجميع !
و في كلّ مرّة ترمي امرأة نفاياتها من نافذة في بيتها و تظنّ أنّ « كيس نفاياتها « لن يرتطم برأس أحدهم أو لن يقع فوق كتف عابر ٍ أو قريب .. و حين يحدث الأمر ، تلوذ بدارها و تختبيء وراء الشُبّاك !
تكرّر تجربة اصطياد الآخرين بالأذى والأوساخ !
و البائع الجائل يطلق « زوامير « مركبته بصوت مزعج ويعتقد أن لا أحد مريضا ً أو نائما ً في الحارة ، و حين ينهره أحدهم أو يطلب إليه أن يخفض من صوت « الإعلان والنداء « ، يعتذر أو يفعل على مضض ٍ ، وفي اليوم التالي يكرّر التجربة .
..
هكذا ، كثيرون يفعلون ما يزعج الناس أو يسئ إلى الناس ، و في كلّ مرة يعيدون إنتاج التجربة و الاعتذار والحمق والاعتداء على أوقات الناس .
و كثيرون يحصدون ظلما ً من تاجر أو بائع و يعودون لتجربة التعامل معه و يشترون التعب .
ثمّة من يبيع التعب و يفرضه في الحارات والدكاكين ، و ثمّة من يشتريه ويعيد التعامل معه .
الناس في الأنحاء يجرّبون ، وفي أوقات عديدة يزعمون أن ّ « البضاعة « تالفة !






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :