إلغاء المعاصر (رد الزيت) للموسم الحالـي يثيـر حفيظــة مزارعــي إربــد

الهاشمية نيوز - اعترض مزارعو محافظة اربد على الالية الجديدة المحددة من قبل نقابة اصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون بالغاء نظام «رد الزيت» المقايضة واستبداله بالدفع النقدي بواقع 65 قرشا لكل كيلو زيتون يتم عصره.

وشكوا من طلب غالبية المعاصر في مناطقهم دفع بدل أجور عصر ثمار الزيتون نقداً وليس نسبة من كمية الزيت المنتجة، والبالغة كيلوغراما واحدا من الزيت مقابل تسعة كيلوغرامات للمزارع.

واعتبر مزارعون ان القرار الجديد مجحف وظالم لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المزارع الاردني نتيجة حالة الركود والكساد بسبب كورونا لا سيما ان غالبية المزارعين ينتظرون الموسم الحالي لتسديد ديونهم والتزاماتهم والاجور المترتبة عليهم للعمالة التي تقوم بقطاف ثمار الزيتون، مؤكدين ان القرار الجديد يشكل عبئا اضافيا عليهم.

وبحسبة بسيطة يقول ممثل المزارعين المهندس سفيان محافظة ان غالبية المزارعين لديهم انتاج متوسط يتراوح بين 20 ـ 30 شوال وفي السابق كانت المعاصر تتقاضى رد الزيت باحتساب تنكة الزيت بـ 65 دينارا اي 4 دنانير ثمن كل كيلو زيت وعند انتاج 100 كيلو زيت صافي وفق المعادلة القديمة يترتب عليها مبلغ 260 دينارا ، اما الان ووفق القرار الجديد يترتب على كل 100 كيلو زيت يتم عصره 650 دينارا اي ان المعادلة مجحفة وفيها زيادة واضحة وموثقة استنادا للأرقام.

واشار محافظة الى ان المشكلة تتضاعف لدى «ضمانة» الزيتون، مشيرا الى انه قام بضمانة 140 دونم زيتون للموسم الحالي، وعديدون يقومون بالاعتماد على الضمانة حيث يترتب عليهم كلف اضافية من اجور عمال ونقل اضافة الى المخاطر المترتبة على الانتاجية حيث ان هامش الربح والخسارة عال جدا وان الزام المزارعين بدفع مبالغ نقدية بدل عصر الزيتون دون اعتماد رد الزيت سيتسبب بمشاكل كبيرة للمزارعين خلال الموسم الحالي.

نقابة اصحاب المعاصر

من جانبه قال الناطق الاعلامي بنقابة اصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون نضال السماعين «للدستور» انه على مدار السنوات الماضية يتم اتباع رد الزيت وهو مطبق منذ الفترة العثمانية والمعروف بالمقايضة وما حدث ان المعاصر قامت الموسم الماضي بأخذ رد الزيت من المزارعين بأسعار عالية.

وعزا السماعين، أسباب طلب غالبية المعاصر الموسم الحالي أجرة بدل عصر الزيتون نقداً، إلى ارتفاع الكلف التشغيلية للمعاصر وتكدس كميات كبيرة من زيت الزيتون لدى المعاصر في الموسم الماضي.

واوضح السماعين في تصريح، أن مسألة قبول المعاصر لنسبة من كميات الزيت المنتج كبدل أجرة العصر النقدية تعود لإدارة كل معصرة وفقا لاتفاقها مع المزارعين، مشيراً إلى أن أجرة العصر المحددة من النقابة هي 650 فلساً لكل كيلو من زيت الزيتون، ولم تتغير منذ عام 2013. ولفت إلى أن الكلف التشغيلية من أسعار كهرباء وماء وأجور عمالة وصيانة وأثمان قطع غيار للمعاصر وعبوات الزيت ارتفعت بشكل لافت ما يوجب توفر سيولة نقدية لدى أصحاب المعاصر لسد احتياجاتهم. وزاد انه نتيجة عمليات تهريب الزيت من الدول المجاورة «سوريا وفلسطين» والسماح بادخال كميات كهدايا فقد تكدست كميات ضخمة من الزيت لدى المعاصر ولم تتمكن من تسويقه ولا بيعه مما عرضها لخسائر فادحة وصل بعضها لـ 40 الف دينار واخرى تجاوزت 180 الف دينار علاوة على ان معاصر تعرضت للحجز عليها من البنوك وتم منحها فرصة للموسم الحالي بالتنسيق مع النقابة من اجل تسوية اوضاعها. واضاف السماعين ان المعصرة ليست مسؤولة عن تسويق الزيت وان اغراق السوق المحلي بالزيت المهرب الذي قدرته النقابة العام الماضي بـ 6 الاف طن من الدول المجاورة الحق ضررا كبيرا بالمعاصر التي اصبحت مهددة بالافلاس والاغلاق وبعضها مهدد بالبيع بالمزاد العلني وبناء على ذلك فان النقابة اتخذت قرارها بتقاضي مبلغ 65 قرشا لكل كيلو زيتون يتم عصره للموسم الحالي حيث ان هذا القرار متخذ من النقابة منذ العام 2013 وللان تجنبا لمزيد من الخسائر وللحفاظ على هذا القطاع من الانهيار. يشار ان عدد المعاصر بمحافظة اربد 52 معصرة يتم تجديد ترخيصها سنوياً وفيها 118 خطا إنتاجيا حيث تسهم محافظة اربد في ثلث الإنتاج الإجمالي للمملكة من زيت الزيتون ومن المتوقع إنتاج 75 ألف طن من ثمار الزيتون لهذا العام و9 الاف طن من زيت الزيتون؛ اذ ان المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة حوالي 331 الف دونم بمعدل 3,5 مليون شجرة.