-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 29-11-2020 11:05 AM     عدد المشاهدات 450    | عدد التعليقات 0

مصابو (كورونا) يجدون بالعمل عن بعد فرصة لملء الفراغ وتجاوز الآلام

الهاشمية نيوز - رغم أن العمل عن بعد في حقيقته أمر صعب يحد من إبداع الموظف وإمكاناته، إلا أنه في الظروف الاستثنائية، وتحديدا مع انتشار فيروس كورونا، وتضاعف أعداد الإصابات، بات البديل المؤقت اليوم لبعض المصابين ممن تتواءم طبيعة عملهم مع إلزامهم البقاء في البيت وحجرهم وذلك في فترة مرضهم.
ولكون الإصابة بـ”كورونا” تجربة مرهقة على جميع المستويات، فمهم جدا أن يهتم المصاب بحالته النفسية، والتعامل مع الموضوع بشكل إيجابي وبأن كل ما يمر به هو مجرد أمر عابر سيزول حتما وسيعود إلى حياته الطبيعية.
لذا يجد بعض الموظفين المصابين في العمل عن بعد فرصة لملء فراغهم والتقليل من الضغط الذي يعيشونه جراء الإصابة. كما أنهم يشعرون بقيمتهم وأنهم على تواصل مع العالم الخارجي وهذا حتما يخفف من أعراض المرض ويساعدهم على تجاوز المرحلة بأقل وقت ممكن.
الموظف أيهم أحمد، الذي يعمل في إحدى الشركات، يقول إن إصابته بفيروس كورونا لم تمنعه من أن يقوم بمهامه الوظيفية عن بعد أثناء فترة مرضه، هو رأى ألا يستسلم للتعب، ولكل الضغوطات النفسية الناتجة عن الإصابة، بل آثر أن يبقى على اتصال بزملائه ورؤسائه.
وهذا كله بالطبع ساعده على أن يكون شخصا إيجابيا ينظر إلى كل شيء حوله بتفاؤل، إضافة إلى أنه ظل شاعرا بأهميته لم يتغير روتين حياته، وذلك لأنه كان يلزم نفسه بأن يستيقظ مبكرا كعادته، ويباشر في إنجاز ما يطلب منه كما لو أنه على رأس عمله.
أيهم، وبالرغم من الظروف الصعبة، ظل موضع ثقة رئيسه في العمل، هو لم يعش العزلة بمعناها القاسي، بل استطاع أن يكون قريبا من الجميع، يقول إنه في المحن تتكشف معادن الناس ويعرف الصادق من المنافق ويصبح من السهل جدا غربلة الأشخاص وإعادة ترتيب أماكنهم في القلب، وهذا بالتأكيد من الدروس التي تعلمها أثناء اختباره لتجربة كورونا. مؤكدا أن وضعه الصحي الذي لم يتأثر كثيرا بأعراض المرض ساعده حتما على أن يحافظ على إنتاجيته وشغفه الكبير لعمله.
ويرى الاختصاصي النفسي الدكتور موسى مطارنة، أن العمل عن بعد في حالة إصابة الشخص الموظف يمنحه الاستقرار والشعور بالأمان، ويبعده عن القلق والتوتر ويجعله على تواصل مع أصدقائه وزملائه وأقاربه، ويشترط في ذلك أن يكون الموظف قادرا على العمل، إضافة إلى ضرورة تعاون رؤساء العمل معه وعدم تكليفه فوق طاقته ليتمكن من القيام بمهامه بدافعية وسعادة. وبين أن إحساس الموظف بأهميته في مكان عمله يساعده كثيرا على تجاوز المرحلة بأقل وقت ممكن ويخفف من أعراض الإصابة.
ويشير مطارنة لدور المساندة النفسية وتأثيرها في رفع معنوياته، ما ينعكس حتما على مناعته ومقاومته للفيروس.
ويقول الاختصاصي الاجتماعي الأسري مفيد سرحان “إن وباء كورونا أدى إلى الآن لإصابة أعداد كبيرة بهذا الوباء، إضافة إلى وفاة الكثيرين، وهو وباء ينتشر بسرعة وقد أثر على مختلف مرافق الحياة الاقتصادية والاجتماعية التعليمية الصحية، إضافة إلى الآثار النفسية التي بدأت تظهر ليس فقط على المصابين بل على غالبية الناس إن لم يكن بسبب الوباء مباشرة، فبسبب ما رافقه من إجراءات وقائية، كالإغلاقات ومنع التجول بأشكاله والحظر الكلي أو الجزئي، ولطبيعة هذا الوباء، فإن أعداد المصابين لا تظهر عليهم أعراض لمرض يكون الإجراء الطبي المعتمد هو الحجر المنزلي للمصاب لمدة معينة، وعدم مخالطة الآخرين خوفا من تسببه بنقل العدوى”.
والمصاب بوباء “كورونا” سواء ظهرت عليه الأعراض أم لم تظهر، فإن التزامه بالحجر المنزلي يسهم في عدم نقل الوباء وزيادة انتشاره، وهو بذلك يسهم في حماية غيره وتقديم خدمة للمجتمع، وفق سرحان.
ويضيف سرحان “كما أن طبيعة الوباء تفرض على الجميع عدم زيارة المصاب، وبالتالي البقاء وحيدا، ويتم التواصل مع المحيط الخارجي عن بعد، وهذا التواصل متاح للجميع بفضل وسائل الاتصال المتوفرة”.
والمريض، ومهما كان مرضه بحاجة إلى الدعم والتشجيع ورفع المعنويات، وفق سرحان، لأنه يشعر بالضعف، وهذه طبيعة الإنسان، والأمر في حالة الإصابة بوباء كورونا أكثر حاجة نظرا لما يرافق انتشار الوباء من أثر نفسي كبير على الجميع، خصوصا المرضى، كما أن تزايد أعداد الوفيات والإعلان عنها ونشر الأخبار وتبادل التعازي عبر وسائل التواصل الاجتماعي كلها أمور جعلت هذا الوباء يشكل كابوسا مخيفا ليس للمرضى فقط، بل لغيرهم.
ويتابع “وعليه فإن الحالة النفسية مهمة، فزيادة مناعة الإنسان لمواجهة الوباء ومقاومة آثاره والنفسية القوية تعتمد ليس فقط على الشخص المصاب وحده، بل إن للآخرين دورا مهما في تقويتها وتعزيزها”.
ومن أهم العوامل التي تساعد على ذلك استمرار الشخص المصاب بالعمل المعتاد عن بعد أثناء الحجر المنزلي وقيامه بمهامه وتواصله مع زملاء العمل مهما كان موقعه، فالعمل يشعر الشخص بالقدرة على الإنتاج، وأنه بخير وأن ما ألم به هو عارض مرضي.
والعمل أيضا يشعر الشخص بأن دوره في المؤسسة مطلوب ويمكنه ممارسته، فهو وإن تطلبت إصابته بالوباء الابتعاد عن الآخرين مؤقتا، فإن ذلك لا يعني انتهاء الدور الذي يقوم به، بل أنه قادر على القيام بعمله، إضافة إلى أنه يقوم بمهمة أخرى سامية وهي المساهمة في الحد من انتشار الوباء وهي لا تقل أهمية عن العمل نفسه.
ويؤكد سرحان أن مسؤولية المديرين وأصحاب العمل في تيسير قيام المصابين بالوباء القيام بأعمالهم قدر الإمكان عن بعد، وتشجيعهم على ذلك وإدامة الاتصال بهم، وكذلك مسؤولية زملاء العمل في التعاون لإنجاح مهمتهم حتى لو تطلب منهم ذلك مجهودا أكبر، وهذه الظروف الاستثنائية هي اختبار للصداقة والزمالة الحقيقية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :