-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 09-12-2020 12:34 PM     عدد المشاهدات 446    | عدد التعليقات 0

ما بعد كورونا .. حياة جديدة

الهاشمية نيوز -
نيفين عبدالهادي

يمكن وصف هذا العام الذي بتنا على اعتاب اغلاق أبوابه، انه بداية لحياة جديدة تسمى حياة وزمن ما بعد كورونا، حيث اختلفت خلاله تفاصيل كثيرة ان لم يكن كافة تفاصيل حياة البشرية، انتقل بها العالم الى شكل جديد في التعامل مع يومه ومع الآخر.
الحياة بعد كورونا... متطلبات جديدة، ونظام عالمي جديد، وشكل قريب من أن يحمل ذات التفاصيل لكافة دول العالم مهما كبر أو صغر شأنها، إذ وحّدت هذه الجائحة شكل العالم وجعتله يشبه نفسه وإن اختلفت جغرافيا المكان، وأدخلت دول العالم بداومة الوجع، والتحدي ذاته.
وبطبيعة الحال، الأردن جزء من هذه التفاصيل، وتبعات الجائحة التي فرضت شكلا جديدا لحياتنا جميعا، وفصلت تماما ما بينها قبل كورونا، وبعد كورونا، في التعليم والإقتصاد والصحة واجتماعيا، وغيرها من التغييرات التي طالت حياتنا بمجملها، وربما هذا التغيير بات يتطلب منّا اختيار نهج حياة مختلفا يبدأ من داخلنا ومن ثم من داخل منازلنا، ننطلق به لمجتمعنا، فلا مساحة اليوم للخطأ أو للفرضيات أو التجارب فالأولويات باتت واضحة، والتي تغيب فيها بشكل كامل «الأنا»، واحتياجاتنا السابقة ليطغى عليها اليوم نهج حياة جديد والتعامل معه ليس ترفا إنما التزام.
اليوم نحن جميعا أمام مسؤولية جماعية في التعامل مع ما هو قادم، في تحمّل مسؤولية تبعات الجائحة وكأنها تعني كل منّا وحده، من خلال الحفاظ على الالتزام بشروط السلامة العامة وعدم الأستهتار سيما وأننا لمسنا على أرض الواقع فوائد الالتزام التي انعكست على انخفاض أعداد الإصابات، وعدم الإلتفات لأي أصوات تنادي بغير ذلك، أو لأنباء تتحدث أن البدء باستخدام لقاح ضد الفيروس ينهي أزمته، فكلها آراء تشدّنا للخلف، وتؤخر من خطوات النجاة والانتصار على هذا الفيروس الذي اطاح بكبرى الدول، وعلينا أيضا المضي في سلوكنا الاقتصادي والاجتماعي والصحي الذي بدأناه في مرحلة ما بعد كورونا، علينا الوصول لقناعة أن حياتنا اليوم مختلفة ويجب التعامل معها على هذا الأساس.
مسؤولية الحفاظ على ما تحقق حتى الآن من مواجهة فيروس كورونا، مسؤولية علينا جميعا، فالحياة بعد كورونا وعلى كافة الأصعدة لم تعد ذاتها قبل كورونا، دون تغيير من شأنه أن يعيدنا للمربع الأول في حربنا ضد الفيروس، وعلى الجميع أن يدرك أن المعركة لم تنته وما تزال مستمرة، وكلنا جنود في مواجهتها، حماية أنفسنا تقود لحماية المجتمع دون تهاون، أو اتكال على وجود لقاح ضد الفيروس، أو أي معلومات من شأنها الحاق الضرر ليس لأفراد، إنما لمجتمع بأكمله.
لتكن اليوم قناعتنا بأن حياتنا اختلفت ليس فقط صحيا وطبيا، إنما على كافة الأصعدة الحياتية، حتى يصبح الوصول إلى بر السلامة من هذه الجائحة مؤكدا، بشراكة رسمية شعبية حقيقية وعملية، تتسيّدها مسؤولية التغيير بما يتناسب وحياة ما بعد كورونا.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :